توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاهر "الأدهمية الملكية"

  مصر اليوم -

قاهر الأدهمية الملكية

بقلم: د. محمود خليل

جدل كبير أثير حول من كان له الفضل فى تأسيس تنظيم الضباط الأحرار. فى مذكراته زعم محمد نجيب أنه صاحب الفضل فى ذلك، وكذا جمال عبدالناصر ثم أنور السادات.

الوجود فى الواجهة أو تحت الأضواء يبرر لصاحبه أن ينسب أى فضل لنفسه.

والشخصية الأدهمية بطبيعتها لا تهتم بمن يجلس فى الظل، فهى تكترث فقط بمن يتصدر المشهد وتعتبره الفاعل الأول فى الحدث، وإلا لماذا تموقع فى الأمام أو فوق القمة؟.

ومنسوب الخبرة التاريخية لديها يؤكد لها باستمرار أن الشخوص الفاعلين على مسرح الحياة يتحركون بوحى اللحظة وليس بثقافة الخطة. الظرف فى الأغلب هو الذى يقرر اتجاهات الحدث والفعل.

يشير كبير مؤرخى هذه الفترة -عبدالرحمن الرافعى- إلى أن فكرة تنظيم الضباط الأحرار تعود بجذورها إلى نهايات الحرب العالمية الثانية عام 1945. ففى خضم ما عاشه المصريون من ظلم وقهر على يد الاحتلال، وجراء فساد الحكم الملكى، والمعاناة الاقتصادية التى خلّفتها الحرب، بدأت الفكرة تختمر فى أذهان الضباط، وتملكهم شعور بضرورة التدخل من أجل إصلاح ما فسد، ثم كانت حرب 1948 وما كشفت عنه من أن الجيش لم يزوّد بالأسلحة الكافية فى البداية، ثم زوّد بأسلحة فاسدة، واستفزت المآسى التى تخلّفت عن ذلك روح الغضب داخل نفوس الضباط، فبدأوا التفكير بصورة عملية فى تكوين تنظيم يسعى لتغيير الأوضاع.

تلك وجهة نظر «الرافعى» حول مراحل تأسيس «الضباط الأحرار».

ولا يخفى عليك أن موضوع الأسلحة الفاسدة مثّل فكرة مركزية داخل الخطاب المعارض للملك فاروق بعد نكبة 1948، وقد لعبت الحملة الصحفية التى قام بها الكاتب الصحفى الراحل إحسان عبدالقدوس دوراً مهماً فى فضح الموضوع، وكان للحملة أثر بالغ السلبية على شعبية «فاروق».

وقد دافع الملك عن نفسه فى مذكراته التى كتبها فى منفاه بإيطاليا، وذكر أن الحكومة قررت دخول الحرب دون استعداد كافٍ، وأن الدولة اضطرت إلى شراء أسلحة قديمة ومتهالكة بسبب ضغوط عالمية تحركها الصهيونية وتوابع الحرب العالمية الثانية، حيث رفض تجار السلاح توريد أسلحة حديثة للجيش المصرى.

لم يصل صوت «فاروق» بالطبع إلى «أداهم المصريين».

وكان الصوت الغالب هو الصوت الذى يؤكد أن الملك تواطأ على جيشه وكان سبباً مباشراً فى نكبة 1948.

تعوّد الأداهم تصديق الصوت الغالب فى اللحظة المعيشة، فهم أيضاً أبناء ثقافة اللحظة ويخضعون لضغط الظرف، والأسلحة كانت فاسدة بالفعل، وليس يهم بعد ذلك فهم الأسباب التى ساقها «فاروق» فى شرح أو تفسير ما حدث. فى كل الأحوال مثّل موضوع الأسلحة الفاسدة الأيقونة الأساسية التى التف حولها الضباط الأحرار، و«أدهم» بطبيعته يهوى الأيقونات التى تختزل له المعانى المتشعبة المعقدة فى إطار رمزى واضح، ولا يهمه التفاصيل بعد ذلك.

وتأسيساً على هذه الأيقونة تشكلت الهيئة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار عام 1949 وبدأت فى التحرك للتخلص من النظام الملكى. وينسب المؤرخ عبدالرحمن الرافعى الفضل فى كل هذه الخطوات إلى الرئيس جمال عبدالناصر، حيث سطّر مؤلفه خلال فترة حكمه، وكان «ناصر» فى الواجهة، ولا نستطيع أن نحدد بصورة دقيقة لمن كان سيُنسب الفضل فى تأسيس التنظيم لو أنتج مؤلفه أوائل 1954، أو لو امتد به العمر إلى السبعينات!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاهر الأدهمية الملكية قاهر الأدهمية الملكية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon