توقيت القاهرة المحلي 05:01:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفيلم الذى أعجبهم

  مصر اليوم -

الفيلم الذى أعجبهم

بقلم: د. محمود خليل

فى 25 ديسمبر 1979 استيقظ العالم العربى على تدفُّق القوات السوفيتية إلى أفغانستان بهدف دعم الحكومة الأفغانية الصديقة. حينها أثيرت قضية مهمة داخل أروقة الجماعات الجهادية فى كل مصر والمملكة تتعلق بتحديد العدو الذى يتمتع بالأولوية، وهل هو العدو القريب لهذه الجماعات المتمثل فى حكام الدول والأنظمة السياسية المسيطرة عليها أم العدو البعيد المساند للحكام والأنظمة المحلية والمتمثل فى الاتحاد السوفيتى -حينذاك- والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى بعض دول أوروبا.

تبنَّى عبدالله عزام -فلسطينى الجنسية ينتمى إلى جماعة الإخوان وحاصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر- نظرية تذهب إلى أن الجهاد ضد العدو البعيد له الأولوية، وأن هذا الجهاد فرض عين على كل مسلم، وليس فرض كفاية كما يذهب بعض الفقهاء. كان «عزام» فى ذلك الوقت يقيم بإسلام أباد بدولة باكستان، وكان يعتبر نفسه أميراً لجهاد السوفيت المحتلين لأفغانستان. وقد أثارت فتواه جدلاً عنيفاً بين الإسلاميين فمنهم مَن تبناها ومنهم مَن رفضها. كان أكثر من تقبَّل الفكرة مجموعة من الرموز الإخوانية داخل دول العالم العربى، كما حظيت بدعم من جانب فقهاء آخرين، أبرزهم «ابن باز» و«ابن عثيمين». وليس هناك خلاف أيضاً على أن الأنظمة السياسية العربية لم تجد غضاضة فى الفكرة، بل اعتبرتها وسيلة خلاص من إرهاب هذه الجماعات، فسمحت لهم بجمع التبرعات المالية والعينية لدعم الجهاد فى أفغانستان وأفسحت الطريق أمام مَن يريد السفر للمشاركة فى المعارك القتالية هناك.

تعددت حملات الدعوة للتبرع لدعم المجاهدين -بالمصطلح السائد حينذاك- ضد السوفيت فى أفغانستان، أخذت هذه الحملات شكلاً شعبياً فى بداياتها الأولى داخل العديد من الدول العربية، ثم اكتسبت صفة رسمية. وشيئاً فشيئاً فرض الجهاد ضد السوفيت نفسه كموضوع أساسى فى الخطب الصحوية المنادية من دون توقُّف بالتضامن مع «الأفغان». من ناحيتها حددت الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة الدول التى رأت أن من الممكن أن يكون لها دور فى دحر القوات السوفيتية وطردها من أفغانستان، تجنباً للصدام المباشر مع السوفيت فى ظل الحرب الباردة بين القوتين العظميين.

وعلى الساحة الباكستانية -ثم الأفغانية- بزغ نجم أسامة بن لادن، وكان حينها واحداً من المليونيرات العربية المعدودة. منذ صغره امتاز «أسامة» بميل واضح إلى التدين. وكان لديه ولع خاص بالزعامة. وليس عيباً أن يحلم أحد بالزعامة، المهم أن يمتلك مقوماتها. وواقع الحال أن أسامة بن لادن كان يحلم بصورة «محارب من العصور الوسطى» شأنه فى ذلك شأن كثيرين ممن قرروا السفر إلى أفغانستان. تزعَّم أسامة بن لادن حركة جمع التبرعات لدعم المجاهدين ضد السوفيت، ويسر له المال الذى تيسر فى يده أو من خلال التبرعات فرصةً جيدة ليؤلف قلوب -وأحياناً جيوب- شباب الجماعات الذين رأوا من جانبهم أن «الفيلم» الذى يحدث فى أفغانستان للعيش فى أجواء بطولات العصور الوسطى، ورحبت بعض الحكومات بفكرة رحيلهم -بتطرفهم- بعيداً عنها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيلم الذى أعجبهم الفيلم الذى أعجبهم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon