توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب والقضية

  مصر اليوم -

العرب والقضية

بقلم: محمود خليل

منذ عدة سنوات باتت القضية الفلسطينية خارج أجندة أولويات الدول العربية، يستوى فى ذلك الشعوب مع الحكومات. فأغلب هذه الدول ضربتها صراعات ليست بالهينة شغلتها عن الاهتمام بالقضايا الإقليمية. وقد بان ذلك بصورة جلية فى ردود الفعل العربية التى أعقبت الإعلان عن خطة ترامب للسلام. فالبيانات التى صدرت عن أغلب الحكومات العربية دعت إلى النظر فى محتوى الخطة وبحث الممكن وغير الممكن فيها، لكن أغلبها لم يحدد موقفاً صريحاً منها، سواء مع أو ضد.

بدا موقف الدول العربية أكثر وضوحاً خلال الفترات التى شهدت تسريبات حول محتوى الخطة، فقد بادر العديد من صناع القرار إلى تلخيص رد الفعل المتوقع فى عبارة صريحة واضحة مباشرة تقول: «نقبل ما يقبله الفلسطينيون ونرفض ما يرفضونه». كنت أتوقع أن تقفز هذه العبارة من جديد على مائدة رد الفعل العربى، لكن ذلك لم يحدث، لكن فى كل الأحوال أرى أن واجب العرب فى هذه المرحلة أن يتبنوا الموقف الفلسطينى على طول الخط، فإن قبل الفلسطينيون الطرح الأمريكى قبلوا، وإن رفض فواجب العرب الرفض. والبيان الصادر عن اجتماع الفصائل الفلسطينية المختلفة تحت رئاسة عباس أبومازن أعلن رفضه القاطع للخطة.

لا يملك الفلسطينيون سوى الرفض. وتقديرى أن كلاً من ترامب ونتنياهو يعلمان أكثر من غيرهما أن الطرح الأمريكى سوف يقابل بالرفض. الأمريكان والإسرائيليون يطلبون مستحيلاً من الفلسطينيين، فهم يريدون منهم أن يتنازلوا عن كل شىء مقابل لا شىء. يطلبون الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية، وحل مشكلة اللاجئين بعيداً عن الأراضى الفلسطينية، والرضاء بإنشاء عاصمة للفلسطينيين فى «أبو ديس» فى الضفة الغربية، على أن تبقى القدس -غرباً وشرقاً- العاصمة الموحدة لإسرائيل، والقبول بفكرة الدولة المجزأة التى تتشكل من مجموعة من الجيوب المكانية المتشرذمة، وهى دولة منزوعة السيادة وغير محددة بحدود. كل هذا يطلبه الأمريكان والإسرائيليون من الفلسطينيين مقابل ضخ عدة مليارات من الدولارات لتمويل مجموعة من المشروعات التنموية التى توفر مليون فرصة عمل للشباب الفلسطينى. كل هذه التنازلات مقابل حفنة دولارات؟!.

رفض الفلسطينيين طبيعى. وأى قيادة فلسطينية تعلم أن مصيرها إلى الضياع لو قبلت مثل هذا الطرح. وإن كان ثمة فائدة فيما حدث فهى إجبار الفصائل الفلسطينية على التوحد تحت راية واحدة وعلى موقف واحد رافض للطرح الأمريكى - الإسرائيلى. الواجب يفرض على العرب دعم الموقف الفلسطينى سياسياً، وذلك أضعف الإيمان. والمراهنة على القيام بضغوط على صانع القرار الفلسطينى للتزحزح عن الموقف المبدئى الذى اتخذه ليست مجدية فى مثل هذه الأحوال.

الرد العربى الوحيد الذى يمكن أن يكون له بعض الجدوى يتمثل فى طرح خطة بديلة مقابل خطة ترامب يتم الضغط بها على المجتمع الدولى، وخصوصاً لدى الأطراف المستعدة لاستيعاب حق الفلسطينيين فى إقامة دولة حقيقية وليست دولة كرتونية افتراضية كما يقترح «ترامب» وشريكه «نتنياهو».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب والقضية العرب والقضية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon