توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أدهم».. فاسد ينتظر فرصة

  مصر اليوم -

«أدهم» فاسد ينتظر فرصة

بقلم: د. محمود خليل

قدم الرئيس الجديد للأدهمية «حسنى مبارك» نفسه فى صورة القيادة التى تحارب الفساد، وتأبى أن تلوث يدها بالحرام، وردَّد على مسامع «الأداهم» مقولة: «الكفن مالهوش جيوب»!. واتساقاً مع شعار «محاربة الفساد» تم فتح ملفات «عصمت السادات» (شقيق الرئيس أنور السادات). أُلقى القبض على «عصمت» عام 1982 وحقق معه المدعى العام الاشتراكى، وأثبت امتلاكه وأسرته لأموال ضخمة وعقارات وأراضٍ زراعية وأراضى بناء بطرق غير مشروعة، وقضت محكمة القيم بمصادرة أمواله وأموال أبنائه. وتم فتح ملف رشاد عثمان، إمبراطور الإسكندرية الذى بدأ حياته عاملاً بالميناء، ثم أصبحت ثروته بمئات الملايين، وقد حوكم أيضاً وقضت المحكمة بسجنه، وكذلك ملف توفيق عبدالحى، الذى أغرق مصر بأطنان من الفراخ الفاسدة، أكلتها أجيال متنوعة من المصريين.

هذه القضايا وغيرها منحت «الأداهم» انطباعاً بأنهم أمام رئيس يؤدى بشكل مختلف، وقد كان «مبارك» بالفعل مجيداً فى استحضار «عفريت الفساد»، وإطراب سامعيه بأحاديث لا تتوقف عن «الطهارة» و«نظافة اليد»، وغير ذلك من مفردات تشى برغبته الأكيدة فى محاربة الفساد، وهى الرغبة التى أثبتها من خلال فتح ملفات فساد الكبار، من فصيلة «القطط السمان»، وعلى رأسهم شقيق الرئيس السادات. ولا أستطيع أن أقرر على وجه الدقة هل كان «مبارك» يستهدف من هذه الإجراءات وصم عصر «السادات» والإساءة إليه، أم كان يعبِّر عن نهج يعكس رؤيته للتنمية ونظرته إلى الفساد كمعرقل لها بحكم نظافة يده وجيبه؟!، لكننى أُحيلك إلى كتاب محمد حسنين هيكل «من المنصة إلى الميدان»، الذى أشار فيه إلى أن «مبارك» لم يكن بريئاً من بعض الشبهات حتى قبل أن يصل إلى الحكم. ويبقى أننا لو افترضنا أن «مبارك» فتح هذه الملفات من باب الإدانة لعصر السادات وليس من زاوية «البراءة أو النظافة» أو الوعى بمخاطر الفساد على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالأدهمية، فيمكننا أن نخلص من ذلك إلى أن «مبارك» فعل فى عصر السادات نفس ما فعله «السادات» فى عصر جمال عبدالناصر ونفس ما فعله «ناصر» فى عصر «فاروق». ويبدو أن ذلك يمثل طقساً أدهمياً بأن يدين الحاكم الجديد من سبقه على عرش الأدهمية.

لكن من زاوية أخرى مثّل الحديث المفرط عن الفساد خلال السنوات الأولى من عصر مبارك تمهيداً لتحول جلل فى «أخلاقيات الأداهم». فالأحاديث المستفيضة عن عدد مَن خرجوا مليونيرات من عصر «السادات» والملايين المملينة التى أصبح محاظيظ الأداهم يكنزونها فى أراض وفيلات ومشروعات وتوكيلات وأموال سائلة، وهى الأحاديث التى لم تقترن بمحاولة جادة لمحاربة الفساد فى عصر مبارك، كما اكتشف الكثيرون فيما بعد، جعلت البسطاء يتأملون المشهد من زاوية فريدة من نوعها. فقد رسخت فكرة لدى بسطاء «الأداهم» ملخصها أن الفساد أصل من أصول الحياة داخل الأدهمية. والفارق بين مَن قضت المحاكم بفساده أو تمكن من أن يفلت بنهيبته وبين الفقير الذى يزعم الشرف، أن الأخير لم يجد فرصة للفساد، وفى اللحظة التى سيحصل عليها سوف يغتنمها دون تباطؤ أو تفكير. اقتنع الكثيرون أن الشريف هو مجرد فاسد يمكث فى انتظار فرصة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أدهم» فاسد ينتظر فرصة «أدهم» فاسد ينتظر فرصة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon