توقيت القاهرة المحلي 06:49:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كورونا» يزحف بـ«الروبوتس»

  مصر اليوم -

«كورونا» يزحف بـ«الروبوتس»

بقلم: د. محمود خليل

لعلك سمعت عن سيارة «القيادة الذاتية»، حيث تسير السيارة بسائق آلى، يملك القدرة على تفادى الحوادث، أو على الأقل تقدير المواقف -حال التصادم- بشكل يقلل من الخسائر المادية والبشرية. ربما تكون قد قرأت أيضاً عن تجربة شركة أمازون فى إنشاء سوبر ماركت بالولايات المتحدة يدار ببرامج الذكاء الاصطناعى بشكل كامل ولا يحتاج إلى عمالة بشرية، وذلك من خلال تطبيق على الموبايل يسمح لك حال تنزيله بدخول السوبر ماركت والتقاط ما تشاء من الأرفف، وكل ما تحصل عليه يسجل عبر برامج الذكاء الاصطناعى، ثم تقف فى الختام على ماكينة تخرج لك فاتورة الحساب، الذى يتم خصمه تلقائياً من حسابك الرقمى المسجل. هناك أيضاً تفكير فى أن يتم تسليم السلع من خلال الطائرات المسيرة «الدرون دليفرى» التى تصل بالسلعة من مكان الإنتاج إلى موقع التسليم، إذا سمح لها بذلك بالطبع.

الدنيا تتغير وبرامج الذكاء الاصطناعى أصبحت تقوم بالعديد بالمهام التى يقوم بها البشر، ومساحة تمدد هذه البرامج فى المجالات الإنتاجية والأنشطة الحياتية تتزايد يوماً بعد يوم، وتصل إلى مجالات لم يكن يتصور أحد أن تصل إليها. على سبيل المثال: تجد للذكاء الاصطناعى تطبيقات فى مجال العمل الإعلامى، واللافت أن له أيضاً تطبيقات فى المجال الشرطى. ولعلك لاحظت تلك السيارة التى يعلوها روبوت وتتابع عملية حظر التجول فى شوارع بعض الدول وتكشف عن كارنيهات الشخصيات المسموح لها بالتجول خلال ساعات الحظر، مثل الأطباء. ويعنى ذلك أن من الممكن أن نتوقع وجود «درك آلى» قادر على إمساك أى مخالف. ومن المضحك أننا كنا نقرأ قصة فانتازية ونحن أطفال عنوانها «الإنسان الآلى مسك الحرامى»، ولم يكن أحدنا يصدق أن نجدها واقعاً معاشاً أو مقبولاً فى يوم من الأيام، لكن أشياء كثيرة بدأت خيالاً، ثم تحولت إلى حقيقة.

كل شىء يتغير لصالح الذكاء الاصطناعى وبرامجه، ولن تصبح هناك حاجة فى المستقبل إلى عدد كبير من البشر لإدارة العمل فى مجالات الحياة المختلفة، ويبدو أن تقدير صاحب كتاب «فخ العولمة» كان صحيحاً وهو يقرر أن الفرص ستتاح لنسبة 20% فقط من قوة العمل داخل أى مجتمع، وأن الـ80% سيتم ترويضها بصورة أو بأخرى. وأخشى أن تهيئ ظروف الصدمة التى يعيش فيها البشر حالياً بعد تفشى فيروس كورونا فى دول عدة مسرح الحياة لدخول الفكر وأسلوب الحياة والإنتاج القائم على الذكاء الاصطناعى، خصوصاً أن الإجراءات التى اتخذت لمنع تفشى الفيروس تركزت كلها حول فكرة العزل وتسكين العمالة فى البيوت، واستضعاف الكبار أو وضعهم تحت سيف التهديد بالإصابة بالمرض. كل هذه الأمور تنذر بتحول قادم سوف يبدو مبرراً من وجهة نظر البعض، لأن نزيف الخسارة الاقتصادى بدأ داخل كل دول العالم منذ اللحظات الأولى التى بدأت فيها الإجراءات الاحترازية.

الأزمة الاقتصادية -أو الكارثة إن شئت- ستهيئ الساحة العالمية، لكى يدخل رجال رأسمالية الكوارث بثقلهم، مستغلين الصدمة المزدوجة (الصحية/الاقتصادية) التى يعانى منها البشر، وسوف يكون تحركهم على صفحة تكاد تكون بيضاء، بما يمكنهم من رسم خرائط العمل والاستثمارات والأنشطة الاقتصادية بالاعتماد على مفهوم الذكاء الاصطناعى، بصورة تؤدى إلى تحقيق نبوءة بعض المفكرين عن زمن «الحفرة» التى سيسقط فيها البشر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» يزحف بـ«الروبوتس» «كورونا» يزحف بـ«الروبوتس»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon