توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسئلة حول التعديل الوزارى

  مصر اليوم -

أسئلة حول التعديل الوزارى

بقلم: د. محمود خليل

زمان كان أمر تغيير الحكومة أو إجراء تعديلات وزارية يثير اهتمام الناس. اليوم لم يعُد الأمر كذلك. منذ عدة أيام وأحاديث بعض الإعلاميين لا تتوقف عن تعديل وزارى مرتقب، وقد حاولوا استثارة الاهتمام العام بالأحاديث المتضاربة عن عدد الراحلين، فمنهم مَن قال إن التعديل سيصيب 10 وزارات، ومنهم مَن ذكر 15 وقد يصل إلى 20 وزيراً. ثم تجاوزت أحاديث بورصة التعديل موضوع العدد إلى تحديد أسماء وزراء بأعينهم سوف يخرجون فى التشكيل، ورغم ذلك بقى الاهتمام محدوداً. والسؤال: لماذا لا يهتم الناس بأخبار التعديل الوزارى؟

الناس إذا فهمت اهتمت، وإذا غابت عنها المعلومات ألقت بالأمر وراء ظهرها. أسرار رحيل وزير معين من منصبه ومسوغات إحلال اسم جديد مكانه هى فى العادة غير معروفة أو مطروحة للنقاش. كل ما يمكن أن يتم توفيره فى هذا السياق مجرد السيرة الذاتية للوزير الجديد التى تتسابق وسائل الإعلام إلى نشرها أو نسخها من بعضها البعض. أما المعلومات التى تساعد الفرد على فهم خبرات الوزير وقدراته وسوابق إنجازه والعوامل التى أهَّلته للجلوس على كرسى الوزارة فلا تتوافر فى الأغلب. وليس مطلوباً من الناس أن تتفاعل مع شخص ليس لها سابق -أو حاضر- معرفة به، ولا يتوافر لديها معلومات كافية عنه تبرر التفاعل معه. فهل ستبادر الحكومة هذه المرة بتقديم معلومات وافية ومتكاملة عن أى وزير جديد وتلزمه بأن يقدم على ملَأ من وسائل الإعلام تصوراً حول الطريقة التى سيتعامل بها مع مشكلات وزارته وجدولاً زمنياً للإنجاز يُحاسب عليه؟

تكرار قواعد الاختيار لا يبشِّر بجديد. ليس لدينا فى مصر قاعدة بيانات تشتمل على أسماء الكفاءات فى شتى المجالات. مؤسسات الدولة المصرية لم تعدم الكفاءات عبر أية مرحلة من مراحل تاريخها. فالمبدعون والقادرون على التطوير والمخلصون فى عملهم موجودون فى كل زمان ومكان فى هذا البلد، لكن السؤال: مَن يشير إليهم.. ويوفر بيانات عنهم حتى تتمكن الحكومة من اختيار أكفأ العناصر فى صفوفها؟ لا أحد!. معظم أهل المحروسة يؤمنون بأن الطلب على «الفهلوة» يفوق الطلب على «الكفاءة»، وأن أهل الثقة غلبوا أهل الكفاءة، وبالتالى فالاهتمام أو التفاؤل بوزير جديد ليس له معنى من الناحية المنطقية «شالوا ألدو جابوا شاهين»!. والسؤال: هل يتم كسر القاعدة هذه المرة وتمتد يد الاختيار إلى أسماء يتوافر فيها شروط الكفاءة والقدرة؟

النفس إذا كلَّت ملَّت. ليس هناك خلاف على أن الناس تحملت خلال السنوات الماضية نتاج الإجراءات الاقتصادية التى انتهجتها الحكومة، على مستوى خفض الدعم وتعويم الجنيه. وتمتع الشعب ببطولة حقيقية وهو يتحمل آثار هذه الإجراءات. ويتعشم المواطن أن تأتى الأيام القادمة بما يخفف عنه حموله ومعاناته. الشهور الماضية شهدت انخفاضاً فى سعر الدولار أمام الجنيه، وتراجعاً فى معدلات التضخم، وصعوداً فى عوائد السياحة، وهى أمور يتوقع المواطن أن يكون لها مردود إيجابى على الأسعار، مردود لا يقدَّر بالجنيه أو بالنصف جنيه، بل بما هو أعلى، حتى يشعر بأنه صبر وظفر.. وهو يسأل باستمرار: هل سيكون من أولويات الحكومة الجديدة أو المعدلة مراقبة الأسواق بشكل حقيقى، وغل يد الاحتكارات عن نهش المواطن، وتحريك عجلة الاستثمار، والارتقاء بمستوى الخدمات بصورة يشعر معها المواطن أن ثمة جديداً تحت شمس الحكومة الجديدة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة حول التعديل الوزارى أسئلة حول التعديل الوزارى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon