توقيت القاهرة المحلي 02:20:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاعتراف بالحق فضيلة

  مصر اليوم -

الاعتراف بالحق فضيلة

بقلم: د. محمود خليل

التستر جريمة.. والاعتراف بالحق فضيلة.. يحدث أن تظهر حالات إصابة بكورونا داخل بعض المؤسسات أو أماكن العمل، فتجد المسئول عنها يتعامل بواحدة من طريقتين: الأولى أن يعلن بشفافية كاملة ظهور الأعراض على أحد العاملين بالمؤسسة، انطلاقاً من حقيقة أن المرض ليس عيباً، وأن الابتلاء من الله تعالى، وليس من المسئول عن المؤسسة، ثم يشرع بعد ذلك فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لعزل المخالطين وتعقيم المكان حفاظاً على أرواح البشر الذين يعملون به، وحماية للمجتمع من انتشار أكبر للفيروس. أما الطريقة الثانية فينظر فيها المسئول إلى المرض وكأنه عار لحق بأحد موظفيه وأن هذا العار سيدمغ المكان كله، فيتستر على الحالة ويكتفى بمنحها إجازة عزل، ثم يواصل العمل، دون أن يبحث عن المخالطين، ومن غير أن يتخذ الإجراءات اللازمة لحماية باقى العاملين فى المؤسسة.

ثمة أساليب قائمة فى إدارة المؤسسات اعتدنا عليها منذ سنين طويلة ترتكز فيها الإدارة على فكرة «التعتيم على المشكلات» وعدم الإفصاح عنها، حيث ترى أن ذلك هو المسار الأكثر ضماناً لتحقيق الاستقرار. وإذا اكتشفت المشكلة تجد المسئول يعمد إلى التهوين أو المراوغة وأحياناً التضليل. هذا الأسلوب فى الإدارة لا يصلح للعصر الجديد الذى نحياه، عصر تفشى المعلومات بنفس درجة تفشى الأوبئة والأمراض. هذا الأسلوب النعامى القائم على دفن الحقائق -ومعها الرأس- فى الرمل يؤدى إلى تحويل المشكلة العادية الصغيرة التى يمكن مواجهتها بسهولة إلى مشكلة كبيرة، ويخرج صاحبها من دائرة الخسائر القليلة الأقرب إلى دائرة الخسائر الكثيرة الأبعد.

فى ملحمة الحرافيش للراحل نجيب محفوظ تجد عبارة جاءت على لسان أحد أبطال القصة العاشرة، قال فيها لأمه «حارتنا لا تنام على سر». كل شىء فى الحارة معروف. ونحن نعيش عصراً أصبحت المعلومات فيه ملقاة على قارعة الطريق. وأسهل شىء فى زماننا هو المعرفة. لقد حاولت بعض الدول التكتم على الفيروس مطلع ظهوره، كما حدث فى الصين، وواجه بعض المسئولين داخل الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية شعوبهم بمعلومات غير مدروسة تهون من شأن الفيروس أو تدعو الشعوب إلى الاعتماد على نظرية مناعة القطيع، واعتبروها حلاً للمشكلة، وفيما بعد اكتشف الكثيرون عدم دقة المعلومات التى جاءت على ألسنة المسئولين، وكان المنظر سيئاً فى دول تعودت شعوبها أن يتعامل المسئولون معها بأعلى درجات الصدق والشفافية.

نحن نعذر كل مسئول عن إدارة أية مؤسسة مهما صغر حجمها فى الظروف والأجواء الحالية، ونعلم كم العبء الملقى على كاهله، لكن عليه أن يستوعب حقيقة أن المشكلات فى العصر الحالى بالغة التعقيد، وأن ما كان يصلح للماضى من أساليب فى الإدارة لم يعد له جدوى فى الحاضر. وليس من العقل أو المنطق أن يؤدى الشخص بأسلوب قديم فى زمن جديد. فهم المعادلة الزمنية يعد مقدمة أساسية للنجاح فى إدارة الأزمات وحل المشكلات. الحقيقة الوحيدة القديمة المتجددة التى تصلح لزماننا كما صلحت لأزمنة سابقة هى الحكمة التى تقول «معظم النار من مستصغر الشرر».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاعتراف بالحق فضيلة الاعتراف بالحق فضيلة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon