توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فنزويلا.. «دولة برأسين»

  مصر اليوم -

فنزويلا «دولة برأسين»

بقلم : د. محمود خليل

سوء إدارة اقتصادية أدى إلى أزمة سياسية عاصفة.. هذا ملخص ما يحدث الآن فى فنزويلا. فمنذ عام 2014، واقتصاد الدولة يعانى بسبب انخفاض أسعار البترول. وفنزويلا -كما تعلم- واحدة من الدول التى تعتمد على البترول بصورة شبه كاملة لتمويل اقتصادها. ضعف المدخولات البترولية أدى إلى خلق مستوى خيالى من التضخم، تدنّى معه سعر العملة المحلية بصورة غير مسبوقة، وارتفعت الأسعار بشكل مرعب، وزادت نسب الفقر والفقر المدقع بدرجة خطيرة. الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو أعلن أكثر من مرة خلال عام 2018 أن حرباً اقتصادية تخوضها القوى الخارجية ضد فنزويلا، وأرجع إليها حالة التدهور التى ضربت اقتصاد البلاد. وهو كلام لم يعجب المعارضة، وكذلك الشعب الذى يعانى. ولكى يواجه «مادورو» التململ الشعبى الذى ترجم فى صرخات ومظاهرات هنا وهناك، أصدر قانوناً أطلق عليه «قانون كراهية فنزويلا» واستخدمه كأداة لمعاقبة المعترضين على سياساته الاقتصادية.

الحظ السيئ كان حليفاً للرئيس الحالى «مادورو» عندما تراجعت الأسعار العالمية للنفط بعد عام واحد من توليه السلطة فى 2013، وازداد الأمر سوءاً بسبب فشل حزمة الإجراءات التى اتخذها لمواجهة التضخّم غير المسبوق فى الأسعار، وزاد الطين بلة العقوبات الأمريكية التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على الدولة الفنزويلية بعد صعود الاشتراكيين إلى الحكم بزعامة «مادورو». ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات هروب الفنزويليين من الواقع الاقتصادى المتردى بالدولة، بحثاً عن حياة جديدة فى دولة أخرى، ولجوء «مادورو» إلى آليات المواجهة التقليدية التى يعتمد عليها الحكام العجَزة فى مواجهة الشعوب الموجوعة، ارتفع صوت المعارضة فى الشوارع، ومنه إلى الجمعية الوطنية، ومنه إلى رئيسها «خوان جوايدو»، الذى يتزعّم حركة المعارضة، فأعلن نفسه رئيساً لفنزويلا. وسارع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى تأييده ومباركة خطوته بمجرد أن أعلن عنها. وهو أمر أغضب المعسكر الروسى - الصينى، فبادرت الدولتان إلى إعلان تأييدهما للرئيس «مادورو».

تعيش فنزويلا الآن برئيسين (أو رأسين)، أحدهما مدعوم أمريكياً، والآخر مدعوم روسياً وصينياً. «مادورو» يرى أنه صاحب الشرعية فقد جاء بالصندوق فى انتخابات 2013، فى حين يرى معارضه «جوايدو» أنه سار بالبلاد نحو الهاوية، وأضاع اقتصادها، وتسبّب فى معاناة مواطنيها، وأن أوان خروجه من الحكم قد آن. «مادورو» أعلن أنه يستعد للدخول فى مواجهة عسكرية مع معارضيه، وأنه سيحارب فى كل مدينة فنزويلية. ولا خلاف على أن الدخول فى أتون حرب أهلية لن يبقى حجراً على حجر داخل الدولة، وسيحول معاناة الشعب الفنزويلى إلى مأساة كاملة.

تظل الشعوب دائماً هى الضحية، فسياسات القائمين على الأمر -كما يحدث فى فنزويلا- تعجزهم عن الحياة ولا توفر لهم أدنى شروط المعيشة الآدمية، وعندما تصرخ وتعترض تواجه بقوانين قمعية، وإذا خرجت وتظاهرت وأيدت المعارضة التى تطمح إلى وراثة الحكم هدّدت الدولة التى تعيش فيها بمخاطر جللة. والعالم الخارجى لا يهمه سوى مصالحه وتحقيق أهدافه فى هذه الدولة أو تلك.. ماذا تفعل الشعوب؟!.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنزويلا «دولة برأسين» فنزويلا «دولة برأسين»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon