توقيت القاهرة المحلي 00:47:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البروج المشيدة.. وبيوت البسطاء

  مصر اليوم -

البروج المشيدة وبيوت البسطاء

بقلم: د. محمود خليل

قانون التصالح فى مخالفات البناء خطوة لا خلاف على ضرورتها لتصحيح أوضاع خاطئة تواصلت لعدة سنوات، لكن يبقى أن المساواة ما بين حالات المخالفة دون تفرقة ما بين مالك جشع تطاول فى البنيان وأقام بروجاً مشيدة على مساحة كبيرة من الأرض وبين مواطن بنى بيتاً صغيراً على 50 أو 100 متر تحتاج إعادة نظر. يفرق المتخصصون فى مجال القانون بين مفهومين: مفهوم القانون، ومفهوم روح القانون. ولا خلاف على أن مسألة التفرقة بين الكبير الذى خالف بهدف الكسب الحرام والضعيف الذى خالف بحثاً عن 4 حيطان تؤويه وتؤوى أبناءه هو المعيار المثالى الذى يمكن أن نفهم من خلاله كيف تطبق الجهات التنفيذية مبدأ «روح القانون».

أحد المحامين المهتمين بهذه القضية (الأستاذ رمضان العربى) حكى لى العديد من القصص من واقع تجربته مع مسألة التصالح على مخالفات البناء خلال الأيام الأخيرة، قصص أبطالها من البسطاء والغلابة من أهل مصر، الذين بنى أحدهم بيتاً يعيش فيه على مساحة لا تتجاوز الـ100 متر، وعندما تزوج ابنه بنى له دوراً إضافياً. لا شك أن هذا المواطن خالف حين بنى على أرض ليست مملوكة له أو صعد بدور أو دورين دون الحصول على ترخيص من الحى، لكن حسن النية قائم، والحاجة إلى مأوى واضحة. ليس من المنطقى أن يطلب الحى من هذا المواطن القيام بتصوير جوى للبيت الذى بناه أو يطلب منه الانتظار لحين تعيين مستشار يراجع سلامة المبنى. فمن المؤكد أنه بنى بيتاً وليس مقبرة يمكن أن تنهد فوق «دماغه» و«دماغ عياله». كذلك فإن شروط التصالح فى مثل هذه الحالات يجب أن تنطوى على قدر من التسهيلات.

المسئولون بالمحافظات وكذلك بالأحياء يعلمون أن هناك مناطق كاملة تؤوى عشرات الألوف من السكان تكاد تكون كل المبانى فيها مخالفة، وليس من المعقول أن تشرد كل هذا العدد، وتهد البيوت المتواضعة التى تؤويهم. هذا الأمر ينطبق على جميع المحافظات فى مصر، وبالتالى فالمسألة تحتاج إلى حكمة فى التعامل، والتماس الحلول فى روح القانون، وليس فى نصوصه، حتى ولو اقتضى الأمر منح أهالينا من البسطاء المزيد من التسهيلات التى تيسر لهم تصحيح الأوضاع الخاطئة.

مالك العقار المخالف لا يهمه شىء، فقد باع وربح، المشكلة الحقيقية تظهر عند السكان الذين اشتروا الشقق -بأقل من قيمتها السوقية لأنها مخالفة- والآن يواجهون مشكلتهم بضرورة دفع الفارق فى السعر كغرامة كى يقننوا أوضاعهم. وليس من اليسير على الكثير من الأسر تدبير المبالغ المطلوبة (حتى فى شكل أقساط) بسهولة. والكل يعلم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التى تعيشها الأسرة المصرية بسبب تداعيات فيروس كورونا.

إن من يتجول فى أى مرفق للمياه أو الكهرباء أو يدخل أحد مبانى الأحياء (وهى مراكز التصالح فى المخالفات) بإمكانه أن يشاهد نماذج ويسمع قصصاً لبشر أنهكتهم الحياة. شيوخ كبار يبحثون عن لحظة راحة. أرامل يطمحن إلى من يمد إليهن يد المساعدة. أطفال يتشوقون إلى مستقبل آمن. المواطن يلتمس التعاون من الدولة فى هذه المرافق، وعندما يجدها تتعامل معه بأى قدر من التعسف فإن ذلك يخصم من رصيدها لديه. انتبهوا أيها السادة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البروج المشيدة وبيوت البسطاء البروج المشيدة وبيوت البسطاء



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon