توقيت القاهرة المحلي 07:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطريق الحريرى إلى «الكارثة»

  مصر اليوم -

الطريق الحريرى إلى «الكارثة»

بقلم: د. محمود خليل

مع مطلع ديسمبر من العام المنصرم (2019) كان فيروس كورونا قد بدأ فى التجول داخل صدور البشر بمدينة ووهان الصينية. بعض الأطباء رصدوا الفيروس فى بدايته، وكان منهم الطبيب الصينى «لى» الذى يعيش فى مدينة ووهان. نشر الطبيب عدة تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعى يحذر فيها من ظهور فيروس متحور من مرض «كورونا» ينتقل بالعدوى بين البشر ويؤدى إلى الوفاة. وما إن نشر ما نشر حتى انطلقت السلطات الصينية فى مطاردته بتهمة نشر شائعات، ولاحقته الشرطة مع عدد من الأطباء الآخرين الذين حذروا من الفيروس أوائل ظهوره. هذا الطبيب مات بالفيروس منذ بضعة أيام، وشكلت لحظة وفاته انفجاراً صينياً عظيماً على وسائل التواصل الاجتماعى يدين السلطات وأداءها الذى أدى إلى تفشى المرض الذى حصد حتى الآن مئات القتلى وأصاب الآلاف من المواطنين الصينيين.

إنه نمط الممارسة التى تسود داخل المجتمعات المنغلقة التى تقتات على الكذب. فالسلطات الصينية لا تريد الحقيقة، بل تجد أن أدوارها الأساسية تتمثل فى التعتيم على الحقيقة، ومعاقبة من يكشفها. أدت السلطات بهذه الطريقة وعتمت على الأخبار المتعلقة بانتشار الفيروس منذ شهر ديسمبر 2019 حتى أواخر يناير 2020، حين انفجر الأمر وأمست المعلومات خارج السيطرة مع تساقط البشر صرعى أو مصابين بالفيروس فى مدينة ووهان، وتسجيل لحظات السقوط على فيديوهات تم بثها عبر مواقع التواصل الصينى. بدأت السلطات الصينية منذئذ فى الإفراج عن بعض الأخبار المتعلقة بانتشار الفيروس، لكن بعد أن أصبح خارج السيطرة!. إنها حكاية المجتمعات التى تدار بشكل مركزى يتحكم فيه حفنة من البشر فى رقاب العباد.

رغم القرب الفكرى والسياسى بين دولتى الصين وروسيا، إلا أن أولاهما لم تتعلم من ثانيتهما. فقد عالجت الصين انتشار فيروس كورونا بذات الطريقة التى عالج بها الروس انتشار الإشعاع الذرى عقب انفجار مفاعل «تشرنوبيل». وقتها تعمدت السلطات السوفيتية إخفاء الأمر عن سكان الاتحاد السوفيتى وعن العالم لعدة أيام كان الأمر فيها قد خرج عن السيطرة وضرب الإشعاع العديد من الأنحاء فى الاتحاد السوفيتى، ومنها إلى العديد من أنحاء العالم، حينها خرج السوفييت يعلنون ما حصل. والغريب أن السلطات هناك طاردت خلال الأيام الأولى عدداً من العلماء الروس الذين نبَّهوا لخطورة ما حدث وضرورة معالجته، بطريقة لا تراعى الاعتبارات السياسية المتعلقة بسمعة السوفييت!.

راعى الروس سمعتهم، أما من قتلهم الإشعاع الناتج عن انفجار «تشرنوبيل» فلم يكترثوا بهم. وقد أدى هذا النمط من الأداء إلى تفكك الاتحاد السوفيتى بعد سنوات قليلة من الانفجار، وكأنه كان يفجر المجتمع بأكمله. الصين هى الأخرى تتعرض الآن لهزة اقتصادية عنيفة، مؤكد أنه سيكون لها تأثيراتها وتداعيتها على مستقبل هذه الدولة التى تعد واحدة من أكبر وأقوى دول العالم. مهما بلغت قوة الدولة الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية فإنها تصبح معرضة للاهتزاز وأحياناً الانهيار نتيجة التستر على الواقع. كتمان الحقيقة طريق حريرى إلى «الكارثة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق الحريرى إلى «الكارثة» الطريق الحريرى إلى «الكارثة»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon