توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليمن وتاريخه العظيم وعرش بلقيس!

  مصر اليوم -

اليمن وتاريخه العظيم وعرش بلقيس

بقلم:صالح القلاب

المفترض أن يُدرَّس هذا لأبنائنا وأحفادنا، وهو بالطبع لم يدرَّس لنا، على أساس أنّ المناهج الدراسية التي كانت قد دُرِّست لنا لم يعرف الذين قد تولّوا هذا الأمر شيئاً فعلياً عن هذا البلد وتاريخه العظيم... وأذكر أنّ المعلم الوحيد في المدرسة الابتدائية، التي كانت هي المدرسة الوحيدة، كان يقف أمامنا وهو يهزُّ «خيزرانته» أمام عيوننا ووجوهنا، ويقول: «لقد قرْوشونا باليمن... شو يعني اليمن... شو فيها اليمن...». والقصد هنا بالطبع هو الجنوب!
وذلك في حين أنّ «عرش بلْقيس معبد أوام» وحده كان كافياً ليؤكد أن اليمن كان يمثل حضارة عظيمة بالفعل وأن هذه الحضارة كانت حضارة عربية في كل الأحوال، وأنّ اليمن كان ولا يزال، وهو سيبقى هو، اليمن السعيد... وهو الأمن، وهذا الشعب العظيم، الذي كان ولا يزال عنوان الحضارة العربية.
والمطلوب فعلاً أن يُعْطى تاريخ هذا البلد العظيم حقه، لأنّ هذا التاريخ هو تاريخ العرب كلهم... ومن يقول غير هذا فإنه لا يعرف حقائق الأمور... وذلك مع التقدير والاحترام للتاريخ العربي، إنْ في العراق وإن في سوريا وإن في فلسطين... وإن في مصر... وإن في المغرب العربي كله.
وهنا، فإن الشكر كل الشكر والتقدير للدكتور عبد الله التام، المعيد في قسم الآثار بجامعة إقليم سبأ في «مأرب» الذي أكد أن «عرش بلقيس» قد كان رمزا للسلطة الدينية وأيضاً للسلطة السياسية، وأنه قد كان والمفترض أنه سيبقى مزاراً عربياً تاريخياً... وأن تتعرف عليه أجيالنا الصاعدة.
والمشكلة هنا أنّ هذا كله لم تعرفه هذه الأجيال العربية الصاعدة... وأن أبناءنا وأحفادنا لا يعرفون... وهم لا يعرفون أن تاريخهم قد بدأ في هذا البلد العظيم... وأنه على الجامعات العربية أن تأخذ هذه المسألة بعين الاعتبار، وذلك لأن هذا التاريخ العظيم هو التاريخ الحقيقي والفعلي للعرب كلهم... من المحيط إلى الخليج كما يقال.
والمحزن فعلاً في هذا المجال هو أن هذا التاريخ قد أصبح منسياً وأنّ الأجيال الصاعدة لا تعرف عنه شيئا، وهذا مع أنه لا تزال هناك مواسم زيارات بالنسبة للذين لا تزال أفئدتهم تهوى منبت الأجداد وأجداد الأجداد!
وهنا وحتى لا نغمط اليمنيين حقوقهم، فإن هذا الشعب اليمني حتى أجياله الصاعدة لا تزال قلوب أبنائه متعلقة بالمنابت، وبحسب ما جاء في بعض المدوّنات والصحف والمجلات العربية، فإن هناك مواسم يمنية للعودة إلى الأصول... وهذه مسألةٌ في غاية الأهمية، ولم يستطع الذين قد استعمروا الجنوب اليمني أن ينتزعوا هذا الوجدان من قلوب اليمنيين... أبناء الجنوب وأبناء الشمال على حدٍ سواء.
أنا أعرف أن هناك مؤسسات ومطبوعات عربية تولي هذا الأمر أهمية حقيقية، وأنه رغم كل هذه الانشغالات المستجدة... ورغم أنّ العرب باتوا ينشغلون بأمور كثيرة، فإن الوجدان العربي بصورة عامة لا يزال يعطي هذه المسألة أهمية خاصة وفعلية.
وحقيقة، وحتى لا نغمط كثيرين حقوقهم، فإنه لا بد من التأكيد على أن هناك اهتماماً فعلياً بهذه المسألة المهمة جداً، وأن لجنة التراث العالمي في اجتماع استثنائي في باريس برئاسة المملكة العربية السعودية قد وضعت: «آثار مملكة سبأ» وخاصة في مأرب، على قائمة المواقع المعرضة للأخطار... أولا: نظراً لما تتعرض له هذه البلاد وما كانت قد تعرضت له في فترات سابقة من هزات وزعزعات كثيرة... جعلت الانشغالات تتجه إلى قضايا أخرى كثيرة ومتعددة.
وهكذا، فإنه لا تجوز «المزايدة» على الأشقاء اليمنيين الذين يقول وجدانهم الوطني: «لا بد من صنعاء وإن طال السفر»، والمؤكد أنّ هذه الحقيقة يعرفها العرب كلهم، ويعرفون أنّ وجدان اليمنيين بصورة عامة لا يزال في اليمن الذي يريدونه موحداً وسعيداً، وحقيقةً، هذه مسألة لا خلاف عليها... وإن أبناء الشعب اليمني يلتقون دائماً وأبداً عند هذه الحقيقة التاريخية.
والمؤكد أنّ أبناء الشعب اليمني، أبناء الجنوب وأبناء الشمال، يلتقون دائماً عند التزام وطني واحد، عنوانه: «لا بد من صنعاء وإن طال السفر». وحقيقةً، فإنه قد أصبح هناك اهتمام معروف وملموس من قبل أبناء الشعب اليمني أولاً بوحدة اليمن كله، الجنوب والشمال وعلى حد سواء، وهناك تأكيد، لا مزايدة عليه، على أنّ التراث اليمني قد أصبح موضع اهتمام ومتابعة من قبل اليمنيين كلهم ومن قبل هيئات دولية كثيرة. وقد أكد وزير الإعلام اليمني النشط والمتابع أنه قد جرت دعوة مجموعة من الخبراء لدراسة وضعية المواقع الأثرية اليمنية، والحفاظ عليها، وذلك لأنها تراثٌ عالمي في غاية الأهمية.
ولذلك؛ فإن ما يعزز هذا كله أنه قد بات هناك اهتمام، من قبل الشعب اليمني كله ومن قبل كل المسؤولين اليمنيين، وأيضاً من قبل هيئات كثيرة في هذا البلد، بتاريخه الذي أصبح تاريخاً حضارياً كونياً؛ ولذلك فإنه بالفعل قد أصبح هناك اهتمام فعلي بهذا التراث العظيم في العالم بأسره... وفي أربع رياح الكرة الأرضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليمن وتاريخه العظيم وعرش بلقيس اليمن وتاريخه العظيم وعرش بلقيس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon