توقيت القاهرة المحلي 07:32:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مش وقته خالص»

  مصر اليوم -

«مش وقته خالص»

بقلم: د. محمود خليل

فى وقت الأزمات ليس من الحكمة أن يوجه أحد الأطراف المسئولة عن مواجهة الأزمة اتهاماً إلى طرف آخر، حتى ولو ظهرت منه بعض الأخطاء. تقييم الأداء يأتى بعد الخلاص من الأزمة وليس خلالها. أقول ذلك بمناسبة الجدل المحتدم على هامش حديث الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء عن أن عدم انتظام الأطباء كان سبباً فى زيادة عدد الوفيات بفيروس كورونا، وهو الحديث الذى ردت عليه نقابة الأطباء ببيان رسمى غاضب ذكرت فيه أن رئيس الوزراء تجاهل الأسباب الحقيقية لزيادة عدد الوفيات والمتمثلة فى عجز الإمكانيات وقلة المستلزمات الطبية والعجز الشديد فى أسرَّة الرعاية المركزة.

كالعادة كان هذا الجدل موضوعاً للاستقطاب ما بين مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، فهناك من أيَّد موقف رئيس الوزراء وتحدث عن أداء الأطباء فى المستشفيات الحكومية -حتى من قبل ظهور كورونا- وذكر أنه لم يكن على ما يرام، وأن المرضى كثيراً ما كانوا يذهبون إلى المستشفيات فلا يجدون طبيباً يقدم لهم الخدمة، وأن اهتمام أغلب أطباء وزارة الصحة ينصرف إلى العمل فى المستشفيات والعيادات الخاصة بحثاً عن الرزق. فى المقابل هاجم كثيرون كلام رئيس الحكومة وأعربوا عن دعمهم للأطباء الذين سقط منهم فى مواجهة كورونا عشرات الشهداء، وما زالوا يواصلون العمل رغم عدم توافر إمكانيات ومستلزمات الحماية لهم ولأسرهم من الإصابة بالفيروس، ومد البعض الخط على استقامته ووجه اتهاماً إلى الحكومة بأنها تبحث عن أى طرف «تشيله الشيلة» فيما يتعلق بفيروس كورونا، فبالأمس كانت تتحدث عن الوعى المفقود لدى الشعب وعدم اتخاذ أفراده الاحتياطات اللازمة للوقاية من المرض مما يؤدى إلى انتشار الفيروس، واليوم تتحدث عن الأطباء وتريد إلقاء تبعة ازدياد عدد الوفيات على الأطباء.

مثل هذا الجدل بما يخلقه من انقسامات وسوء فهم بين الأطراف المسئولة عن مواجهة الفيروس «مش وقته خالص». واجب الوقت يقضى بأن تتكامل جهود هذه الأطراف معاً، ولا يعطى طرف لنفسه سلطة تقييم طرف آخر ونحن «فى عز الأزمة». وأظن أنه قد آن الأوان للابتعاد عن لغة التهديد بالجزاءات والعقوبات الإدارية وغير ذلك. فالأطباء العاملون فى وزارة الصحة -مثل غيرهم من موظفى الدولة- يعانون من ضعف المرتبات، ومن يسقط منهم شهيداً فى المواجهة لا تحصل أسرته على معاش مناسب. ورئيس الحكومة يعلم أكثر من غيره أن الأطباء العاملين فى وزارة الصحة يشكلون نسبة لا تزيد على 38% من إجمالى عدد الأطباء بمصر، والنسبة الباقية إما تعمل فى المستشفيات والعيادات الخاصة أو هاجرت للعمل فى الخارج. وبحكم أن رئيس الحكومة هو الذى يدير خلية الأزمة المسئولة عن مواجهة كورونا فأظن أن لديه من المعلومات ما يكفى حول تحرك حكومات دول أخرى عديدة نحو البحث عن المزيد من الأطباء وتثمين وتقدير دورهم وتضحياتهم فى مواجهة الفيروس. أظن أن التسرع فى التقييم وإلقاء التهم لن يفيد أحداً سوى الفيروس اللعين الآخذ فى الانتشار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مش وقته خالص» «مش وقته خالص»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon