توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن «مهدى»

  مصر اليوم -

البحث عن «مهدى»

بقلم: د. محمود خليل

فكرة «البحث عن مهدى» جزء من التركيبة الثقافية للمصريين، وهى تجد أساسها فى الموروث الدينى الذى يحتل جزءاً لا بأس به من خريطة العقل المصرى. ولست أقصد بالموروث الدينى هنا القرآن الكريم، الذى تعتبر آياته الكريمة كل فرد «منقذاً» لنفسه بالكد والاجتهاد فى الدنيا والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه حتى يعبر سالماً إلى الدار الآخرة. أقصد بالموروث الدينى بعض الفهوم والأفكار التى خلفّتها كتب التراث لبعض الآيات الدينية والأحاديث النبوية، التى تستحق التحفّظ. نبدأ بالأحاديث ونقول إن هناك أحاديث نبوية كثيرة تتحدث عن عودة المسيح عليه السلام. ولا يستطيع المرء أن يفرق وهو يقرأ هذه الأحاديث بين الحقيقى والمجازى فى ما تحمله من ألفاظ وأفكار، وهل المقصود بما تحمله من كلمات ومعانٍ العودة الواقعية الحقيقية للمسيح، أم فكرة التصالح البشرى على القيم النبيلة التى تتشارك فيها كل الأديان، من زاوية أن نبى الله عيسى جاء ليُكمل ناموس النبى موسى، وأن محمداً بن عبدالله حمل الرسالة الخاتمة.

وثمة أحاديث تضع المهدى المنتظر فى صورة أخرى، هى صورة شخص يحمل اسم النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، واسم أبيه (عبدالله) وينتمى إلى أهل البيت، وأنه سينزل فى آخر الزمان (أى قبل أن تقوم القيامة)، ويملك العرب، مثل الحديث الذى يقول: «لا تذهب -أو لا تنقضى- الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتى، يواطئ اسمه اسمى، واسم أبيه اسم أبى». ولا يخفى عليك أن المعنى الذى يحمله هذا الحديث يتناقض مع آيات قرآنية عديدة تنفى علم النبى، صلى الله عليه وسلم، بموعد قيام الساعة: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّى لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ». ولا يخفى عليك أن دلالة كلمة «بغتة» داخل الآية الكريمة -أى فجأة- تثير الحيرة فى المعنى الذى يحمله الحديث حول دلالة ظهور المهدى المنتظر على نهاية العالم، مما يعنى تحديداً تقريبياً للتوقيت الذى ستقوم فيه الساعة.

أياً كان الأمر، فإن كثيراً من البسطاء يؤمنون بالمعانى الظاهرة التى تحملها هذه الأحاديث، ويمنّون أنفسهم بظهور المهدى المنتظر الذى سيملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت جوراً. ولعلك تعلم أن مسألة البحث عن «مهدى» تعبّر عن فكرة قديمة، ترتد بجذورها إلى الفترة التى أعقبت وفاة النبى، صلى الله عليه وسلم. وهى واحدة من جملة أفكار تبلورت حولها النظرية السلفية التى تبلورت أغلب خطوطها ومعالمها فى عصور الاستبداد التى مر بها المسلمون. فجوهر فكرة المهدى يتعلق بالبحث عن رجل عادل يماثل الصورة «الطوباوية» المثالية، التى رسمتها كتب التراث لذلك الجيل الذى عاصر النبى ونعم بصحبته. وهى صورة شعبية تتناقض فى الكثير من ملامحها مع الصورة التى يمكن أن يخلص إليها القارئ لكتب التراث.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن «مهدى» البحث عن «مهدى»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon