توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحجر الداير..!

  مصر اليوم -

الحجر الداير

بقلم : د. محمود خليل

الإعلام جزء لا يتجزأ من عمل أى مؤسسة. فهو النافذة التى يطل منها المجتمع على نشاطها. ومؤكد أن جزءاً لا بأس به من صورة أى مؤسسة يتحدد من خلال ما ينشر وما يبث عنها داخل وسائل الإعلام المختلفة. زمان كان الصحفيون يتحركون إلى المؤسسات المختلفة لمتابعة ما يرتبط بها من فعاليات بالملاحظة الواقعية والتتبع الميدانى الدقيق والمعلومات الموثقة لينقلوا صورة أمينة عما يحدث فيها. طريقة العمل تغيرت هذه الأيام، وانتقلنا من أسلوب «التغطية الواقعية» إلى أسلوب «التغطية الافتراضية». فبعض الصحفيين اليوم يكتفون بما يصلهم من بيانات وأخبار يتم إعدادها داخل المؤسسة التى يتولون تغطيتها بمعرفة مستشارها أو متحدثها الإعلامى ليتم بثها للقارئ دون أن يكلف الصحفى نفسه عناء البحث وراء الصادق و«المزوق» فيها. قلة من الصحفيين لم تزل تلتزم بالتغطية الواقعية الميدانية لأنشطة وفعاليات المؤسسات، وهى قلة لا ترضى بالطبع القيادات التى تريد أن تقدم نفسها فى صورة إيجابية «مزهزهة» ومزينة بالإنجازات التى يصح أن تكون واقعية ويجوز أيضاً أن تكون ورقية.

بعض المسئولين بالدولة يلعبون هذه اللعبة، فيستعينون بمستشار أو متحدث إعلامى يتمتع بعلاقات طيبة مع الصحفيين العاملين فى الجرائد المطبوعة والمواقع الإلكترونية ومعدى البرامج الإذاعية والتليفزيونية ويمتلك القدرة على تكوين «الشلة الإعلامية» أو «جماعة الضغط الإعلامى» التى تعمل لحساب المسئول الذى يتحدث باسمه، لتتولى نشر همساته ولمساته ونظراته ولفتاته وحتى صمته الرهيب. ليس يهم أن يرتبط النشر بفعل حقيقى ذى أثر ملموس فى حياة الناس. النشر فى حد ذاته أصبح هدفاً بغض النظر عن مضمون ما ينشر. وكلما زاد عدد الأخبار المتداولة عبر وسائل الإعلام التقليدى أو وسائل التواصل الاجتماعى أدى ذلك إلى زيادة مساحة رضا المسئول عن متحدثه أو مستشاره الإعلامى والشلة التى يعمل معها.

اللافت فى الأمر أن هذا الصنف من المسئولين لا يتعلمون ولا يستوعبون دروساً عاينوها بأنفسهم خلال السنوات الماضية، لعل أهمها درس القبض على صلاح هلال، وزير الزراعة الأسبق، (سبتمبر 2015)، بعد دقائق من استقالته ومحاكمته فى قضية الفساد الكبرى بوزارة الزراعة. لم تكن جعبة الوزير حينذاك خالية من «شلة الإعلاميين» الذين ينقلون صورته وهو يرتدى الجلباب المصرى الشهير ويقف وسط الفلاحين فى الحقول، وصورته وهو يدردش مع أهله وعشيرته، وصورته وهو يؤدى صلاة الجمعة، وغير ذلك. كل هذه الأمور لم تنفعه لحظة اكتشاف فساده. فمهما دارت صورة وأخبار هذا المسئول أو ذاك فى وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل فإن ذلك لن يعفيه من المحاسبة إذا أخطأ وأهمل فى القيام بعمله الحقيقى المطلوب منه لخدمة الناس والسهر على مصالحهم وتطبيق القانون بشكل عادل فيما بينهم دون محاباة أو موالاة أو مداهنة. فمهما دار ومار الحجر فإن ذلك لن يعفيه من «اللط» فى لحظة معينة.. والمثل المصرى الشهير يقول: «الحجر الداير لا بد من لطه».

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحجر الداير الحجر الداير



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 23:00 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بشراء الملابس

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 17:18 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

أشهر مميزات وعيوب مواليد برج العذراء

GMT 23:49 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon