توقيت القاهرة المحلي 06:36:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"لعنة النفاق" تضرب "الأدهمية"

  مصر اليوم -

لعنة النفاق تضرب الأدهمية

بقلم : محمود خليل

«النفاق» ابن شرعى للخوف من المغارم أو الطمع فى المغارم، أو كليهما. الرئيس جمال عبدالناصر كان شخصية كاريزمية عبّرت عن زعامة لا ينكرها أحد، لكنه فى النهاية لم يكن ديمقراطياً. الظرف الذى كانت تحياه مصر خلال الخمسينات والستينات والسياق الإقليمى والدولى حينذاك لم يكن يمانع فى وجود زعيم لا يؤدى بالدرجة المطلوبة من الديمقراطية. كثيرون ممن أحاطوا بالرئيس خلال السنوات الأولى للثورة ابتعدوا أو أُبعدوا عن دائرة الرئاسة بمرور الوقت، لم يبق حول الرئيس إلا من آثر السلامة، وحرص على إسماع الرئيس ما يريد الاستماع إليه، أو بقى متميعاً مثل الماء، قوله بلا طعم ولا لون ولا رائحة. ومن حول «عبدالناصر» تكونت دوائر مصالح كانت تجيد مغازلة الزعيم بما يرضيه، وتتقن أيضاً مداعبة الرجل الثانى فى مصر حينذاك، المشير عبدالحكيم عامر. المبدأ الذى حكم كثيراً من «أداهم» هذه الدوائر طأطأة الرأس أمام الكبير والتعالى على من هو أدنى، ومن هو أدنى يلعب اللعبة نفسها مع من هو أدنى، وهكذا دواليك.

كان من الطبيعى والحال هكذا أن تسيطر معادلة «الهلع/ الطمع» على المشهد. الخوف كان لسان المرحلة التى تعوّد «الأدهم» خلالها أن يكون الكلام بحساب، والصوت همس لأن ثمة آذاناً تسمع. قطاع كبير من الأداهم أحب «عبدالناصر»، لكنه كان يخاف منه، ويرتعد مما يسمعه عن الماورائيات!. أخذ «الأدهم» يعانى من مشكلات معيشية متنوعة بسبب ما أنفقته السلطة على حرب اليمن وأثرت تأثيراً مباشراً على حياته، ربما كان يجد أن من حقه أن يسأل عن المغزى أو الجدوى من هذه المغامرة، أو أن يستسلم لشعور إنسانى بالغضب من تردى الخدمات، لكنه كان يتردد فى السؤال أو التعبير عن الغضب لأنه يخاف. وخوفه كان يدفعه باستمرار إلى التغنى بكلمات السلطة وأناشيد إذاعتها وعبارات صحفها، بعبارة أخرى وجد «الأدهم» فى النفاق نجاة من كلفة لا يحتملها، ولم تكن الأمور من السوء خلال عهد «عبدالناصر» بشكل يدفع الأداهم، خصوصاً من البسطاء، إلى ترك رذيلة النفاق والانفجار فى القول أو الفعل.

الأداهم الصغار إذاً كانت لديهم مبررات مقبولة بعض الشىء لدغدغة مشاعر السلطة وكيل المديح فى حقها، ولم يكن أى منهم يدرى ما تخبئه الأقدار لهم بعد 5 سنوات من حرب اليمن (عام 1967). العلة الأكبر فى النفاق كان مصدرها الديدان الأدهمية الطامعة، تلك التى تنافق من أجل تحقيق المطامع. وهى طفيليات لا تتمتع بقدرات علمية أو خلقية أو إنسانية تمكنها من تحقيق طموحاتها، بل على العكس تماماً، فهى جماع من أصحاب القدرات الضحلة وأنصاف المتعلمين والموهوبين، ممن تتمركز مواهبهم فى القدرة على النفاق. وتستطيع أن تؤرخ لظهور الفساد فى الجمهورية الأولى بسيطرة هذه الطفيليات الأدهمية على الكثير من المراكز والمواقع داخل مؤسسات الدولة وشركات القطاع العام، وقد تمكنت هذه الفئة من التكاثر والتوالد وإعادة إنتاج نفسها وتجديد خلاياها عند الانتقال من جيل إلى جيل، ورغم الصدمة العاتية التى تعرضنا لها عام 1967 إلا أن شيئاً لم يتغير فى «لعنة النفاق» التى ضربت الجمهورية الأدهمية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعنة النفاق تضرب الأدهمية لعنة النفاق تضرب الأدهمية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon