توقيت القاهرة المحلي 18:43:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرد الإيرانى: مرتب أم محسوب؟

  مصر اليوم -

الرد الإيرانى مرتب أم محسوب

بقلم: د. محمود خليل

مال بعض المحللين عند التعليق على قصف إيران لعدد من القواعد العسكرية العراقية التى تؤوى قوات أمريكية بوصفه «رداً مرتباً» تم الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة طهران عليه.

فى تقديرى أن الوصف غير دقيق. الوصف الأدق أنه «رد محسوب» من الجانب الإيرانى الذى أراد أن ينتقم من مقتل قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس، دون تصعيد الأمر إلى حرب مفتوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأن مثل هذه الخطوة لا تصب فى صالح حكام طهران بحال من الأحوال.

بداية الرد الإيرانى كانت محسوبة على مستوى الزمان والمكان، فقد تم توقيت الضربة فى الموعد نفسه الذى تم قصف موكب قاسم سليمانى وأبوالمهدى المهندس قرب مطار بغداد. كما أن ساحة التنفيذ كانت فى العراق (وكأن قدر هذا القطر أن يكون ساحة للصراعات كما حدثتك أمس) فوق الأرض التى اغتيل عليها «سليمانى»، كما أن الصواريخ أطلقت من قاعدة فى «كرمان» مسقط رأس «سليمانى» وحيث دُفن أيضاً. تعليق المرشد الإيرانى على الضربة كان محسوباً أيضاً، حين خطب فى أنصاره قائلاً إن ما حدث صفعة على وجه الولايات المتحدة الأمريكية لكنها ليست كافية، وأن طهران لن تستريح إلا بعد خروج القوات الأمريكية من العراق. هذا الكلام شعبوى بشكل واضح، أراد المرشد من خلاله اللعب على عواطف الشعب الإيرانى، لكنه أيضاً كلام محسوب، فالحديث عن أن «الرد غير كاف» يحمل رسالة بأن الرد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لن يواجه من الجانب الإيرانى بلا تحفظ مثلما حدث فى ضربة عين الأسد، بل قد يتجاوز ذلك إلى استهداف الجنود الأمريكان. وهو كلام محسوب أيضاً، ويعنى أن طهران تستوعب الخط الأحمر الذى يجب ألا تتجاوزه، لكن حساباتها يمكن أن تختلف إذا أقدم الأمريكان على الرد.

كلام المرشد يعنى ببساطة: فلنتوقف عند هذا الحد ونبدأ التفاوض. «خامنئى» يعلم أن أية مواجهة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ستكون لصالح الثانية، فالقدرات العسكرية الأمريكية لا تنافسها قدرات، لكن الإدارة الأمريكية تعلم أن فتح بوابة الحرب سيسبّب أذى كبيراً للولايات المتحدة ومصالحها وكذلك لحلفائها فى المنطقة، لذا فهى الأخرى تتحرك بحساب وتأخذ بعين الاعتبار التصريحات الإيرانية التى تهدد بعدم ترك أى مكان يحتضن مصالح أمريكية دون استهداف.

فى كل الأحوال، فهى أول مرة توجه فيها مثل هذه الضربات الصاروخية القوية إلى قواعد يعمل فيها أمريكان. والرسالة السياسية التى حملتها الضربة واضحة وتصب فى الهدف الكبير الذى أصبح الإيرانيون يسعون فى تحقيقه بخروج القوات الأمريكية من العراق. من وجهة النظر الأمريكية نفسها يدرك العديد من المسئولين أن إيران أرادت أن توجه رسالة محددة من خلال هذه الضربة تقول إنها لا تريد إشعال حرب فى المنطقة، لذا فقد تعمدت عدم استهداف القوات الأمريكية (ذكر «ترامب» أن كل شىء على ما يرام على هذا المستوى، فى حين زعم التليفزيون الإيرانى غير ذلك)، عموماً أمور كثيرة ستنجلى فيما يتعلق بهذا الحدث عندما تتوافر معلومات أكثر عن تفاصيل ما وقع فى قاعدة «عين الأسد» فجر الأربعاء الماضى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرد الإيرانى مرتب أم محسوب الرد الإيرانى مرتب أم محسوب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon