توقيت القاهرة المحلي 11:59:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العزف على وتر «الكسل الأدهمى»

  مصر اليوم -

العزف على وتر «الكسل الأدهمى»

بقلم: د. محمود خليل

مع حلول العام الأخير من الفترة الأولى لحكم «مبارك» لـ«الأدهمية» كانت المشكلة الاقتصادية فى مصر قد وصلت إلى ذروة التعقيد. وكان السبب فى ذلك تراكم الديون. فمنذ أن اتبع «السادات» سياسة الباب المفتوح وترخّص فى الاستدانة من الخارج، زادت أرقام الدين وأرقام خدمة الدين بصورة كبيرة، توازى ذلك مع عجز اقتصادى محسوس عن تحقيق عوائد كافية من النقد الأجنبى تساعد فى السداد. وقد ضاعف «مبارك» من المشكلة وبالغ فى الاستدانة، فقفزت أرقام الدين الخارجى من 21 مليار دولار عندما تسلم الحكم لتصل مع بداية مدته الثانية إلى (49 مليار دولار)، أضف إليها الديون الداخلية.

وأمام هذا الوضع، تم تدشين حملة للتبرع لسداد ديون مصر، ودعيت كل فئات الأداهم للمساهمة فى المشروع الوطنى الكبير. وبالفعل بادر كبار الأداهم ممن يحبّون التقرّب للسلطة إلى التبرع. وبدأ رأس كل مؤسسة أدهمية يدعو العاملين فيها إلى التنازل عن جزء من مرتبهم لسداد ديون مصر. وقد تراوحت ردود فعل «الأداهم الصغار» ما بين قبول الفكرة ودعمها والمساهمة فيها، وبين رفضها والتهرب من الدفع بكل السبل الممكنة. وتدل العديد من المؤشرات على أن الغالبية العظمى من متواضعى الدخل رفضوا المبادرة، لأسباب مفهومة، فلم يكن فى جيوبهم أى فائض للتبرّع، ولم يكتفوا بذلك، بل أطلقوا النكات حول الأرقام المدين بها كل «أدهم» بعد قسمة إجمالى الدين على عدد المواطنين. وقد بادر أحد كبار كتاب الكوميديا حينها -وهو الكوميدى الشهير يوسف عوف- إلى تأليف حلقة ضمن سلسلة حلقات برنامجه الإذاعى «مش معقول» حول سداد ديون مصر، قام ببطولتها المبدع الراحل حسن عابدين.

كانت الأمور قد بلغت حداً من التفاقم الذى يستدعى تآزر المجتمع الأدهمى ككل حتى يحل المشكلة، لكن صغار الأداهم لم تكن بيدهم حيلة، وكانوا مقتنعين بأن كبار المتبرعين يعطون، وثمة حاجة فى أنفسهم، وأنهم ليسوا أكثر من مستثمرين مع السلطة. فهم يعطون بالشمال ليأخذوا باليمين أضعاف ما أعطوا فى صورة مكاسب ومغانم ينوء بحسابها عقل الأدهم الصغير. كانت الأسعار ترتفع نتيجة زيادة معدلات التضخّم التى تسبب فيها زيادة الديون وشح النقد الأجنبى، وفى الوقت نفسه كانت البنوك تعانى من توجّه الأموال التى يُفترض أن تأتى إليها من المودعين إلى شركات توظيف الأموال، تلك الشركات التى تحولت إلى دولة داخل الدولة ونجحت فى جذب أموال الأداهم بصورة فاقت كل تصور، وتجد تفسيرها فى الطبيعة الأدهمية، التى تميل إلى الكسل وتؤثر التمدّد المريح على السعى فى الحياة، وفى الوقت نفسه تنشد الأرباح الكبرى السريعة. لعب أصحاب الشركات على هذا الوتر الأدهمى فاجتذبوا الكثيرين. كان الأدهم من هؤلاء يلقى بحصائد يديه إلى «الريان» و«السعد» وينتظر الفوائد الخيالية التى سوف يحصل عليها، واستمر الحال على ذلك النحو حيناً حتى اكتشفت الأداهم الكسولة أن ما يُدفع لهم مجرد جزء يسير من أصل مالهم، واستيقظوا على ضياع «شقا عمرهم».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العزف على وتر «الكسل الأدهمى» العزف على وتر «الكسل الأدهمى»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon