توقيت القاهرة المحلي 19:34:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما يغيب القانون وتملأ التهم الباطلة المعتقلات!

  مصر اليوم -

عندما يغيب القانون وتملأ التهم الباطلة المعتقلات

بقلم:صالح القلاب

في بريطانيا التي كانت قد سيطرت على العديد من أجزاء الكرة الأرضية، ومن دون دستور «ولا ما يحزنون»، تصل عقوبة عدم ارتداء حزام الأمان إلى غرامة مقدارها «500» جنيه إسترليني، وذلك في حين أنه حتى بعض كبار المسؤولين في بعض ديار الله العربية الواسعة لا يعرفون أن في وسائل نقلهم أحزمة يجب أن يشدوها على بطونهم.
في بريطانيا هذه ضُبط رئيس وزرائها، الهندي الأصل، ريشي سوناك وهو يستخدم الهاتف في سيارته، ولا يرتدي حزام الأمان فقامت الدنيا ولم تقعد في هذا البلد، فكيف يخالف رئيس الوزراء قانوناً بريطانياً، بل فضح نفسه وهو يصور مقطع فيديو له وهو لا يلبس حزام الأمان، وقد تم بث هذا على مواقع التواصل الاجتماعي، فبات حديث الشارع.
ثم إنه لم يشفع لرئيس الوزراء البريطاني هذا خروجه للاعتذار عن ارتكابه هذه «الكارثة»؛ أي عدم ارتداء حزام الأمان، وكان تبريره أنه كان يجلس بالكرسي الخلفي للسيارة، ولذلك فإنه قد اضطر لفكِّ حزام الأمان لتصوير مقطع فيديو يتحدث فيه عن آخر حزمة تمويل حكومية لرفع مستوى التجمعات السكانية في جميع أنحاء البلاد... وهكذا حيث بادرت الشرطة البريطانية بالتحقيق بالمخالفة، وفرضت على رئيس الوزراء الغرامة المذكورة آنفاً فقط لا غير!!
وبالطبع، فإنه يحق لنا التساؤل: هل يا تُرى يفعلها زعماء العالم الثالث ويرضخون لقانون سير يعاقب على عدم ارتداء الحزام، وهذا طبعاً إنْ كان هناك مثل هذا القانون الذي يحاسب حتى على أيّ مخالفة، وسواء أكانت كبيرة أم صغيرة.
وبالطبع، فإن صاحبنا هذا... رئيس الوزراء البريطاني، ذا الأصول الهندية والمليونير «من دار أبيه» كان قد عوقب أيضاً على مخالفة أخرى قبل أشهر، أي قبل انتخابه رئيساً وزعيماً لحزب المحافظين خلفاً لليز تراس، وذلك بعد أن تسرّب فيديو لاحتفال أقامه رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون وأعضاء حكومته في رأس السنة الجديدة، وذلك رغم الحظر الذي كان مفروضاً على التجمعات جراء انتشار وباء كورونا الذائع الصيت.
ولذلك فقد عوقب سوناك يومها هو وباقي أعضاء حكومة جونسون الراحلة بغرامة مقدارها 500 جنيه إسترليني؛ إذْ إنّ هذه البلاد لا كبير فيها إلا القوانين... ولا أحد فوق القانون حتى وإنْ كان رئيس دولة لم تغرب يوماً عن إمبراطوريتها الشمس.
وبالطبع، فإني لا أقصد أي حكومة عربية بالتحديد، لكن ما بقي سائداً هو أن بعض المسؤولين العرب لا يلتزمون دائماً باحترام الإشارات الضوئية، وبخاصة في دول الأنظمة التي تصرُّ على أنها «ثورية»، وأنه يحق لها ما لا يحقُّ لغيرها... وحقيقة أن هذه مسألة سارية ومعروفة، وبخاصة في فترات الانقلابات العسكرية.
كذلك، في بريطانيا وأيضاً في الدول التي لا تصرُّ على أنها ثورات يكون التعاطي فيها مع الأحزاب والقوى السياسية بالتقدير والاحترام. وبالمقابل، فإنّ هذه القوى تعرف حدودها، وتعرف أنه لا يجوز لها التجاوز على الرأي العام ولا القانون، ولو بمقدار قيد أنملة، وذلك في حين أن قوى الرأي العام تعرف عن حقٍّ وحقيقة، أنّ عليها أن تحترم شعوبها وألا تتطاول على القوانين والأنظمة، وبخاصة إذا كانت بالفعل قوانين وأنظمة!!
لكن، وخلال مرحلة الانقلابات في العالم الثالث والعربية التي أطلقت على نفسها مصطلح ثورات، فإنه قد اختلط فيها الحابل بالنابل، وهكذا فإنّ كل الانقلابات العسكرية قد سمِّيت ثورات.. وأنها من أجل المزيد من هذا فإنها قد رفعت شعاراتها الخادعة والمخادعة: «أمة عربية واحدة... ذات رسالة خالدة»!
وهكذا، فإنّ السجون والمعتقلات قد طفحت بالنزلاء الذين قد أُلصقت بهم تهمٌ كثيرة... مثل «الخونة» وأتباع العدو الصهيوني والمارقين... والرجعيين، وبالطبع فإنّ هناك من لا يعرف إلى أين رجع هؤلاء «الرجعيون»، وإلى أين تقدم رموز الانقلابات العسكرية... «التقدميون»... وحقيقةً أنّ الأمة العربية العظيمة قد أصبحت حائرة بين من هو التقدمي ومن هو «الرجعي»... فالظنُّ هو أن التقدمي هو من يتقدم إلى الأمام... وإلى أين؟ لا أحد يعرف! وأنّ الرجعي هو من يرجع إلى الخلف... وإلى أين؟... لا أحد يعرف!!
ولذلك، فإن هذه الأمة العظيمة قد دخلت في متاهات كثيرة، وأنّ من تمكن من القيام بانقلاب من دون عسكر ولا عسكريين قد رفع هو وجماعاته راية الثوار والثورة... فطفحت السجون والمعتقلات، وبلا قوانين ولا دستور، بنزلائها وغادر كثيرون أوطانهم وأصبحت الإعدامات ظاهرة عادية... وبات بعض الشرفاء يخرجون من بيوتهم بعدما يقبّلون صغارهم... ولا يعودون... وحيث إنّ تهم «عملاء» كانت جاهزة، والمقصود هو تهم العمالة للعدو الصهيوني قد كانت جاهزة ودائماً وأبداً وفي الليل والنهار... والعياذ بالله.
ثم يسأل البعض عن سر قوة بريطانيا وعظمتها... فيما يغرق الشرق والعالم الثالث في الضعف والهوان والتخلف... إنه باختصار احترام القانون وسيادته على الجميع، وإنه لا كبير ولا صغير عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يغيب القانون وتملأ التهم الباطلة المعتقلات عندما يغيب القانون وتملأ التهم الباطلة المعتقلات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon