توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيارات «الواقفة»

  مصر اليوم -

السيارات «الواقفة»

بقلم : د. محمود خليل

تجار السيارات يصرخون للجمهور: «تعالوا اشتروا مستعدين نخسر»، ولا أحد يستجيب. والشاعر يقول: لقد أسمعت لو ناديت حياً.. ولكن لا حياة لمن تنادى. فالناس لا تملك ما تشترى به سواء كان ما تشتريه «زيرو أو مستعمل». تقرير نشره موقع «المصرى اليوم» يؤكد أوضاع «وقف الحال» الذى ضرب سوق السيارات، ويؤكد أن المستهلك لم يعد يستجيب لإغراءات تخفيض الأسعار ولا للتهديدات التى يسوقها تجار السيارات ويؤكدون فيها أن الشراء الآن فرصة لأن الأسعار مرشحة للزيادة. لم يعد أحد يستجيب بالترغيب أو الترهيب.

ظاهرة طبيعية. فأى شىء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده. والكرة التى شاطها التجار فى وجه المواطن ردها برأسه فوقعت فى حجرهم. هناك أسباب متنوعة ولا شك أدت إلى زيادة أسعار السيارات خلال الفترة الماضية، لكن جشع التجار كان عاملاً مهماً من العوامل التى زادت الطين بلة. فالكل طامع فى جيب المواطن وحسابات المكسب تغلب حسابات العقل. وهناك من يريد أن يربح عشرات الألوف من السيارة الواحدة فوق سعرها الأصلى. وقد أغرى التجار بذلك وجود شريحة من المستهلكين واصلت الشراء رغم ارتفاع الأسعار، لكن شرائح أخرى أصبحت عاجزة وغير قادرة. فغالبية أفراد الطبقة الوسطى تجتهد الآن فى تدبير احتياجاتها الأساسية ولا تملك ترف البحث عن الكماليات. وقف الحال فى سوق السيارات ليس مرده نجاح حملة منظمة رفعت شعار «خليها تصدى»، الأصل فى المسألة هو العجز عن الشراء.

نحن أمام ظاهرة خاطئة تصحح نفسها بنفسها ليس على مستوى سوق السيارات وفقط، بل على مستوى سلع وخدمات عديدة ارتفعت أسعارها بشكل غير مسبوق وغير منطقى خلال الفترة الأخيرة فضربها نوع من «الركود التضخمى» الذى تسبب فى وقف الإقبال عليها. سوق العقارات مثال آخر لذلك. فحركة البيع والشراء فيه بطيئة كما تشير العديد من التقارير الإعلامية، وتؤكدها أيضاً إعلانات بعض المشروعات التى «تدلل» على بيع «الشقق» بتسهيلات كبيرة، ورغم ذلك لا أحد يستجيب. فالعاجز عن الشراء لا تجدى معه دعاية ولا إعلانات.

ظاهرة لافتة انتابت الأسواق المصرية خلال الأشهر الأخيرة تتمثل فى تعدد واختلاف أسعار بعض السلع. فنفس السلعة بذات المواصفات يمكن أن تشتريها بأسعار مختلفة من أماكن عدة. فكل تاجر أو بائع أو موزع يضع هامش الربح الذى يفضله. ولا خلاف أن هذه الظاهرة ارتفعت فى ظل تراخى آليات الرقابة الحكومية على الأسواق. خذ مثالاً على ذلك بأسعار السلع الغذائية. فى عام 2017 صدر قرار وزارى يلزم بتدوين الأسعار على السلع الغذائية بما يسهم فى ضبط الأسواق وحماية حقوق المستهلك، وفى عام 2018 أصدر وزير التموين، الدكتور على المصيلحى، توجيهاً للقطاعات الرقابية بالوزارة بتفعيل القرار. والمشاهدات العادية تؤكد أن التجار ومنافذ توزيع السلع لم تلتزم، وأغلبهم يسعّر السلع طبقاً لمزاجه الخاص. بعض التجار حققوا مكاسب كبيرة مستغلين حالة الفوضى ببعض الأسواق، لكن ما يحدث مؤخراً فى سوق السيارات يقول إن الأوضاع المعوجة سوف تصحح نفسها بنفسها بعيداً عن القرارات الحكومية.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيارات «الواقفة» السيارات «الواقفة»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon