توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المثابة العربية»... ما تقوم به السعودية!

  مصر اليوم -

«المثابة العربية» ما تقوم به السعودية

بقلم:صالح القلاب

لا بد من التأكيد على أنّ الجهود التي تقوم بها السعودية جهود خيرة... لكن المشكلة هي أنّ القرار اليمني حالياً هو قرار إيراني

جهودٌ خيِّرة هذه التي تقوم بها المملكة العربية السعودية ومعها دولة الإمارات لرأب «الصدوع» في اليمن، الذي قبل أن يصاب بالآفة الإيرانية، قد كان يوصف بأنه سعيد، والواضح أنّ إيران هذه التي باتت تحتل عدداً من الدول العربية احتلالاً إلحاقياً مذهبياً ليس هي بصدد ولا هي مستعدة للانسحاب لا من دول خليجية، غدت تسيطر عليها سيطرة مذهبية إلحاقية ومعها دول أخرى من بينها سوريا... وبالطبع لبنان وأيضاً ما لا تحتله إسرائيل من فلسطين، وبخاصة قطاع غزة... وفعلياً وجزءاً من الضفة الغربية التي من المفترض أنها الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس الشرقية وعلى أساس أنّ القدس الغربية هي عاصمة الدولة الإسرائيلية! إنه بالإمكان اعتبار أنّ ما تقوم به المملكة العربية السعودية يلملم شمل واحدة من أهم الدول العربية، وهذا إنْ في المراحل الأخيرة القريبة وإنْ في المراحل السابقة البعيدة التي هي اليمن الذي كان سعيداً، وحتى قبل أن تكون هناك دولة الجنوب التي لم تعش إلا لفترة قصيرة عابرة، لكن أغلب الظن أنّ كل هذه الجهود الخيرة ستبقى تعترضها إيران التي بات يتجاوز احتلالها الإلحاقي سوريا التي صار رئيسها بشار الأسد يحاول الإفلات من هيمنة دولة الولي الفقيه ويلتحق بأمته العربية... التي عنوانها الفاعل حقاً في هذه المرحلة هو الرياض العاصمة التاريخية.
لكن ورغم كل هذه الجهود الخيرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية ومن يقف معها من العرب ويساندها، فإن إيران هذه، التي باتت أكثر خطراً وخطورة من إسرائيل على الأمة العربية من منها في شرق البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي ومن منها حتى في أفريقيا العربية وصولاً إلى الجزائر «العظيمة»... والمملكة المغربية، وهذه مسائل باتت واضحة ومعروفة... وحيث إنّ الإيرانيين باتوا يتجاوزون الشرق العربي كله وتصل تطلعاتهم الإلحاقية إلى تلك الفترة التاريخية التي وصل «جدودهم» فيها إلى أجزاء ومناطق من القارة الأفريقية. إنّ إيران هذه، وكما باتت تعلن وتدِّعي وتقول، إنّه حتى البحر الأحمر بشواطئه الشرقية والغربية وصولاً إلى باب المندب وبحر العرب قد أصبح بحراً إيرانياً، والخطير في هذا المجال وعلى هذا الصعيد أنّ هذا كله يُواجه ببعض الصمت العربي وكأنه لا وجود لذلك المثل العربي القديم جداً الذي يقول: لقد أكلت يوم أُكل الثور الأبيض... أو الأسود لا فرق!! وبالطبع وبكل تأكيد هو أنّ كل ما تقوم به المملكة العربية السعودية، ومعها دولة الإمارات، لحل الأزمة اليمنية «المستفحلة» حقاً وحقيقة هي جهود خيرة، لكن المشكلة أن القرار اليمني ليس في أيدي أبناء هذا الشعب الطيب وإنما، وهذا يجب أن يقال ويعلن، في اليد الإيرانية.
والمعروف هنا، ومن دون تسمية الأسماء المعنية، أنّ هناك فئات يمنية... وبعض الأطراف المذهبية المعروفة لا يمكن إلا أنْ تقوم، أولاً وأخيراً، كما يقال، بتعطيل كل هذه المحاولات الخيرة التي تمارسها الرياض، فالقرار في هذا المجال ليس في أيدي اليمنيين، بل في اليد الإيرانية التي تستند إلى بعض الأطراف المذهبية وإلى بعض التشكيلات الفئوية.
وهكذا ومع التأكيد والدعم للجهود الخيرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لإنهاء وحل الأزمة اليمنية المعقدة فعلاً، التي تقوم بها أيضاً دول عربية أخرى، فإنّ الواضح أن التعطيل في هذا المجال يأتي من إيران التي ترى أنها الأولى بالسيطرة على العالم العربي كله والتي هي في حقيقة الأمر باتت تتدخل تدخلاً إلحاقياً في العديد من الدول العربية القريبة والبعيدة، وهذه مسألة باتت واضحة ومعروفة ولا يمكن إنكارها... على الإطلاق!!
وهنا يجب التأكيد على أنّ المفاوضين اليمنيين هم من خيرة أهل اليمن الطيبين وأن توجهاتهم خيرة بالفعل ودوافعهم نبيلة وهنا وبالتأكيد أنهم يعرفون أكثر كثيراً من غيرهم أنّ حل «العقدة اليمنية» ليس سهلاً، وأنّ القرار بالنسبة لليمن في أيدي جهات وأطراف يمنية داخلية فاعلة، وأنّ هناك جهات لديها القوة الرئيسية في هذا البلد الذي أُبتلي سابقاً ولاحقاً وعلى مدى حقب التاريخ بالتدخلات الخارجية... ولأسباب هنا كثيرة ومتعددة... وإذْ إنّ هذا البلد يشكّل في حقيقة الأمر برج مراقبة يطل على العالم العربي بكل أقطاره ودوله البعيدة والقريبة. لقد كان «اليمن الجنوبي» بدولته القومية... الماركسية – اللينينية التي كانت تتكئ على بُعد قومي أساسه حركة القوميين العرب ومعها بعض التشكيلات القومية الأخرى... من بينها حزب البعث، يشكل مثابة سياسية حتى لليمن الشمالي لكنه بعد اندماجه بالشمال غاب نهائياً، وذلك مع أنّ بعض قادته التاريخيين قد حاولوا وهم لا يزالون يحاولون استعادة وجوده وإنعاشه مجدداً، لكن هذا من الواضح أنه لن يتم إطلاقاً، وأن الشعب اليمني لن يقبل به وعلى أساس أنّ اليمن «جغرافيا» واحدة وأنّه شعب واحد وأنه لا عودة إلى واقع كان يشكل انشقاقاً لا يمكن أن يقبل به اليمنيون... لا الجنوبيون وبالطبع ولا الشماليون.
وعليه وعودة إلى البداية فإنه لا بد من التأكيد على أنّ الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في هذا المجال هي جهود خيرة لكن المشكلة هي أنّ القرار اليمني حالياً هو قرار إيراني وبكل معنى الكلمة، وأنّ إيران هذه التي باتت تتدخل تدخلاً شائناً في الشؤون العربية لا يمكن أن تسمح حتى لسوريا بأن تخرج من قبضتها ولا يمكن أن تترك للرئيس بشار الأسد أن يحقق ما يريده... طالما أنه مكبل وعلى هذا النحو وطالما أنّ النفوذ الإيراني بات يسيطر على هذه المنطقة... ومن لبنان إلى البحر الأحمر... وباب المندب وبحر العرب!! ثم وفي النهاية... والواضح... لا بل والمؤكد أنه لا نهاية لهذا الأمر طالما أنّ إيران هي إيران، وطالما أنّ هناك كل هذا التمزق العربي الذي دأبت المملكة العربية السعودية على لملمته... فالإيرانيون، والمقصود هنا هو نظام خامنئي ونظام الولي الفقيه وليس الشعب الإيراني، يرتبطون بالعرب ويرتبط العرب بهم بأواصر تاريخية متعددة كثيرة من الواضح أنهم ذاهبون في توجههم هذا حتى النهاية... والنهاية هذه هي أن يستيقظ العرب على هذا الواقع المرعب وأن يكون ما تقوم به الرياض في هذا المجال «مثابة سياسية» وعسكرية وأمنية للعرب كلهم... واللهم فاشهد!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المثابة العربية» ما تقوم به السعودية «المثابة العربية» ما تقوم به السعودية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon