توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأعين اللامعة بالطمع

  مصر اليوم -

الأعين اللامعة بالطمع

بقلم: د. محمود خليل

خلال السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السادات للأدهمية، وتحديداً بعد اكتساح سياسة الانفتاح الاقتصادى لحياة المصريين، وانتشار توكيلات استيراد السلع فى يد مجموعة من المحاظيظ ممن يحيطون بالرئيس، بدأت بعض العيون تلمع بالطمع وهى تنظر إلى شركات ومؤسسات القطاع العام التابعة للدولة التى تسهم بقسط موفور فى دعم الاقتصاد القومى وتقديم إنتاجها للفقراء وشرائح الطبقة الوسطى بأسعار معقولة. كانت هناك رغبة جامحة لدى البعض لتحويل هذه المشروعات إلى القطاع الخاص الناشئ، والمبرر الثابت الذى كان يساق فى هذا السياق هو فشل أساليب الإدارة داخل مؤسسات القطاع العام وعجزها عن تحقيق الأرباح المرجوة وتحولها إلى تكايا يعمل بها مجموعة من الموظفين الذين يشبهون «تنابلة السلطان». لم تكن هذه الاتهامات تخلو من حقيقة، لكنها بحال لم تكن تعكس الحقيقة كلها، وكانت تغمض العين عن مشروعات حققت نجاحات مهمة وأسهمت فى دعم الاقتصاد المصرى فى ظروف حالكة السواد.

كانت الأعين اللامعة بالطمع فى مشروعات القطاع العام تقابل فى الأغلب بأصوات شعبية صارخة برفض تصفية هذا القطاع وتسييل أصوله لتباع إلى رجال الأعمال. كان «السادات» يستذكر باستمرار ما حدث فى 18 و19 يناير 1977 ويعلم أن رفع يد الدولة عن المواطن وتركه لآليات السوق قد يفضى إلى نتائج غير محمودة العواقب، لذلك فقد مال خلال السنوات الأخيرة من حكمه إلى طمأنة «الأداهم» من ناحية استمرار القطاع العام، وكان العنوان الأشهر على صفحات الجرائد والمجلات المصرية خلال هذه الفترة: «لا مساس بالقطاع العام». وبعد استشهاد «السادات» وتولى «مبارك» شئون الأدهمية واصل الرئيس الجديد طمأنة المصريين، وكان واعياً كل الوعى بخطورة هذا النوع من الخطوات بعد أن عاين مع «السادات» أحداث يناير 77 وتعلم عدم طرق أى من الملفات التى سببت إزعاجاً لسلفه، فظل يتبنى -طيلة الثمانينات- نفس السياسات ويؤكد أنه «لا مساس بالقطاع العام»، لكن ماء كثيراً جرى فى النهر مع تدفق مليارات الدولارات إلى مصر بعد مشاركتها فى حرب تحرير الكويت، والقيام بتفاهمات مع صندوق النقد الدولى من أجل إعادة جدولة ما تبقى من ديون على مصر تبعاً لشروط معينة كان من ضمنها تبنى برنامج لخصخصة شركات القطاع العام.

ليس هناك خلاف على أن منح القطاع الخاص فرصاً أكبر فى العمل يؤدى إلى إنعاش الاقتصاد، كما أن تحرر الدولة من بعض الأعباء الاقتصادية (اعتماداً لمبدأ أن الدولة تحكم ولا تملك) يؤدى إلى خفض العجز فى الموازنة ويمكن الحكومات من القيام بأدوارها فى تحسين برامج التعليم والصحة وغيرهما من البرامج الخدمية، باستغلال العوائد التى ستجنيها جراء بيع المشروعات التى تثقل كاهلها، لكن المشكلات تبدأ إذا تم تطبيق النظام بأساليب معوجة ليتم فتح باب الفساد على مصراعيه، وبدلاً من أن تصب عوائد الخصخصة فى خزينة الدولة لتصحح العجز فى الموازنة وتمكنها من القيام بمهامها الأساسية نحو الأداهم، يذهب قسم -يقل أو يزيد- منها إلى جيوب الأداهم المحاظيظ لتتحول سياسات الإصلاح إلى سياسات للتخريب الممنهج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأعين اللامعة بالطمع الأعين اللامعة بالطمع



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon