توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«......» الفيلمى

  مصر اليوم -

«» الفيلمى

بقلم: د. محمود خليل

مكان النقط فى عبارة «....... الفيلمى» يمكن أن تضع العديد من المفردات الكاشفة عن حال المصريين. يمكن أن تضع كلمة خيال لتصبح «خيال فيلمى» أو كلمة «علاج» لتصبح «علاج فيلمى»، أو كلمة «دعاء» لتصبح «دعاء فيلمى» وهكذا بإمكانك أن تختار ما شئت من مفردات وسوف تجد العبارة التى تنشأ عنها ملامسة لشىء ما فى حياتنا وما يعتريها من أحوال.

عندما تسمع عبارة «خيال فيلمى» من الوارد أن يتبادر إلى ذهنك موضوع «الخيال العلمى». ذلك الموضوع الذى لا يتمتع بأى حضور محسوس سواء على مستوى الدراما التمثيلية أو السينمائية، لأننا ببساطة لا نملك العلم حتى نعمل فيه خيالنا. والنتيجة أن يجنح العقل إلى الخيال الفيلمى. شبابنا يقرأون على مواقع التواصل الاجتماعى عن رجل الأعمال هذا أو ذاك الذى تمكن من تحقيق ثروة مليارية عبر فكرة بسيطة ابتكرها، فيبدأ فى التوهان والسرحان ورسم الخيالات حول الفكرة التى يمكن أن يصنع بها تجربة شبيهة تجلب له المليارات لتحوله من حال إلى حال، دون أن يدرك أن النجاح أساسه التراكم والسعى الحثيث، وأن الأفكار اللامعة تولد من رحم العلم والخبرة والتجارب العديدة التى مر بها الإنسان، وأنها تحتاج بعد ميلادها إلى بحث جدواها ثم تعهدها بالرعاية حتى تؤتى أكلها. الأسهل بالنسبة للبعض هو التوهان فى الموضوع وقتل الوقت فى الحديث عن أنه يمكث تحت الشجرة فى انتظار أن تأتيه الفكرة، مثلما أتت نيوتن ذات يوم عندما سقطت عليه تفاحة من شجرة كان يجلس تحتها فاكتشف قانون الجاذبية الأرضية، وكأن الجلوس تحت الشجرة كان مبلغ علم نيوتن فى الفيزياء!.. إنه الخيال الفيلمى.

تعالَ أيضاً إلى مسألة «العلاج الفيلمى». للأسف ما زال البعض يجرى وراء الإعلانات المنتشرة على قنوات «بير السلم» حول الأدوية التى تعالج هذا المرض أو ذاك، وتجعل من البوصة عروسة، ومن البدين سمارت، ومن العليل حصاناً يطوى الأرض تحت حوافره. ليس ذلك وفقط بل هناك من يتفاعل مع الإعلانات التى تقدم الوصفات السحرية فى حل المشكلات، بغض النظر عن طبيعتها. فالشيخ الفلانى أو الشيخة الفلانية تستطيع جلب الحبيب ورد الزوج وتزويج من يريد، وتعيين العاطل، وإلباس الحق ثوب الباطل وغير ذلك. هذه الإعلانات تخاطب بؤرة «الخيال الفيلمى» التى تتحكم فى عقل البعض، لذا تجدها تعتمد على الحوارات والمواقف التمثيلية التى يظهر فيها بشر عاديون يحملون البشرى بالحل لمن يعانى من مشكلة ويشحنون بطارية خياله ليغرق فى موضوع «العلاج الفيلمى» حتى يقرر شراء الدواء أو المستحضر.

أما «الدعاء الفيلمى» فحدث عنه ولا حرج ومؤكد أنك سمعت أو شاهدت ألحاناً وصوراً له، حين يعلو صوت الإمام بالدعاء ثم يتهدج بالبكاء، ويتلون بالدموع والنشيج، ومن ورائه مجموعة من المؤمنين الذين يستجيبون لأداء الإمام ويغرقون معه فى حالة «الدعاء الفيلمى» رغم أن الله تعالى قريب يجيب دعوة الداعى إذا دعاه وليس بحاجة إلى صراخ أو بكاء. كان خليل الله إبراهيم يقول «علمه بحالى يغنى عن سؤالى». لم تكن الأفلام وقتها معروفة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«» الفيلمى «» الفيلمى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon