توقيت القاهرة المحلي 08:58:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درس من الماضى

  مصر اليوم -

درس من الماضى

بقلم: د. محمود خليل

ما إن وضعت حرب 1967 أوزارها يوم 9 يونيو من ذلك العام، حتى بادر مجلس الأمن إلى الاجتماع وأصدر قراره رقم 242. وهو واحد من أشهر القرارات التى حفظتها آذان كل من عاصر هذه الفترة، فقد كانت عبارة «القرار رقم 242» حاضرة فى العديد من الأخبار التى اشتملت عليها النشرات الإذاعية والتليفزيونية خلال السنوات الست الفاصلة بين نكسة 67 وحرب أكتوبر المجيدة. ولعلك تسمع حتى اللحظة الحالية ذكراً لهذا القرار خصوصاً عند الحديث عن أى مشروع يتعلق بإقامة دولة فلسطينية. ويقضى القرار الشهير بانسحاب إسرائيل من الأراضى العربية التى احتلتها عام 1967 والعودة إلى حدود 4 يونيو من العام نفسه.

طبعاً إسرائيل لم تستجب وتتنازل عما احتلته، وفى المقابل لم تسكت مصر، وبادرت إلى خوض حرب الاستنزاف، التى أوجعت الكيان الإسرائيلى أيما وجع. وفى خضم تفاعل معارك الاستنزاف، طرح وزير الخارجية الأمريكية وليام روجرز مبادرة أطلق عليها اسمه «مبادرة روجرز» لوقف إطلاق النار ما بين مصر وإسرائيل والتفاوض حول خطوات وإجراءات تنفيذ القرار 242. استجابت إسرائيل للمبادرة فى شقها الأول المتعلق بوقف إطلاق النار، حتى ترحم نفسها من هجمات الاستنزاف، لكنها سكتت عن الشق الثانى المتعلق بالتفاوض والانسحاب من الأرض المحتلة طبقاً لقرار مجلس الأمن. مصر استجابت للمبادرة هى الأخرى عشماً فى أن تلتزم إسرائيل بالانسحاب من الأرض، ولكن هيهات.

كان الرئيس «عبدالناصر» يردد أن «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، وخاض حرب الاستنزاف بناء على هذه القناعة، لكنه قبل مبادرة روجرز فى النهاية حتى يحرج إسرائيل أمام العالم، وذلك فى نفس العام الذى توفى فيه (1970). وعندما تسلم «السادات» الحكم كان يؤمن بأنه لا حل إلا بالحرب، وأن إسرائيل لن تجلس على مائدة المفاوضات إلا بعد الحرب، وإلا لاستجابت لمبادرة روجرز وتفاوضت على تطبيق القرار 242. تبنى «السادات» نظرية أن «الحرب هى أقصر طريق للسلام». فلا بد أولاً أن توجع خصمك، وبعدها تجلس للتفاوض معه. وهو ما فعله «السادات» بالضبط بعد انتصار أكتوبر 1973.

ما لا تأخذه فى الحرب تأخذه على مائدة المفاوضات. طبّق «السادات» هذه القاعدة بحذافيرها بعد نصر أكتوبر. خلال الحرب تمكن جنودنا من العبور وتحرير قناة السويس وزحفت القوات المصرية لعدة كيلومترات داخل سيناء. بعدها بدأ الرئيس الراحل يتحدث عن التفاوض على تحرير باقى الأرض. لم تتعامل إسرائيل هذه المرة مع مبادرة السادات، كما تعاملت مع مبادرة روجرز وقرار مجلس الأمن، فقد كانت تذكر جيداً «العلقة» التى نالتها فى 73، فاستجابت وجلست على مائدة المفاوضات.

المفاوض الإسرائيلى مشهور بعناده وتعنته وإصراره على عدم تقديم تنازلات. وقد عانى المفاوض المصرى معه كثيراً، لكنه استجاب فى النهاية وتحررت سيناء. الفضل الأول فى نجاح المفاوضات كان مرده الضربة الموجعة فى أكتوبر.

ظنى أننا بحاجة إلى مراجعة هذا الدرس لتعلم تلك الحقيقة التى عشناها فى السبعينات. الحقيقة التى تقول إن «الحرب أحياناً ما تكون أقصر طريق للسلام».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس من الماضى درس من الماضى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon