توقيت القاهرة المحلي 11:36:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوان وإيران

  مصر اليوم -

الإخوان وإيران

بقلم: د. محمود خليل

احتار البعض من موقف جماعة الإخوان من اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليمانى، فكثير من الإخوان عبروا عن شماتتهم فى اغتيال «سليمانى»، تجلى ذلك بصورة واضحة فى المعالجات التى قدمتها قنوات الجماعة للحدث، فى حين بدت قلة منهم متحفظة على ما يحدث ونقلت شماتتها إلى تداعيات الحدث على دول الخليج، وخصوصاً المملكة العربية السعودية والإمارات فى ضوء حالة الغضب التى تميز موقف الجماعة من هذه الدول. هذا الانقسام نحو إيران وما يحدث فى إيران ليس جديداً على الإخوان، بل يمتد بجذوره إلى عام 1979 الذى شهد قيام الثورة الخومينية فى إيران، بالإضافة إلى عدد من الأحداث الأخرى الكبرى.

بدت سنة 1979 سنة حبلى بالعديد من الأحداث على المستويين المحلى والإقليمى، امتازت بدرجة كبيرة من التشابك. فى المملكة العربية السعودية احتل جهيمان العتيبى الحرم الشريف (20 نوفمبر 1979) ونشبت معركة طاحنة بين أتباعه من ناحية والقوات السعودية المدعومة بوحدة كوماندوز فرنسية من ناحية أخرى. قبل هذا الحدث بشهور (مارس 1979) تم توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، متضمنة سحب القوات الإسرائيلية من سيناء، واعتراف مصر رسمياً بإسرائيل، وبدء رحلة التطبيع الرسمى بين البلدين، وهى خطوة استثارت غضب العديد من القوى المعارضة للرئيس السادات، وعلى رأسها الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان والجماعة السلفية. وكان العام نفسه قد شهد فى بدايته اندلاع الثورة الخومينية فى إيران وإسقاط نظام الشاه محمد رضا البهلوى، وتصدر الإسلاميين للمشهد داخل واحد من أقدم البلدان العلمانية فى منطقة الشرق الأوسط.

تبنى الإسلاميون موقفاً مزدوجاً من الثورة الإيرانية، فمنهم من أيد ومنهم من عارض. وكان سر التأييد مرتبطاً بفكرة «الثورة الإسلامية»، وتأسست المعارضة على فكرة «الخلاف المذهبى». أعجبت العديد من الجماعات الإسلامية -وعلى رأسها جماعة الإخوان- بفكرة الثورة وأعلنت تأييدها للخومينى والنظام الجديد، وزار وفد من إخوان الخارج طهران تأييداً للثورة، وفى الوقت نفسه وقفت الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان وراء المظاهرات التى شهدتها الجامعات المصرية وقتذاك للتنديد باستضافة السادات لشاه إيران وإقامته فى القاهرة. أما المعارضون فكان أغلبهم من المنتمين إلى التيار السلفى الذين يحول التزامهم بمذهب أهل السنة (المذهب الأشعرى) دون الاستماع إلى أى حديث يتعلق بالمذهب الشيعى الاثنى عشرى الذى نص دستور الثورة الإيرانية على أنه الدين الرسمى للدولة.

أدت الثورة الإيرانية إلى لفت النظر إلى قضية الصراع المذهبى داخل العالم الإسلامى ونشطت الأقلام السلفية فى الكتابة حول عورات وأضاليل المذهب الاثنى عشرى، وموقفه من بعض صحابة النبى، صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين، لكن الأمر بالنسبة للإخوان كان مختلفاً، فقد قفزت على هذا الأمر المذهبى وركزوا فى البعد السياسى للمسألة، والتهبت خيالات كوادرها بتكرار التجربة فى مصر، ولم يستوعبوا وقتها فروق الزمان والمكان بين البيئة الإيرانية وأدوار الحوزة الدينية فيها، والبيئة المصرية الوسطية التى تأبى أن يكون الدين مركباً من مراكب السياسة، وإن كانت تعتبره جزءاً من حياتها المعيشية، ومكوناً أساسياً من مكونات ثقافتها الإنسانية والاجتماعية، وترفض أن يكون جزءاً من سياسة الحكم أو منافسات المعارضة احتراماً له ونأياً به عن التلوث فى سوق الكذب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان وإيران الإخوان وإيران



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية
  مصر اليوم - دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon