توقيت القاهرة المحلي 04:43:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شعب «النيل»

  مصر اليوم -

شعب «النيل»

بقلم: د. محمود خليل

تخطئ إثيوبيا حين تظن أن بمقدورها التحكم فى مصير أكثر من 100 مليون مصرى يعيشون على ماء النيل. فالقضية أكبر مما يتصور آبى أحمد وصبيانه الذين يكذبون على أنفسهم وعلى شعبهم حين يقدمون له مشروع سد النهضة كمشروع قومى نهضوى. العالم كله يفهم أن المشروع «سياسى بامتياز» يناور به رئيس الوزراء الإثيوبى لأهداف انتخابية فى المقام الأول. فإثيوبيا ليست بحاجة إلى احتجاز الماء، حيث يهطل عليها من السماء 950 مليار متر مكعب من المياه سنوياً. وتوليد الكهرباء - طبقاً لما يؤكده الخبراء - لا يحتاج إلى سد بحجم سد النهضة. يخطئ آبى أحمد وصبيانه إذا ظنوا أن القوى السياسية الخارجية التى تدفعهم للافتئات على حق مصر فى مياه النيل يمكن أن تساعدهم على العبور بما يريدون. إنه الوهم المستطير الذى سرعان ما ستذروه الريح.

لا تستوعب إثيوبيا حقيقة أن قضية النيل ليست قضية سلطة تحكم، بل قضية شعب يعلم أن النيل هو من وهب الآباء والأجداد الحياة، ولم يزل يواصل عطاءه للأجيال المتعاقبة من المصريين. أصغر طفل فى مصر يفهم أن النيل بالنسبة لنا يساوى الحياة. إذا كانت إثيوبيا قد قفزت على الاتفاقيات الدولية التى تنظم عمل الأنهار الدولية، وتعنتت فى المفاوضات، وقفزت على مجلس الأمن الذى طالب أعضاؤه بإبرام اتفاق ملزم يحمى مصالح الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، وسخرت الاتحاد الأفريقى كأداة لتمرير أطماعها، إذا كانت إثيوبيا فعلت كل ذلك فعليها ألا تنسى أن الاقتراب من حق مصر فى مياه النيل من المحظورات الشعبية.

أصغر طفل مصرى يعلم أن النيل هو أصل الحياة وأصل الملك فى مصر. يحفظ فى المدرسة الآية القرآنية الكريمة التى حاجج بها فرعون مصر نبى الله موسى، حين كان الأخير يحدثه عن الجنة وما فيها من نعيم وأطايب وأنهار، فما كان من فرعون إلا أن نادى قومه - الذين يعرفون جيداً قيمة النيل بالنسبة لمصر - ثم أسمعهم ما يقول موسى ورده عليه بأن نهر النيل وفروعه تجعل من مصر جنة على الأرض: «ونادى فرعون فى قومه قال يا قوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون». مصر جنة بالنيل.. ومن غيره لا بد أن تتحول إلى جحيم يحرق من يريد حرمانها منه.

لن أتحدث عن المفاوضات وما شهدته من مماطلات ومراوغات أضاعت بها إثيوبيا الوقت حتى تتمكن من إنجاز العمل على الأرض لتعلو ببنيان السد، لن يلتفت مصرى إلى هذا الأمر الآن، ولن يأبه باتحاد أفريقى ولا غيره، ولا بمجتمع دولى وخلافه. لقد راقب الشعب الموقف سنين عدداً، كان يلاحظ التعنت الإثيوبى، وكان يعالجه بالصبر. وصبر المصريين طويل، ولكن لكل صبر حدود. ولا صبر لنا كشعب على أن تسلبنا إثيوبيا ومن وراءها حقنا بهذه الصورة ثم تمضى آمنة مطمئنة.

شعب مصر هو شعب النيل.. هذه الحقيقة يتعامل معها الأحباش بجهل وتغفيل واضحين.. للنيل شعب يحميه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعب «النيل» شعب «النيل»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon