توقيت القاهرة المحلي 10:38:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيروس «الحيرة»

  مصر اليوم -

فيروس «الحيرة»

بقلم: د. محمود خليل

لا توجد معلومة واحدة ثابتة أو متماسكة حول فيروس كورونا. بالأمس هذا العقار أو ذاك هو الأنجح فى علاج مضاعفات كورونا. اليوم العلاج غير صالح ويشكل خطراً على صحة المريض. بالأمس الكمامة الطبية أفضل للشخص من الكمامة القماش. اليوم المسألة مش فارقة، بل والكمامة الطبية إذا أسىء استخدامها قد تضر لابسها. بالأمس قرار بإعادة فتح المساجد ورفع حظر التجول فى بعض الدول. اليوم الدول التى اتخذت هذه القرارات «لفّت ورجعت تانى»، وفرضت حظر التجول وعلقت الصلاة فى المساجد ونزول الموظفين إلى أعمالهم. مع بدايات ظهور كورونا كانت الأحاديث تتردد عن أن ارتفاع درجة الحرارة له تأثير إيجابى فى القضاء السريع على الفيروس. اليوم خرجت دراسة جديدة نشرها الموقع العلمى «ساينس» جاءت بالعكس تماماً وأثبتت أن فيروس كورونا قادر على الفتك فى أجواء دافئة أيضاً (طبقاً لما نشره موقع «المصرى اليوم»).

مع كل معلومة جديدة يظهر توجه جديد، ويواجه المواطنون داخل دول العالم المختلفة ظروفاً مستجدة. الحكومات فى حيرة ما بين استمرار الإجراءات الاحترازية، رغم ما يترتب عليها من أضرار اقتصادية عنيفة تزلزلت أمامها أعتى الدول من حيث القدرة الاقتصادية، أو التخلص التدريجى منها وتدوير عجلة الحياة من جديد. والشاهد فى هذا الأمر أن بعض الدول التى اتخذت قراراً بالعودة التدريجية نجحت، بعد أن أخذ الفيروس دورته فيها وشرع فى الانحسار، فى حين اضطرت دول أخرى، اتخذت قراراً بالعودة، إلى النكوص عليه بعد ساعات، بسبب الزيادة الملحوظة فى معدلات الإصابة بالفيروس. المواطن هو الآخر حائر ما بين «الخنقة» التى يشعر بها أو الضغوط المعيشية التى يعانى منها نتيجة توقف عجلة الاقتصاد، وبين الخوف على نفسه ومن يحيط به من الإصابة بالفيروس.

ثمة معلومتان وحيدتان لم تتغيرا حتى الآن؛ المعلومة الأولى تؤشر إلى نجاح نسبى للدول التى قررت العودة التدريجية إلى أوضاع ما قبل كورونا، بعد أن أخذ الفيروس دورته فيها، بدأ ثم صعد ثم انحسر، ومع الانحسار بدأت فى العودة التدريجية للحياة. يستوى فى ذلك الدول التى اتخذت إجراءات احترازية شديدة، لم تمنع الفيروس من الفتك بالبشر، كما حدث فى فرنسا (أكثر من 29 ألف وفاة بسبب كورونا) أو تلك التى اتخذت إجراءات احترازية محدودة وتركت الأمور تسير كما تسير، كما وقع فى البرازيل (أكثر من 35 ألف وفاة). كورونا مثل العديد من الفيروسات التى شهدها العالم يأخذ دورته المعتادة فيظهر فجأة وتأخذ معدلات الإصابة به فى الارتفاع السريع، ثم يبدأ فى الانحسار، ليختفى فجأة كما بدأ.

المعلومة الثانية أن بعض الدول التى اتخذت إجراءات احترازية مبكرة، تمكنت بدرجة أو بأخرى من السيطرة على انتشار الفيروس، وخرجت بخسائر محدودة على مستوى الإصابات والوفيات، مثلما حدث فى المملكة الأردنية وتونس واليابان. ويعنى ذلك أن ثمة طريقين لا ثالث لهما لمواجهة الفيروس: الإجراءات الصارمة والجادة التى تحقق العزل والتباعد الاجتماعى خلال فترة الانتشار، أو ترك الفيروس يدور دورته العادية المتعارف عليها، من خلال اتخاذ إجراءات مجتمعية أو ترك الفيروس لضميره!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيروس «الحيرة» فيروس «الحيرة»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon