توقيت القاهرة المحلي 21:39:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن «مهدى»

  مصر اليوم -

البحث عن «مهدى»

بقلم: د. محمود خليل

فكرة «البحث عن مهدى» جزء من التركيبة الثقافية للمصريين، وهى تجد أساسها فى الموروث الدينى الذى يحتل جزءاً لا بأس به من خريطة العقل المصرى. ولست أقصد بالموروث الدينى هنا القرآن الكريم، الذى تعتبر آياته الكريمة كل فرد «منقذاً» لنفسه بالكد والاجتهاد فى الدنيا والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه حتى يعبر سالماً إلى الدار الآخرة. أقصد بالموروث الدينى بعض الفهوم والأفكار التى خلفّتها كتب التراث لبعض الآيات الدينية والأحاديث النبوية، التى تستحق التحفّظ. نبدأ بالأحاديث ونقول إن هناك أحاديث نبوية كثيرة تتحدث عن عودة المسيح عليه السلام. ولا يستطيع المرء أن يفرق وهو يقرأ هذه الأحاديث بين الحقيقى والمجازى فى ما تحمله من ألفاظ وأفكار، وهل المقصود بما تحمله من كلمات ومعانٍ العودة الواقعية الحقيقية للمسيح، أم فكرة التصالح البشرى على القيم النبيلة التى تتشارك فيها كل الأديان، من زاوية أن نبى الله عيسى جاء ليُكمل ناموس النبى موسى، وأن محمداً بن عبدالله حمل الرسالة الخاتمة.

وثمة أحاديث تضع المهدى المنتظر فى صورة أخرى، هى صورة شخص يحمل اسم النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، واسم أبيه (عبدالله) وينتمى إلى أهل البيت، وأنه سينزل فى آخر الزمان (أى قبل أن تقوم القيامة)، ويملك العرب، مثل الحديث الذى يقول: «لا تذهب -أو لا تنقضى- الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتى، يواطئ اسمه اسمى، واسم أبيه اسم أبى». ولا يخفى عليك أن المعنى الذى يحمله هذا الحديث يتناقض مع آيات قرآنية عديدة تنفى علم النبى، صلى الله عليه وسلم، بموعد قيام الساعة: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّى لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ». ولا يخفى عليك أن دلالة كلمة «بغتة» داخل الآية الكريمة -أى فجأة- تثير الحيرة فى المعنى الذى يحمله الحديث حول دلالة ظهور المهدى المنتظر على نهاية العالم، مما يعنى تحديداً تقريبياً للتوقيت الذى ستقوم فيه الساعة.

أياً كان الأمر، فإن كثيراً من البسطاء يؤمنون بالمعانى الظاهرة التى تحملها هذه الأحاديث، ويمنّون أنفسهم بظهور المهدى المنتظر الذى سيملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت جوراً. ولعلك تعلم أن مسألة البحث عن «مهدى» تعبّر عن فكرة قديمة، ترتد بجذورها إلى الفترة التى أعقبت وفاة النبى، صلى الله عليه وسلم. وهى واحدة من جملة أفكار تبلورت حولها النظرية السلفية التى تبلورت أغلب خطوطها ومعالمها فى عصور الاستبداد التى مر بها المسلمون. فجوهر فكرة المهدى يتعلق بالبحث عن رجل عادل يماثل الصورة «الطوباوية» المثالية، التى رسمتها كتب التراث لذلك الجيل الذى عاصر النبى ونعم بصحبته. وهى صورة شعبية تتناقض فى الكثير من ملامحها مع الصورة التى يمكن أن يخلص إليها القارئ لكتب التراث.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن «مهدى» البحث عن «مهدى»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon