توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نفسية «الإرهابى»

  مصر اليوم -

نفسية «الإرهابى»

بقلم: د. محمود خليل

التنظيم الأول لأصحاب الثقافة النصوصية من «الخوارج» ضم مجموعة من الرجال المصلين الصوّامين القوّامين.

قبل أى تحرك لهم كانوا يقضون ليلهم فى العبادة، يتلون كلام الله تعالى، وكأنهم يريدون طمأنة أنفسهم أنهم يسعون فى سبيل الله.

مؤكد أن كثيراً من الخوارج، وأحفادهم من الإرهابيين المعاصرين ينتابهم فى الكثير من اللحظات الشك فيما هم عليه. فالقتل وسفك الدماء ليس بالأمر السهل أو المسألة الهينة. مؤكد أنه قبل وبعد كل عملية تقفز فى أذهانهم أسئلة وتتدفق استفهامات حول علاقة ما يفعلون بدين الله.

ربما نسوا كل هذه الأمور فى لحظة القتل نفسها، لكن مؤكد أن الأمر يختلف قبلها وبعدها. فى هذا السياق يمكن أن نفسر عملية الانغماس فى العبادة التى تميز أعضاء هذه التنظيمات.

إنهم يغرقون فى العبادة هرباً من الإجابة عن السؤال الأخطر فى حياة أى إرهابى: «كيف أقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق؟». آخرون من أعضاء هذه التنظيمات لا تثور فى ذهنهم أسئلة من هذا النوع، ويمكن الزعم بأن أغلبهم هكذا، لأنهم ببساطة يأخذون بظاهر القرآن، ويحملون القرآن فى حناجرهم وليس فى قلوبهم، لأن من تمكن القرآن من قلبه لا يترخص فى القتل، ولا يتوحش فى سفك الدماء بهذه الصورة. «يتلون كتاب الله لا يجاوز حناجرهم»، كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلهيهم أهدافهم السياسية فى الاستحواذ على السلطة والسلطان عن الاستماع للنصح.

هكذا بدت التنظيمات الخارجية الأولى، ثاروا على الخليفة على بن أبى طالب لأنه وافق على إيقاف شلال الدم المسلم فى «صفين» وقبل بالتحكيم، ولما عاد إلى وجهة نظرهم وقرر الاستمرار فى مواجهة معاوية بن أبى سفيان رفضوا العودة إليه، لأنهم كانوا يبحثون عن السلطة وليس عن الحق.

كتب «على» إلى الخوارج بالنهروان رسالة قال فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، من عبدالله على أمير المؤمنين إلى زيد بن حصين وعبدالله بن وهب ومن معهما من الناس.. أما بعد، فإن هذين الرجلين اللذين ارتضينا حكمين قد خالفا كتاب الله واتبعا هواهما بغير هدى من الله فلم يعملا بالسنة ولم ينفذا القرآن حكماً فبرئ الله منهما ورسوله والمؤمنون، فإذا بلغكم كتابى هذا فأقبلوا إلينا فإنا سائرون إلى عدونا وعدوكم ونحن على الأمر الأول الذى كنا عليه».

لقد أعلنها «على» صريحة بأنه عاد إلى وجهة نظرهم، وأدرك المؤامرة التى حيكت ضده فى مسألة التحكيم، وكيف أن الحكمين لم يعملا طبقاً للشروط التى وضعها المختصمون لإدارة «المحكمة»، وعلى رأسها الالتزام بالقرآن والسنة وأحكامهما فى هذا السياق، لكن الخوارج لم يرضوا، وهو ما يثبت أنهم لا ينشغلون بالحق، قدر ما يهتمون بتحقيق أهدافهم، وإملاء رأيهم على الآخرين بالقوة.

رد الخوارج على رسالة الخليفة قائلين: «أما بعد فإنك لم تغضب لربك وإنما غضبت لنفسك، فإن شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك وإلا فقد نبذناك على سواء، إن الله لا يحب الخائنين».

لقد بلغ بهم السفه مبلغه حين طلبوا من على بن أبى طالب أن يشهد على نفسه بالكفر ويتوب إلى الله تعالى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نفسية «الإرهابى» نفسية «الإرهابى»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon