توقيت القاهرة المحلي 21:39:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من «الهلالى» إلى «ذات الهمة»

  مصر اليوم -

من «الهلالى» إلى «ذات الهمة»

بقلم: د. محمود خليل

ذكرت لك أن هناك خطين رئيسيين حاضرين فى الحكايات التى أطربت «أدهم المصرى» ولم تزل تطربه حتى الآن: خط التحول من العبودية إلى السيادة، وخط المرأة القادرة على تزيين الأفعال لبطل الحكاية. تجد الخطين حاضرين فى أبرز سيرة شعبية اهتم بها المصريون عبر تاريخهم، وهى سيرة «أبوزيد الهلالى»، العبد الأسود الذى أنجبه «رزق بن نائل» من زوجته «خضرة الشريفة»، وبسبب سواد بشرته اتهم «رزق» وآله «خضرة» بالخيانة، فما كان منها إلا أن عادت وهى تحمل ابنها إلى أبيها شريف مكة، ومن هناك بدأت فى تحريك الأحداث فدفعت ولدها إلى مواجهة أبيه «رزق» وحذرته من قتله، فوقع بين الاثنين نزال بالسيف أطاح فيه الابن بسيف أبيه، ثم تركه دون أن يقتله. بعدها اكتشف الأب أن «أبوزيد» هو ولده من صلبه، ويخوض «أبوزيد» بعد ذلك العديد من المعارك التى شهدت مواقف وأمارات عديدة على نبله وشهامته، وأنه كان يسخّر قوته لقهر الطغاة ويلين جانبه للمستضعفين فى الأرض، وفى كل مشاهد السيرة الهلالية تلمح حضوراً واضحاً للمرأة وأدوارها فى تحريك الرجال، والأحداث التى ينخرط فيها الرجال.

السيرة الهلالية سردية شعرية ظل «أدهم» يتمايل مع إيقاعها ويطرب لسماع نغم «الربابة» المصاحب لها عقوداً مديدة، لكن ثمة حكاية أخرى أخذت شكل السردية النثرية وجد فيها «أدهم» أحداثاً تداعب مخيلته الباحثة عن البطولة التى تخرج من رحم العبودية. كانت السيرة الظاهرية -سيرة الظاهر بيبرس- واحدة من السير التى اهتم بها «أدهم» اهتماماً كبيراً، بسب توافر الخطين الأثيرين فيها. فالظاهر بيبرس كان عبداً مملوكاً بيع فى سوق النخاسة وظل يتنقل من يد إلى يد حتى أصبح مملوكاً لدى الملك الصالح ليبدأ رحلة شاقة واجه وحاك فيها العديد من المكائد والمؤامرات حتى تربع على حكم مصر خلال فترة شديدة الاضطراب. وعندما وصل المظفر قطز إلى سدة الحكم جعل بيبرس ذراعه اليمنى وتمكن الأخير من وضع الخطط وقيادة الجيوش بكفاءة تمكن فيها المسلمون من صد الغزو التترى. تصطبغ قصة الظاهر بيبرس بألوان متنوعة من البطولة والقدرة على السيطرة وأيضاً العدل ونصرة الضعفاء والمظلومين، وهى أيضاً لا تخلو من حكايات جذابة عن شجرة الدر، المرأة التى اعتلت عرش مصر وانتهت حياتها نهاية درامية حين باغتتها الزوجة الأولى لأيبك التركمانى وقتلتها -بمساعدة الخدم- بالقباقيب!.

أما قصة عنترة فشهيرة معروفة ولا تخلو من الخط الأثير المتمثل فى التحول من العبودية إلى السيادة، كما تظهر فيها أدوار مثيرة للمرأة فى تحريك الأحداث. وما أكثر العناترة الذين حكى عنهم الرواة، وتروى واحدة من هذه الحكايات قصة «ذات الهمة»، الأميرة التى قاومت جيوش الروم وبيزنطة وحمت دولة الخلافة، وأبرز ما كان يجذب المستمعين إلى سيرتها ما اشتهرت به من آيات القوة والحكمة والعدل. هذه القصة وغيرها كانت تطرب «أدهم المصرى» ولم تزل القصص الشبيهة التى تعزف على الوتر نفسه تجد صدى لدى الأجيال المتتابعة من الأداهم. ولو أنك تابعت آخر مسلسل شغف به المصريون خلال السنوات الأخيرة، وهو مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى»، فسوف تجد أنه لعب على الخطين الأثيرين. ففيه الحدوتة الأثيرة التى تحكى قصة «الضعيف المهزوم» الذى تحول إلى «غالب منتصر»، وعندما جلس على عرش الوكالة امتاز بالحسم فى مواجهة الأقوياء، والعدل واللين فى مواجهة المستضعفين الذين خرج من رحمهم. أما أدوار المرأة فتجدها حاضرة فى نموذج الزوجة التى تبدو ضعيفة مقهورة أمام تاجر الخردة الكبير، لكن أدوارها فى تحريكه وتوجيهه لا تخفى فى العديد من المشاهد. ورغم أن هذا المسلسل بث لأول مرة عام 1996 إلا أن الكثيرين يحرصون على مشاهدته حتى الآن وهو يتنقل من قناة فضائية إلى أخرى على مدار اليوم الواحد، بسبب قدرته على مداعبة «الهواجس الأدهمية» الكامنة فى نفوسهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «الهلالى» إلى «ذات الهمة» من «الهلالى» إلى «ذات الهمة»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon