توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحجر الداير..!

  مصر اليوم -

الحجر الداير

بقلم : د. محمود خليل

الإعلام جزء لا يتجزأ من عمل أى مؤسسة. فهو النافذة التى يطل منها المجتمع على نشاطها. ومؤكد أن جزءاً لا بأس به من صورة أى مؤسسة يتحدد من خلال ما ينشر وما يبث عنها داخل وسائل الإعلام المختلفة. زمان كان الصحفيون يتحركون إلى المؤسسات المختلفة لمتابعة ما يرتبط بها من فعاليات بالملاحظة الواقعية والتتبع الميدانى الدقيق والمعلومات الموثقة لينقلوا صورة أمينة عما يحدث فيها. طريقة العمل تغيرت هذه الأيام، وانتقلنا من أسلوب «التغطية الواقعية» إلى أسلوب «التغطية الافتراضية». فبعض الصحفيين اليوم يكتفون بما يصلهم من بيانات وأخبار يتم إعدادها داخل المؤسسة التى يتولون تغطيتها بمعرفة مستشارها أو متحدثها الإعلامى ليتم بثها للقارئ دون أن يكلف الصحفى نفسه عناء البحث وراء الصادق و«المزوق» فيها. قلة من الصحفيين لم تزل تلتزم بالتغطية الواقعية الميدانية لأنشطة وفعاليات المؤسسات، وهى قلة لا ترضى بالطبع القيادات التى تريد أن تقدم نفسها فى صورة إيجابية «مزهزهة» ومزينة بالإنجازات التى يصح أن تكون واقعية ويجوز أيضاً أن تكون ورقية.

بعض المسئولين بالدولة يلعبون هذه اللعبة، فيستعينون بمستشار أو متحدث إعلامى يتمتع بعلاقات طيبة مع الصحفيين العاملين فى الجرائد المطبوعة والمواقع الإلكترونية ومعدى البرامج الإذاعية والتليفزيونية ويمتلك القدرة على تكوين «الشلة الإعلامية» أو «جماعة الضغط الإعلامى» التى تعمل لحساب المسئول الذى يتحدث باسمه، لتتولى نشر همساته ولمساته ونظراته ولفتاته وحتى صمته الرهيب. ليس يهم أن يرتبط النشر بفعل حقيقى ذى أثر ملموس فى حياة الناس. النشر فى حد ذاته أصبح هدفاً بغض النظر عن مضمون ما ينشر. وكلما زاد عدد الأخبار المتداولة عبر وسائل الإعلام التقليدى أو وسائل التواصل الاجتماعى أدى ذلك إلى زيادة مساحة رضا المسئول عن متحدثه أو مستشاره الإعلامى والشلة التى يعمل معها.

اللافت فى الأمر أن هذا الصنف من المسئولين لا يتعلمون ولا يستوعبون دروساً عاينوها بأنفسهم خلال السنوات الماضية، لعل أهمها درس القبض على صلاح هلال، وزير الزراعة الأسبق، (سبتمبر 2015)، بعد دقائق من استقالته ومحاكمته فى قضية الفساد الكبرى بوزارة الزراعة. لم تكن جعبة الوزير حينذاك خالية من «شلة الإعلاميين» الذين ينقلون صورته وهو يرتدى الجلباب المصرى الشهير ويقف وسط الفلاحين فى الحقول، وصورته وهو يدردش مع أهله وعشيرته، وصورته وهو يؤدى صلاة الجمعة، وغير ذلك. كل هذه الأمور لم تنفعه لحظة اكتشاف فساده. فمهما دارت صورة وأخبار هذا المسئول أو ذاك فى وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل فإن ذلك لن يعفيه من المحاسبة إذا أخطأ وأهمل فى القيام بعمله الحقيقى المطلوب منه لخدمة الناس والسهر على مصالحهم وتطبيق القانون بشكل عادل فيما بينهم دون محاباة أو موالاة أو مداهنة. فمهما دار ومار الحجر فإن ذلك لن يعفيه من «اللط» فى لحظة معينة.. والمثل المصرى الشهير يقول: «الحجر الداير لا بد من لطه».

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحجر الداير الحجر الداير



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon