توقيت القاهرة المحلي 05:01:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آخر الزمان..!

  مصر اليوم -

آخر الزمان

بقلم: د. محمود خليل

أبناء كل زمان يظنون أن زمانهم هو «آخر الزمان». خلال الفترة الأخيرة لاك البعض كلاماً لا يخلو من بعض الإثارة وكثير من اللطف، يشير إلى ظهور العديد من العلامات والأمارات على أننا نعيش هذه الأيام ما يطلق عليه «آخر الزمان»، وأن القيامة توشك أن تقوم. علامات وأمارات يتعلق بعضها بانتفاخ القمر وتورده، والحمرة التى تكسو الغلاف الجوى، والرياح الصفراء التى تلف الدنيا، والجراد الزاحف على الخضار، والطير الأبابيل «اللى مش عارف ظهرت فين»، وثرثرات أخرى لا تنتهى من هذا النوع.

ظنى أن المصريين أكثر غراماً من غيرهم بفكرة نهاية الزمان، ويبدو أن ذلك مرتبط بطول مكوثهم على الأرض، فنحن شعب يمد بجذوره فى أعماق التاريخ لآلاف السنين. وطول البقاء يدفع الإنسان فى أحوال القلق والاضطراب إلى طرح سؤال حول النهاية: متى وكيف تكون؟. أذكر أننى حكيت لك طرفاً من تاريخ مصر الحديثة والمعاصرة، منذ مجىء الحملة الفرنسية إلى مصر ثم تجربة بناء الدولة الحديثة فى عصر محمد على وما بعدها. وقلت لك إن الحديث عن نهاية الزمان كان من الموضوعات المطروحة على أجندة اهتمامات المصريين فى حقب مختلفة من هذا التاريخ. فعندما ضربت مدافع نابليون حصون القاهرة المملوكية، ظن البسطاء من أبناء شعبنا أنها النهاية وأن القيامة توشك أن تقوم.

وتعيين يوم معين لوقوع الواقعة وتداول شائعات الميعاد بين المصريين كان ظاهرة من الظواهر التى كانت تظهر وتختفى عبر مراحل مختلفة من تاريخهم. كذلك أيام كانت تضربهم الأوبئة مثل الطواعين والكوليرا وخلافه، كان الناس يتداولون فيما بينهم أن ما يحدث دليل على نهاية الزمان، وقس على ذلك فى حالة وقوع زلازل، أو هبوب ريح عاصفة، أو اصفرار الدنيا أو احمرارها، أو خسوف القمر وغيره، رغم أن هذه الظواهر كانت متكررة على مدار حياة الأجيال المختلفة.

أبناء كل زمان يظنون أن زمانهم هو آخر الزمان، كما ذكرت لك، وذلك دأب الأجيال المختلفة من المصريين، خصوصاً عندما تواجههم أزمات أو محن كبرى يشعرون أمامها بالعجز وقلة الحيلة. وواقع الحال أن المولى عز وجل هو المالك الوحيد لمفاتح الغيب «وَعِندهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ». وأخطر هذه المفاتيح وأولها يتعلق بموعد الساعة: «إِنَّ اللَّهَ عِندهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ». والله تعالى يقول عن ذاته العلية: «ما لهم من دونه من ولى ولا يشرك فى حكمه أحداً». وترتيباً على ذلك فإن أى حديث أو كلام عن «آخر الزمان» لا يعدو اللغو أو الثرثرة الفارغة، وإن وجد مثل هذا الخطاب جمهوراً يسمعه أو يتفاعل معه فاعلم أنها ثقافة الأزمة، والإحساس البشرى الداهم بالعجز أمام ابتلاءات الدنيا. وظنى أن من تمكن الإيمان من قلبه وتدبر آيات القرآن الكريم وفهم معانيها لن يسلّم سمعه ولا بصره ولا عقله لمثل هذه الترهات.. الناس تعقل شوية!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر الزمان آخر الزمان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon