توقيت القاهرة المحلي 18:52:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دولة "ناصر".. ودولة "السادات"

  مصر اليوم -

دولة ناصر ودولة السادات

بقلم: محمود خليل

ثمة كيمياء من نوع خاص تربط بين الرئيس والشعب. إذا تشابهت فكل شىء مغفور، وإذا تعارضت فكل شىء قليل الشأن مهما كانت عظمته. شهدت مصر خلال الجمهورية الأولى التى تشكلت عقب ثورة يوليو 1952 ثلاثة رؤساء -إذا استثنينا الرئيس محمد نجيب الذى لم يمكث فى الحكم طويلاً- أولهم الرئيس جمال عبدالناصر، وثانيهم الرئيس السادات، وثالثهم حسنى مبارك. «عبدالناصر والسادات» كانا ينتميان كما تعلم إلى الضباط الأحرار، وبالتالى كانت شرعيتهما ثورية إلى حد كبير، أما «مبارك» فشرعيته مستمدة من اختيار «السادات» له كنائب رئيس جمهورية، بعد أن قرر أن ينقل عهدة الحكم إلى جيل أكتوبر.

أغلب المصريين أحبوا الرئيس جمال عبدالناصر لأسباب معلومة. فقد كان شاباً طامحاً عرف كيف ينفذ إلى أعماق النفس المصرية، مستعيناً فى ذلك بشخصيته الكارزمية. والطموح الكبير لا بد أن يتوازى معه أمران، أولهما الإنجازات الكبرى، وثانيهما الأخطاء الكبرى. وقد حقق «عبدالناصر» العديد من الإنجازات التى سقطت ثمرتها بصورة مباشرة فى حجر الشعب وجيبه، كما وقع فى عدد من الأخطاء الكبرى، مثل التورط فى حرب اليمن 1962 ثم نكسة 1967، وكان لهما تأثيرات شديدة السلبية على مصر والمصريين. ورغم ذلك فقد نسى الشعب كل أخطاء «عبدالناصر»، أو قل غفرها له، وظل على محبته للزعيم، وبرر ذلك لنفسه بأن ذلك دأب الزعماء، فكما ينجزون يخطئون. كانت الكيمياء التى تجمع «عبدالناصر» بشعبه قادرة على تذويب أية أخطاء فى نهر الحب الذى يتدفق فى النفس المصرية العاطفية بطبيعتها.

أنور السادات كان شخصية مختلفة التوجهات مقارنة بجمال عبدالناصر وعصره. وقد تمكن من تحقيق الكثير، فهو الذى استرد الأرض التى ضاعت فى 1967 بعد أن تمكن جيشنا من تحقيق نصر مجيد على إسرائيل فى أكتوبر 1973، واستكمل مشواره عبر الصلح مع إسرائيل لتعود سيناء إلى حضن الدولة المصرية، وفتح المجال العام: سياسياً وإعلامياً، مقارنة بما كان عليه الحال أيام «عبدالناصر»، وبدأ مشروعات لبناء مدن جديدة وتوجه إلى ترميم العديد من المرافق المتهالكة فى مصر، لكن الشعب لم يغفر له بعض الإجراءات الاقتصادية التى اتخذها والتوجهات السياسية التى تبناها. كان «السادات» رحمه الله يفكر بشكل مختلف لم يعتده المصريون، فتعارضت كيمياء الرئيس مع الشعب، فاتخذ نفر ليس بالقليل من المصريين موقفاً سلبياً منه. ولم يشفع للرجل سلسلة الإنجازات التى تمكن من تحقيقها على مدار فترة حكمه.

نقطة النهاية ترتسم على صفحة الواقع عندما يهتز المشروع ويخبو الحلم ويتلاشى الجديد. فبعد نكسة 1967 اهتز مشروع الرئيس جمال عبدالناصر وأصبح كل همه التحضير لمعركة الثأر، وشاء الله أن يلقى وجه ربه قبل أن يشهد النصر. أما «السادات» فقد انتابته حالة عجيبة -يذكرها مَن عاصر هذه الفترة- بعد تحقيق النصر وإبرام اتفاقية السلام مع إسرائيل. فقد دأب فى كل خطاب من خطاباته على مذاكرة سلسلة الإنجازات التى حققها للمصريين، وظل على هذا النحو -رحمه الله- حتى قابل وجه ربه فى أكتوبر 1981.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة ناصر ودولة السادات دولة ناصر ودولة السادات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon