توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حجر «أدهم» وعصافير الأفغان

  مصر اليوم -

حجر «أدهم» وعصافير الأفغان

بقلم: د. محمود خليل

منذ غزو الاتحاد السوفيتى لأفغانستان 1979 لم يكن «مبارك» بعيداً عن ملف الجهاد لتحرير هذا القطر، بعد أن أوكل إليه «السادات» مهمة الإشراف على الجهود التى تبذلها مصر على هذا المستوى. كانت مصر واحدة من ضمن مجموعة دول رأت الولايات المتحدة توظيفها فى دحر القوات السوفيتية وطردها من أفغانستان، تجنّباً للصدام المباشر مع السوفيت فى ظل الحرب الباردة بين القوتين العظميين. ويشير أحد المحللين الأمريكيين إلى أن لقاءً جمع بين «السادات» وعمر التلمسانى المرشد العام لجماعة الإخوان، تم الاتفاق فيه على أن تدعم الجماعة الجهاد فى أفغانستان من خلال المساعدات الإغاثية والإنسانية.

فى هذا السياق، بان «خبث مبارك» فى إفساح المجال للإخوان وغيرها من التيارات الإسلامية للسيطرة على النقابات والمساجد، والسماح لهم بالتحرّك السياسى داخل الشارع وبعض مؤسسات الدولة. فمع اشتعال الوضع فى أفغانستان وتبنى الكثير من الدول الخليجية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، فكرة الجهاد ضد الإلحاد، بادر «مبارك» إلى توسيع مساحة مشاركة الجماعات فى الجهاد الأفغانى ليتجاوز الدعم الإغاثى والإنسانى، إلى الدفع بالمقاتلين نحو جبال أفغانستان، ليقوموا بدورهم فى الجهاد إلى جوار إخوانهم من الأفغان العرب!. صدحت ميكروفونات المساجد تدعو إلى التبرّع لـ«الجهاد ضد الإلحاد»، ونظمت مؤتمرات داخل عدد من النقابات المهنية الكبرى ترفع الشعار نفسه، وكانت عملية تسفير المجاهدين -من المتطرفين- إلى أفغانستان تتم تحت سمع وبصر المسئولين وبترتيبهم. وبمرور الوقت أصبحت مصر معيناً لا ينضب للمجاهدين المتطوعين لتحرير أفغانستان من ربقة الإلحاد. كان المتطرفون يدركون أنهم يسدون خدمة خاصة للولايات المتحدة الأمريكية التى يرون فيها الشيطان الأكبر والمدافع الأول عن إسرائيل، ورغم ذلك انطلقوا إلى جبال أفغانستان. ويبدو أن الفيلم أعجبهم!

يذهب «هيكل» فى كتابه «من المنصة إلى الميدان» إلى أن «مبارك» وجد فى فكرة «الجهاد ضد الإلحاد» التى تم تداولها فى الخليج، وانتقلت منه إلى التيارات الإسلامية فى مصر، فرصة جيدة لمقايضة الموارد الإنسانية الضخمة فى مصر بمساعدات مالية ضخمة يستطيع الحصول عليها من الخليج، بإمكانها أن تنفع فى تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية فى مصر، وتخدم التطلعات التى تفتحت شهيتها للثراء، يضاف إلى ذلك إيجاد سوق لتصريف السلاح السوفيتى لدى مصر والتى لم تعد فى حاجة إليه بعد التوجّه إلى التسليح الأمريكى. ما يمكن أن تخلص إليه من وجهة نظر «هيكل» فى ما يتعلق بأداء «مبارك» على مستوى هذا الملف أن الأخير حاول أن يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فيُرضى الولايات المتحدة الأمريكية، ويستعيد علاقة مصر بدول الخليج التى انقطعت بعد إبرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ويحصل على مساعدات مالية ضخمة من كل صاحب وجيعة فى وجود السوفيت فى أفغانستان، لكن يبقى -فى تقديرى- أن العصفور الأهم الذى أراد «مبارك» ضربه هو التخلص من المتطرفين والدفع بهم نحو الأتون الأفغانى المشتعل، ولم يتحسّب «مبارك» -مثل كل من يصرفه الطمع عن التفكير فى المستقبل- لعودة مرتقبة للعناصر التى سافرت للجهاد واكتسبت خبرات وقدرات قتالية تجعل منها تهديداً أخطر لحكام الأدهمية وأهليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حجر «أدهم» وعصافير الأفغان حجر «أدهم» وعصافير الأفغان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon