توقيت القاهرة المحلي 05:01:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نفتح الشباك ولّا نقفله؟

  مصر اليوم -

نفتح الشباك ولّا نقفله

بقلم: د. محمود خليل

نفتح الشبَّاك ولا نقفله.. جملة تكررت كثيراً فى فيلم القضية 68 الذى يحكى طرفاً من الجدل الذى أُثير فى مصر عام 1968 حول مسألة الانفتاح الديمقراطى. الفكرة الأساسية التى تعبِّر عنها الجملة تلخص حالة الحيرة التى تقترن فى الأغلب بالأزمات، وتراوح البشر بين فكرة الانفتاح مع ما يحمله من مخاطر على مجتمع يعانى آثار صدمة، وفكرة نقيضة تذهب إلى أن الشباك الذى تأتى منه الريح خير للإنسان أن يسده ويستريح. على هامش أزمة كورونا يواجه العالم هذه الأيام إشكالية شبيهة، انقسمت إزاءها الحكومات وكذلك الشعوب بصورة غير مسبوقة. فهناك من يرى ضرورة إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا، ومنح عجلة الاقتصاد الفرصة من جديد كى تدور، ليرجع كل شىء إلى ما كان عليه، وفى المقابل تجد أصواتاً تحذر من التسرع فى التخفيف من الإجراءات الاحترازية التى تم اتخاذها لمحاصرة انتشار الفيروس بين البشر، خصوصاً أن عدد المصابين به يقترب من الملايين الأربعة، وتجاوز عدد الوفيات الربع مليون شخص.

لا يستطيع طرف من أطراف هذا الخلاف أن يقول إن وجهة نظره هى الأكثر وجاهة، فمن يقولون بمواصلة الإجراءات الاحترازية يخشون من زيادة عدد الإصابات والوفيات الناتجة عن الإصابة بالفيروس، لكنهم لا يأخذون فى الاعتبار طوابير البطالة التى تزداد طولاً وأصبحت تضم الملايين من البشر داخل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول العالم. فى المقابل يلتفت المتحمسون لعودة الحياة لطبيعتها إلى التعامل مع الخسائر الاقتصادية الجسيمة التى ترتبت على الإجراءات الاحترازية، لكنهم لا ينتبهون إلى الزيادات المحتملة فى عدد الإصابات والوفيات التى يمكن أن تنتج عن ذلك. الجدل حول هذه المسألة مشتعل فى مصر مثلما الحال فى العديد من دول العالم.

التعامل العقلانى مع هذه المعضلة يقتضى أولاً الوعى بأن مصر وغيرها من الدول هى جزء من العالم. فالتحرر من الإجراءات الاحترازية داخل دولة واحدة لن يؤدى إلى التخفيف من الآثار الاقتصادية الناجمة عن الجائحة، لأن اقتصاد العالم مرتبط ببعضه البعض، وبالتالى لن يؤدى فتح الشباك المحلى إلى ما نرجوه من آثار إيجابية إذا لم يتم فتح الشباك العالمى. العديد من المؤشرات داخل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الأوروبية وغير الأوروبية التى دخلت فى مواجهة مع الجائحة تقول إن الكل بصدد فتح الشباك والتحرر شيئاً فشيئاً من الإجراءات الاحترازية والتعايش مع وجود الفيروس إلى أن يتم اكتشاف علاج له أو لقاح يحمى منه، لكن من المهم أن نلتفت إلى أن التعايش لن يتم دون إجراءات وقائية. ومن الأسئلة المهمة التى يجب أخذها فى الاعتبار لحظة التفكير فى إعادة الأمور إلى ما كانت عليه: هل وفرنا الأدوات الوقائية التى يمكن أن تقلل من انتشار الفيروس؟ وما مدى فاعلية هذه الأدوات فى تحقيق الهدف المرجو فى تقليل عدد الإصابات؟. الحسابات المسبقة تضمن للخطوة النجاح. وإذا كانت الحسبة الاقتصادية عولمية بطبيعتها، فإن حسبة الوقاية محلية بالأساس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نفتح الشباك ولّا نقفله نفتح الشباك ولّا نقفله



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon