توقيت القاهرة المحلي 04:56:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحريك «الراكد»

  مصر اليوم -

تحريك «الراكد»

بقلم: د. محمود خليل

لا بأس فى أن تطرح الحكومة مبادرة لـ«تحفيز الاستهلاك»، تتضمن خفض أسعار السلع بنسب تصل إلى 20%، ودعم السلع التى يشتريها حاملو بطاقات التموين بنسبة 10%، وذكر وزير المالية أن المبادرة تتضمن أيضاً إنشاء صندوق «قابض» بتمويل يصل إلى 2 مليار جنيه من الموازنة العامة للدولة، يستهدف تحفيز الشركات على البيع بالتقسيط، وتقديم قروض وتمويلات للمواطنين، وتوفير الضمان، وتسهيل قدرة المواطنين على الحصول على سلع وخدمات وشقق وأراضٍ، وهو ما يجعل المصانع تعمل بشكل أكبر وتوفر الوظائف للكثير من الشباب.

الفكرة جيدة، لكنها تنطوى على مفارقة لطيفة. ففى الوقت الذى كانت الحكومة تلوم فيه المواطن على الولع بالاستهلاك، وعدم الاهتمام بالإنتاج، نجدها الآن تشجعه وتحفزه على الشراء، وتقدم له التسهيلات فى السداد، الحكومة تجد نفسها مضطرة إلى ذلك بالطبع بسبب حالة الركود التضخمى التى أصابت أسواق السلع والخدمات خلال الفترة الأخيرة، نتيجة الإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها وأدت إلى ارتفاع الأسعار بصورة أعجزت المواطن عن الشراء. فالكل الآن يجدول ميزانيته تبعاً للضرورات، فيهتم بالطعام والشراب، والحصول على الدواء، ودفع فواتير الكهرباء والغاز والمياه، بالإضافة إلى فواتير التعليم. هذه البنود لم تعد تمنح المواطن أية فرصة للتحرك إلى أية سلع أخرى، بل إن بنداً واحداً منها كفيل فى بعض الأحوال بالتهام دخل الأسرة كاملاً.

الحكومة معذورة بلا شك حين تلجأ إلى تحريك الطلب على السلع عبر تحفيز المواطن، لكنها تطلب صعباً؛ لأنه ببساطة ليس لديه ما يشترى به. المواطن المصرى استهلاكى بطبعه، ولا يوقفه عن شراء ما يلزمه وما لا يلزمه إلا العجز عن الدفع. هذا أمر لا بد أن تأخذه الحكومة فى الاعتبار وهى تحاول جذبه إلى الشراء والاستهلاك، لكن عليها أن تسلك طرقاً أخرى موازية، ربما تنجح من خلالها فى حل مشكلتها ولو جزئياً.

من هذه الطرق مثلاً تشجيع التصدير إلى الخارج -فيما يتعلق بالسلع التى يمكن تصديرها- فربما مثّل ذلك أحد المخارج من حالة الركود التى تعانى منها أسواق بعض السلع والخدمات، وقد تجد زبائن كثراً فى الخارج يغنيها عن مفلسى الداخل. إلى جوار ذلك لا بد أن تنشط الحكومة على مستوى جلب الاستثمارات الخارجية، ومؤكد أن المسئولين يعلمون ما يجب فعله على هذا المستوى، سواء على مستوى القوانين والإجراءات أو على مستوى المميزات وتهيئة الأجواء لتحفيز المستثمر العربى والأجنبى على التحرك نحو الأسواق المصرية. أمام الحكومة أيضاً طريق آخر يتمثل فى اتخاذ إجراءات فعالة تؤدى إلى مواجهة حالة الركود التضخمى التى ضربت أسواقاً عديدة.

ليس هناك خلاف على أن ركود السلع فى الأسواق له تأثيراته على معدلات البطالة، وسعى الحكومة إلى تحريك الراكد له مردوده على خلق فرص عمل جديدة وعديدة، لكن عليها وهى تفعل ذلك أن تفكر بأفق أكثر اتساعاً يمتد من الداخل إلى الخارج، أو يحاول تحريك الخارج نحو الفرص الاستثمارية فى الداخل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحريك «الراكد» تحريك «الراكد»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon