توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فخ القوة

  مصر اليوم -

فخ القوة

بقلم: د. محمود خليل

اكتسبت الميليشيات الشيعية فى لبنان (حزب الله وحركة أمل) شعبيتها من مقاومة المحتل الإسرائيلى. فى كافة الحروب التى خاضها حزب الله على وجه التحديد ضد إسرائيل كان المواطن العربى يدافع عنه ويقف فى صفه، لأنه فى الأول والأخير يقاوم عدو العرب المشترك، لكن مياهاً كثيرة جرت فى النهر بعد تدخل حزب الله فى سوريا. ربما يكون البعض قد تفهم هذه الخطوة فى إطار حالة اللخبطة التى يعانى منها هذا القطر منذ اللحظة التى خرج فيها بعض المواطنين السوريين (مارس 2011) محتجين على استمرار بشار الأسد فى الحكم، لكن ما لا يستطيع أحد أن يتفهمه هى التهديدات التى ترددت على لسان حسن نصر الله وصدرت عن حركة أمل بالترافق مع اندلاع الاحتجاجات اللبنانية ضد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية التى يعيشها هذا البلد.

بدأ التفاعل بتهديدات ترجمت خلال الأيام الأخيرة فى تحركات قامت عناصر حزب الله وأمل خلالها بالنزول إلى الشارع والتحرش بالمتظاهرين، وتصاعدت الأمور أكثر عندما بانت نية هذه العناصر فى فض الاعتصامات التى تشهدها شوارع لبنان بالقوة. وقف الجيش اللبنانى فى البداية موقف المتفرج، ثم حاول فض الاشتباكات التى وقعت بين عناصر حزب الله وأمل من ناحية والمتظاهرين من ناحية أخرى، لكنه فى كل الأحوال ظهر متعاطفاً مع فكرة إخلاء الشوارع من المحتجين.

يهدد حزب الله وحركة أمل الشعب اللبنانى بشبح الانفلات الأمنى ويوغلان أكثر فى التهديد عندما يذكران المواطن بالحرب الأهلية التى شهدها الشارع اللبنانى فى السبعينات. وتترافق التهديدات مع حرق خيام المعتصمين والسيارات المصطفة فى الشوارع كل ليلة ليصحو المواطن على مناظر الخراب فيحذر أكثر من النزول. وفى تقديرى أن استخدام حزب الله لأدوات القوة التى يمتلكها ضد المواطن اللبنانى يمثل الخطوة الأولى على طريق تفككه وانحلاله. فالمرء يمكن أن يتفهم أن يمتلك الحزب أدوات قوة لحماية الوطن ضد أطماع الخارج، لكن أن تستخدم ضد الشعب فذلك أمر آخر. الكل يعلم أن لبنان ليس بعيداً عن نظر الغرب. فالولايات المتحدة الأمريكية وكذا أوروبا وإسرائيل لن يتأخروا عن صب المزيد من الزيت على الحريق اللبنانى، لأن ذلك يصب فى منظومة مصالحهم. وبالتالى فأى خطوة يتخذها حزب الله أو حركة أمل فى اتجاه التصعيد مع الشارع تنذر بالوصول إلى عتبة النهاية.

بإمكان أى قوة أن تهزم عدواً خارجياً لأن القوة فى هذه الحالة تكون مدعومة بذريعة أدبية لا تخطئها عين، لكن أن توظف القوة فى قهر الشعوب وترويضها على قبول ما لا تقبله فذلك يعنى نقطة النهاية بالنسبة لأى حزب أو هيئة أو فرد يسقط فى هذا الفخ. وفى كل الأحوال لا يستطيع أى طرف يصارع الشعب أن يصرعه، فالشعب الأعزل أقوى وأقدر أمام أى قوة، وهو دائماً الرابح فى النهاية. أى قوة تضع نفسها فى موضع اختبار مصيرها الخسارة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فخ القوة فخ القوة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon