توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"السادات" على رأس "الأدهمية"

  مصر اليوم -

السادات على رأس الأدهمية

بقلم : محمود خليل

مات جمال عبدالناصر، وماتت معه حقبة كاملة هى حقبة الستينات، وسقطت بيضة الحكم فى حجر الرئيس «السادات». الأداهم كانوا يعرفونه جيداً. فهو رئيس مجلس الأمة الذى ارتبط بواحد من أشهر الأحداث التى شهدتها المحروسة بعد نكسة 1967. وهو حادث تنحِّى الرئيس عبدالناصر ثم عدوله عن القرار نزولاً على رغبة جماهير 9 و10 يونيو. كانت أياماً مشهودة، ومؤكد أن كل مَن ظهر على المسرح خلال تفاعلات هذا الحدث اكتسب نوعاً من الحضور لدى الجماهير الأدهمية، بمن فى ذلك عضو مجلس الأمة الذى انتشى وطرب عندما سمع السادات يتلو قرار «ناصر» بالعدول عن التنحى، فقام ورقص «عشرة بلدى».

النائب الراقص كان جزءاً من حالة من حالات الدروشة أو الزار الجماعى التى سقط فيها قطاع كبير من الأداهم بعد النكسة، فخرج مروِّجو الأساطير والحكاوى يقولون إن السيدة زينب بنت على -رضى الله عنهما- زارت عبدالناصر فى المنام ودعته إلى كسوة مقصورتها بالسواد حزناً على مَن استشهد من المصريين وتبشره بالنصر، وأعقب ذلك شلال الحديث عن ظهور العذراء مريم ابنة عمران فى كنيسة الزيتون (أبريل 1968). من الناحية الشكلية لا يوجد فارق كبير بين الدوار الناتج عن الضرب بعصا غليظة على أم الرأس والترنح فى حفلات الزار. الأداهم كانوا متعبين للغاية ويبحثون عن طوق نجاة يتعلقون به، ويتشبثون بأى بارقة أمل تخرجهم من الظلام المدلهم الذى أحاط بهم من كل اتجاه.

«السادات» كان معروفاً للأداهم. وكان مشهوراً بينهم كواحد من ضمن آحاد من الضباط الأحرار الذين تمكنوا من الاستمرار على مسرح الأحداث بعد أن خرج -أو أُخرج- رفاق الحركة المباركة من المشهد الواحد تلو الآخر. استشعر الأداهم فى نظرة «السادات» وهيئته ونبرة صوته شخصية الفلاح المصرى وما تمتاز به من صبر وطول بال وقدرة على التحمل حتى يصل إلى مبتغاه.

الزراعة تعلم الدأب فى رعاية البذرة والصبر على الشجرة حتى تثمر وعلى الثمرة حتى تنضج، وتلقن الفلاح دروساً فى تحمل رذالات البشر حتى يجنى ثمرة صبره.

استوعب «السادات» درس رأس الذئب الطائر وهو يتأمل الطريقة التى أدار بها «ناصر» علاقته برفاقه من الضباط الأحرار.

فمحمد نجيب محدد الإقامة فى المرج، ويوسف صديق سِيق إلى السجن، وخالد محيى الدين إلى النفى الرسمى المزين بالسفارة، وكمال الدين حسين وعبداللطيف البغدادى إلى الخروج من المشهد والانزواء فى البيوت، أما عبدالحكيم عامر فقد قابل ربه بعد النكسة.

تعلم «السادات» أن الزمن «زمن ناصر» وأنه «لا صوت يعلو فوق صوت عبدالناصر»، لقد عاين ذلك بنفسه وهو يرى الأداهم يتمسكون بزعيمهم الذى جلب لهم أعنف هزيمة فى تاريخهم فى 9 و10 يونيو.

مثل كل المحيطين والمقربين كان «السادات» يعلم بتدهور الحالة الصحية لعبدالناصر والدمار النفسى الذى يعيشه بعد الهزيمة، فمكث -غير بعيد- فى انتظار ما هو متوقع، حتى نعى الناعى «ناصر»، ونادى المنادى فى أجهزة إعلام المحروسة بمحمد أنور السادات رئيساً جديداً للأدهمية.. وسبحان مَن له الدوام.

وقد يهمك أيضًا:

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السادات على رأس الأدهمية السادات على رأس الأدهمية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon