توقيت القاهرة المحلي 07:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحياة داخل «موبايل»

  مصر اليوم -

الحياة داخل «موبايل»

بقلم: د. محمود خليل

الجيل زد (جيل الشباب والمراهقين) يصح أن نصفه بأنه «جيل افتراضى». الميول الافتراضية لدى أبناء الجيل «زد» يمكن أن ترصدها بسهولة من عدد الساعات التى يقضيها المراهق أو الشاب أمام جهاز الموبايل، والحالة النفسية السيئة التى يعيشها فى حالة وجود عطل فى الموبايل أو وجود مشكلة فى التفاعل مع شبكات التواصل الاجتماعى. ويكاد يكون «سحب الموبايل» من المراهق أو الشاب هو أتعس عقاب يمكن أن ينزل على رأسه ويؤلمه ألماً شديداً، لأنه ببساطة يمارس حياته كاملة من خلال هذا الجهاز الصغير الذى يلج به إلى العالم الافتراضى الذى يحب الحياة فيه. بعض أبناء الجيل «زد» ينامون والموبايل إلى جوارهم أو يرقد فى أحضانهم. الطابع الافتراضى أدى إلى دمغ «الجيل زد» بسمتين أساسيتين، أولهما سمة «التشوش المعلوماتى»، والثانية سمة «الحياة داخل مجموعة».

يعتمد الجيل «زد» على مواقع التواصل الاجتماعى كمصدر للحصول على المعلومات بنسبة كبيرة. ولا يخفى عليك ما تحمله هذه المواقع فى أحوال من معلومات مشوشة وغير دقيقة بل وكاذبة فى بعض الأحوال. ولا يكترث أغلب هذا الجيل كثيراً بمسألة التدقيق فى معلومة أو البحث عن مدى مصداقيتها. فروح القبول عنده ترتبط بقاعدة «الهوى» فهو يقبل ما يروقه نفسياً ومعرفياً ويعتبره صادقاً ما وافق هواه، وينبذ ما عداه. ومسألة قبول أو رفض المعلومة أو الفكرة عنده ترتبط بما يمكن أن نطلق عليه «روح المجموعة». ونقصد بالمجموعة هنا «الجروب» الذى يجمع المراهق أو الشاب بأصدقائه ومعارفه على مواقع التواصل الاجتماعى. ويجمع «الجروب» عدداً من الأفراد ذوى الاهتمامات والميول والمواقف المشتركة والمزاج المتشابه. وبإمكان الفرد أن يتحكم فى مجموعته كما يشاء، فيحذف أو يقبل من الأصدقاء من يشاء.

ولأن المجموعة بطبيعتها مغلقة على نفسها فهى تعد المصدر الأول للمعرفة والحصول على المعلومات لدى أفرادها، من خلال ما يتم تشييره من أخبار أو فيديوهات أو صور أو غير ذلك، وغلبة روح القطيع على المجموعة لا تدع لأفرادها فرصة -فى أغلب الأحوال- للتحقق من مصداقية ما تحمله من معلومات. كما تمثل المجموعة المطبخ الأساسى لتكوين الآراء ووجهات النظر لدى أفرادها من خلال ما يتم نشره من تدوينات (بوستات)، وتعلو قيمة البوست وقدرته على التأثير على الفرد -إعمالاً لمبدأ روح القطيع- كلما زادت «اللايكات» ومعدلات الشير. وتوفر المجموعة أيضاً أداة للدردشة بين أفرادها. وقد تتواصل عملية الدردشة عبر ساعات طويلة من اليوم.

سقوط أفراد الجيل «زد» فى شبكة الجروب والمعرفة المشوشة خلافاً للأجيال الأخرى التى سبقته أدى إلى تنميطه. يظهر ذلك فى التشابه بين مجموعات المراهقين، وكذا الشباب، فى أنماط التفكير والتفضيلات والمواقف والسلوكيات. وفى الوقت نفسه يؤدى الانغلاق على الجروب إلى توليد نوع من الاستقطاب بين أفرادها ضد كل من يخالفهم فى أسلوب الحياة. وهو استقطاب تغذيه المعلومات والتدوينات المنغلقة المساندة له داخل المجموعة، وقدرة أفرادها على حذف واستبعاد أية معلومات أو تدوينات أخرى تناقض القناعة أو الرأى أو التصور المطروح بداخلها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحياة داخل «موبايل» الحياة داخل «موبايل»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon