توقيت القاهرة المحلي 03:49:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النجاة «أن نتعلم الدرس»

  مصر اليوم -

النجاة «أن نتعلم الدرس»

بقلم: د. محمود خليل

صفحات التواصل الاجتماعى تحولت إلى منتديات للعزاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله. المسألة بدت محدودة فى أولها، فكنت تجد تدوينة أو اثنتين أو ثلاثاً تنعى أحد الأحباء، وبمرور الوقت تحولت إلى سيل من التدوينات، تنام على آخرها، وتستيقظ على جديدها. كل الأجيال التى تعيش فوق تراب مصر لم يسبق لها أن عاشت حدثاً مثيلاً بكورونا. واجهنا أنفلونزا الطيور ثم أنفلونزا الخنازير، ومرت دون أن يشعر بهما الكثيرون، بسبب قلة عدد الضحايا، وعدم مكوثهما لوقت طويل، وعدم اتخاذ إجراءات احترازية فى مواجهتهما يمكن أن يشعر بها الناس. ما نعيشه الآن تستطيع أن تجد ما يشابهه فى كتب التاريخ، عندما كان الطاعون يضرب المصريين بعنف، فكان الرجل يموت، فيرثه ابنه ساعة من نهار، ثم يموت الابن فيجدّون فى البحث عن ورثته، وعندما لا يجدون وريثاً للمال يدفعون به إلى بيت المال. يومها أبدع المصريون مثل: «يا وارث مين يورثك». أحداث شبيهة شهدتها قرى مصرية اجتاحها وباء الكوليرا، تستطيع أن تجد مثالاً عليها فيما حكاه الدكتور طه حسين فى كتابه «الأيام»، حين اجتاح الوباء «عزبة الكيلو» التى كان يعيش فيها.

كثيرون ممن يدوّنون أو يطالعون مدونات النعى يربطون بين لقاء الله وبين الإصابة بالفيروس اللعين. على الرغم من ثبوت أن بعضاً ممن قابلوا وجه الرحمن الرحيم ماتوا لأسباب أخرى، لكن حالة الهلع والذعر التى أنشبت مخالبها فى نفوس الجميع، جعلت الكل يتوهم أن كورونا هو السبب الوحيد لمغادرة الحياة. تعددت الأسباب والموت واحد. الناس معذورة، فكلنا لم يعش مثل هذه المأساة من قبل، وعندما كنا نقرأ عن الأحداث الشبيهة فى كتب التاريخ، كنا ننزعج لمجرد تخيل ما وقع لأجدادنا، فما بالك وقد بارحنا الخيال إلى أرض الواقع. ها هى صور الماضى تظهر بنسخ جديدة فى الواقع المعيش، ليفعل بنا كورونا ما فعله الطاعون والكوليرا فى الأيام الغابرة، فيضرب الصغير والكبير، والغنى والفقير، والأمير والخفير. الكل أمام الموت سواء، وهو أعدل الأشياء قسمة بين الناس. هكذا تسير الأمور، ينجو من الضربة من أراد الله له النجاة، ويتلقاها من شاء الله تعالى له أن يبتلى بها، وكلّه بإذنه.

كل من تدبر آيات القرآن الكريم يجد إشارات عدة إلى أن ابتلاءات الله تعالى للبشر تمثل آيات كونية، وأن العاقل من يتأمل فيها ويتعظ بها، ويعلم أن لله تعالى الأمر من قبل ومن بعد. وقد أراد الله تعالى لهذا الجيل من البشر أن يرى واحدة من آياته رأى العين وأن يعيشها كاملة. المهم هل سيخرج الناجون منها وقد تعلموا الدرس، أم سيمرون عليها معرضين؟. زمان عاين عرب مكة واحدة من آيات الله الكبرى فى واقعة الفيل. وثمة إشارات فى بعض كتب التفسير إلى أن الطير الأبابيل كانت تلقى حجارة تحمل وباء يهتك جسد من يصيبه فيذوب لحمه وتتآكل عظامه ويهلك. وقد عرف العرب بعد هذه الواقعة وباء الجدرى لأول مرة فى تاريخهم، وعرفوا مرائر الشجر مثل الحنظل. وظل التهديد بالأوبئة جزءاً لا يتجزأ من الحياة فى مكة. لقد أراد الله تعالى أن يعلمهم به درس أن الله على كل شىء قدير، فهل تعلّموا؟ النجاة الحقيقية أن نتعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النجاة «أن نتعلم الدرس» النجاة «أن نتعلم الدرس»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon