توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين مصر من «الدراما التاريخية»؟

  مصر اليوم -

أين مصر من «الدراما التاريخية»

بقلم: د. محمود خليل

تؤشر حالة الجدل التى تتفاعل حالياً حول مسلسل «ممالك النار» إلى أن الأعمال التاريخية لم تزل قادرة على استقطاب المشاهدين المصرى والعربى. يروى العمل نضال آخر سلطان من سلاطين الدولة الجركسية التى حكمت مصر عشرات السنين «طومان باى» ضد الغزو العثمانى للبلاد (1517). لست أريد التوقف أمام وجهات النظر المتعارضة حول المضمون الذى حمله المسلسل، لأن طبائع الأمور فى وجهات النظر هى الاختلاف، المهم أن تكون مستندة إلى أدلة تاريخية ثابتة، وليست مجرد حكى مرسل يستهدف المكايدة وفقط. ما أريد التوقف أمامه مسألة أن الدراما التاريخية ما زالت تتمتع بجماهيرية واضحة إذا أُحسن صناعتها وتم توفير التمويل الكافى لها نظراً لضخامة تكاليف إنتاجها.

كنت أتمنى أن تكون جهة إنتاج هذا المسلسل مصرية، ليس تعصباً لبلادى، ولكن لأسباب أخرى؛ أولها أننا أَولى بتقديم صفحات تاريخنا إلى الأجيال الجديدة من غيرنا، والثانى أن الدراما التاريخية كانت فى الأصل صناعة تليفزيونية مصرية خالصة، حتى بدأت دول أخرى مزاحمتنا فى هذا المجال، وتلا ذلك خروج مصر من هذا الملعب بصورة أو بأخرى. مؤلف مسلسل «ممالك النار» مصرى هو الأستاذ محمد سليمان عبدالملك، والبطولة فيه للمبدع المصرى «خالد النبوى»، وهو ما يعنى مصرية المسلسل، لكن المخرج بريطانى، وكذا المنتج شركة إماراتية. ولو أننا استرجعنا بعض الأعمال من ذاكرة التليفزيون المصرى فسوف نجد أن هذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها معالجة الحقبة الأخيرة للدولة الجركسية عبر عمل تليفزيونى. فقد سبق وعالج هذا الموضوع مسلسل «على باب زويلة» عن قصة شهيرة للروائى الراحل «محمد سعيد العريان» (إنتاج عام 1976)، كما تطرق إليه أيضاً مسلسل «الزينى بركات» (إنتاج 1995)، الذى كتب السيناريو والحوار له المخضرم محمد السيد عيد عن رواية للمبدع الراحل «جمال الغيطانى». هذه مجرد أمثلة على مسلسلات تليفزيونية اشتبكت مع الفترة التاريخية والشخوص التى يدور حولها مسلسل «ممالك النار».

الدراما التاريخية كانت محل اهتمام من جانب التليفزيون المصرى، وما أكثر ما أنتج أعمالاً عالجت فترات مختلفة من التاريخ المصرى والعربى والإسلامى، لكن قاطرة الإنتاج تعطلت -ويا للعجب- مع الزيادة اللافتة فى عدد القنوات التليفزيونية مع ظهور الأقمار الصناعية بداية الألفية الجديدة. كان من المتوقع أن ينتعش الإنتاج المصرى التاريخى فى مثل هذه الأجواء، لكنه على العكس تراجع وانحسر، فى وقت بدأت دول أخرى تستغل فراغ الساحة من المنتج الدرامى المصرى «التاريخى» وبدأت تعمل فى هذه المساحة، فأنتجت مسلسلات تاريخية حققت جماهيرية لا بأس بها على المستويين المحلى والإقليمى. مسألة تثير العجب فعلاً أن مصر -الدولة الأقدم على مستوى التاريخ- تخرج من سباق الدراما التاريخية!، لنجد شركات إنتاج غير مصرية تستثمر تاريخها الخصب والثرى. ليس هناك مانع فى ذلك بالطبع، لكن يبقى أن مصر أولى بتاريخها وأجدر بأن تنتج أعمالاً تعبر عن المراحل المختلفة لهذا التاريخ. وإذا كنا نتحدث عن الدراما كجزء من القوة الناعمة للدولة المصرية فلا بأس من أن تتأسس شركة إنتاج تليفزيونى تابعة لأى من الجهات التى تملك القدرة على إنتاج دراما تاريخية حقيقية تعيد للمنتج التليفزيونى المصرى جانباً من تألقه الذى كان!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين مصر من «الدراما التاريخية» أين مصر من «الدراما التاريخية»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon