توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشكلة إيران مع العرب... الخليج سيبقى عربياً!

  مصر اليوم -

مشكلة إيران مع العرب الخليج سيبقى عربياً

بقلم:صالح القلاب

لا يهمنا كعرب، وهذا باستثناء الذين عروبتهم غير مكتملة لا بل إنها مشروخة، أنْ يستقيل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من منصبه أو يتخلّى عنه فهذه مسألة لا تهمنا، أما ما يهمنا كثيراً هو أنْ يُستدعى السفير العراقي في طهران ليبلَغ رسمياً بالاحتجاج على إطلاق العراقيين تسمية «الخليج العربي»، فمشكلة الإيرانيين، أي هذا النظام الإيراني، أنه لا يعترف لا بالعرب ولا بالعروبة وأنه يواصل التمسك بتبعية منطقة الخليج العربي كلها لإيران... وبالشاهنشاية!
وبالطبع؛ فإنّ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ذاته كان قد استُدعي لاستجوابه في طهران، وأنه قد تعرض لانتقادات شديدة في المواقع والصحف الإيرانية الداخلية «الموجهة رسمياً» لحضوره مؤتمر «بغداد 2» على ساحل البحر الميت في الأردن قبل أسابيع، وقد رأى بعض المحللين أنّ هذه محاولة لحذف إيران من المعادلات الإقليمية وأيضاً تم انتقاد الدبلوماسية الإيرانية من عشرات السفراء الإيرانيين السابقين، على خلفية الموقف من الحرب الروسية - الأوكرانية وغيرها من قضايا، ووُجِّهت سهام النقد بصورة مباشرة إلى وزير الخارجية.
وتعليقاً على هذا كله، فإنّ السفير الإيراني الأسبق لدى بريطانيا جلال ساديتيان قد وصف أداء الحكومة الإيرانية الحالية في السياسة الخارجية بالضعف للغاية وأنه لا يوجد توازن في العلاقات الخارجية الإيرانية، وهذه مسألة واضحة ومعروفة وإلى حدّ أنّ هناك قناعة بأنه لا توجد سياسة إيرانية خارجية وأنّ طهران قد اعتمدت على العلاقات الصينية - الروسية.
والمهم في هذا كله، أنّ صحيفة «فرهيختكان» التي يرأس مجلس إدارتها علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لخامنئي، قد قالت إن تصرفات عبداللهيان تشكّل «مساراً مؤذياً ودليلاً على ضعف جدي في المجال الدبلوماسي الإيراني... وأن موقفه الجديد هذا لا يمكن أن يكون مقاربة دبلوماسية صحيحة لتأمين المصالح الوطنية الإيرانية».
وهنا، فإنّ الانتقادات والتشكيك في مؤهلات عبداللهيان في السياسة الخارجية قد عادت إلى الواجهة مجدداً، وهذا مع تصاعد ردود الأفعال الغاضبة في إيران على تسمية الخليج بـ«الخليج العربي» في بطولة «الخليج 25» الكروية، التي استضافها العراق الشقيق، وهذا ما دعا عبداللهيان إلى استدعاء السفير العراقي إلى وزارة الخارجية الإيرانية في طهران، وحيث قال في تصريح له بعد هذا اللقاء: «تم استدعاء السفير العراقي إلى الخارجية بعد استخدام السلطات العراقية مصطلحاً وهمياً بدلاً من الخليج الفارسي، وعكسنا للجانب العراقي حساسية الشعب الإيراني العظيم تجاه استخدام المصطلح الدقيق والكامل للخليج الفارسي».
وإنه من اللافت حقاً وحقيقةً كل هذه الضجة والعدائية الإيرانية تجاه العراق وتجاه تسمية الخليج العربي بـ«العربي» وعدّه أمراً عدائياً من الإيرانيين الذين يصرون على تسميته «الخليج الفارسي» رغم أنه كان وسيبقى خليجياً عربياً.
وقد انضم إلى «جوقة» الهجوم على العراق لإطلاق تسمية الخليج العربي على دورة «كأس خليجي 25» ما يسمى وزير الرياضة والشباب الإيراني حميد رضا سجادي، الذي استنكر هو الآخر ما قال إنه «تحريف اسم الخليج الفارسي»، واستخدام اسم مزيف من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
بينما ذهب الاتحاد الإيراني لكرة القدم إلى التلويح والتهديد بأنه بصدد رفع شكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) احتجاجاً على تسمية «خليجي 25» ببطولة الخليج العربي لكرة القدم، والتي شاركت فيها منتخبات 8 دول عربية، وهي: العراق، وسلطنة عمان، والسعودية، واليمن، والبحرين، والإمارات، والكويت، وقطر.
وهذا دفع صحيفة «شرق» إلى انتقاد الجهاز الدبلوماسي الإيراني، واتهمته بـ«الانفعال»، وقالت إن مباريات كرة القدم في البصرة مهّدت لطرح مزاعم معادية لإيران في العراق، ما أدى إلى مطالبة وزارة الخارجية الإيرانية باتخاذ موقف رسمي من تصريحات نُسبت إلى رئيس الوزراء العراقي ولمقتدى الصدر أيضاً.
بل لم يقف الأمر عند هذا الحد الاستعلائي من الإيرانيين تجاه كل ما هو عربي، حيث إن البرلمان الإيراني قام هو الآخر بمهاجمة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، على ذكرهما في تصريحات لهما مفردة الخليج العربي عند الحديث عن البطولة الكروية في البصرة.
إن المشكلة، حقاً وحقيقةً، أن هذه الحملة «العرمرمية» والشعواء على العراق لمجرد استخدام وصف الخليج العربي للخليج العربي حقاً وتاريخياً وواقعياً، يعكس ليس فقط النظرة الاستعلائية والمتكبرة ضد العرب والعروبة بل أيضاً حجم العداء الذي يكنّه ملالي إيران للدول العربية وللعرب أساساً، وأنه لا صحة ولا مصداقية أيضاً لكل ما يصرحون به من رغبة في إقامة علاقات طبيعية مع الجيران العرب... بينما هم، أي الإيرانيين، يسيطرون ويحتلون فعلاً دولاً عربية ويتحكمون فيها وفي إرادتها رغماً عن شعوبها.
حقيقةً لا يهمنا كعرب الانتقادات الداخلية الإيرانية للدبلوماسية الإيرانية ولوزير خارجيتهم حسين أمير عبداللهيان، وأن يستقيل هذا الأخير أو أن يتم التخلي عنه من نظامه، لكن ما يهم كل عربي باستثناء أولئك الذين عروبتهم مشروخة وغير مكتملة هو هذا الهجوم والاستعداء الجديد للعرب على تسمية الخليج بالعربي، وهو كذلك وسيبقى كذلك... رضي ملالي طهران أو لم يرضوا، فمشكلة هذا النظام العدواني هي مع العرب والعروبة ومع عقليته الاستعلائية على كل ما هو عربي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلة إيران مع العرب الخليج سيبقى عربياً مشكلة إيران مع العرب الخليج سيبقى عربياً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon