توقيت القاهرة المحلي 21:14:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معلومات على «قارعة الطريق»

  مصر اليوم -

معلومات على «قارعة الطريق»

بقلم : د. محمود خليل

«المعلومة بين إيدين الصحفى»، تلك واحدة من الميزات الأساسية التى تحدث عنها المدافعون عن قانون الصحافة والإعلام الجديد الذى وافق عليه مجلس النواب بصورة نهائية يوم الأحد الماضى. القانون اشتمل على نقاط عديدة جديرة بالمناقشة، لكن دعنا نركز على هذه النقطة، لأنها كاشفة إلى حد كبير عن الفكر والفلسفة، التى حكمت واضعيه. الأستاذ أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، تناول هذه النقطة فى أحد تصريحاته، وقال إن القانون الجديد يلزم جميع الجهات الحكومية والعامة بإنشاء إدارات لتوفير المعلومات للصحفيين وحظر فرض أى قيود تعوق توفير وإتاحة المعلومات أو تحول دون تكافؤ الفرص بين وسائل الإعلام المختلفة فى الحصول على المعلومات.

«امنح فى القانون، وامنع فى الواقع».. يصح أن نقول إن تلك هى الطريقة التى تتفاعل بها القوانين فى مصر. فالقوانين تحتوى على العديد من المواد الرائعة المرصوصة على الورق، لا يتم الاكتراث بها كثيراً فى التطبيق الواقعى. قانون الصحافة والإعلام نصّ على «إتاحة المعلومات للصحفيين»، لكن أحداً لا يستطيع أن يراهن على أن هذا النص سيُطبق. المادة التى أبهرت المدافعين عن القانون قديمة، وقد سبق ونص عليها قانون تنظيم الصحافة رقم 96 لعام 1996. المادة (8) من القانون السالف تنص على حق الصحفى فى الحصول على المعلومات، وضرورة أن توفر كل جهة حكومية أو عامة، إدارة لمساعدة الصحفى على الوصول إلى المعلومة، وطوال السنين الماضية لم تكن المادة تطبّق، وما أكثر ما حيل بين الصحفيين وبين الوصول إلى المعلومات. دستور 2014 نص على إصدار قانون «حرية تداول المعلومات»، حتى تدخل مصر إلى نادى الدول التى تعتمد على الشفافية وتتيح المعلومة لمن يحتاجها من مواطنيها، ما دامت لا تمس الأمن القومى، ذلك النادى الذى تتزاحم فيه بعض الدول العربية والأفريقية!، ورغم ذلك لم يصدر القانون حتى الآن. الكلام كثير، لكن التطبيق أمر آخر.

المدافعون عن هذه المادة يتحدّثون عن «حق الصحفى فى الوصول إلى المعلومات» من خلال إدارات معتمدة داخل الجهات الحكومية والعامة، وهم يعلمون أن هذه الجهات محكومة بمحنتين، أولهما محنة «توافر المعلومات»، فداخل العديد من المؤسسات لا تتوافر المعلومات، حتى بالنسبة للمسئولين عنها، لأنها ببساطة لا توجد، وثانيهما أن أغلبها يستند إلى «ثقافة الكتمان»، ولا تلتزم بقواعد الشفافية فى الإدارة بصورة تتيح المعلومات إذا وجدت.

علينا أن نعترف أن الصحافة المصرية أصبحت تلعب منذ سنين خارج المعادلة الزمنية للعصر، وأن تأثيرها يضعف باستمرار لأسباب عديدة، من بينها الفكر التشريعى الذى يحكمها، والذى لا يمنحها القدر المطلوب من حرية الحركة، بما يمكنها من القيام بأدوارها ووظائفها فى حياة القراء. من يؤيدون القانون ويستحسنون مواده، وكذلك من ينتقدونه ويعيبونها يعلمون هذه الحقيقة، والسر الأكبر فى خروج الصحافة المصرية من معادلة العصر يرتبط بقصة المعلومات، سواء ما يتعلق بالحصول عليها، أو نشرها فى حالة توافرها فى يد الصحفى أو الإعلامى. يحدث هذا فى وقت أصبحت فيه المعلومات فى العالم ملقاة على قارعة «الفضاء الإلكترونى» للعالم!.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معلومات على «قارعة الطريق» معلومات على «قارعة الطريق»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon