توقيت القاهرة المحلي 21:02:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران «الخمينية» وترك مواجهاتها للشعب الإيراني!

  مصر اليوم -

إيران «الخمينية» وترك مواجهاتها للشعب الإيراني

بقلم : صالح القلاب

حتى لو بقي الإيرانيون ينكرون أي علاقة لهم بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ويرسلون قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني إلى بغداد بحجة التضامن مع العراق، وذلك في حين أن أغلب الظن لا بل المؤكد أن إرسال مسؤول على هذا المستوى من المسؤولية لا يمكن أن يكون في مهمة تضامنية مع كبار المسؤولين العراقيين وإنما للتأكد من الخطأ الذي ارتُكب لتفشل ثلاث طائرات متفجرة مسيرة في تنفيذها... وتنفيذ غيرها طالما أن هناك قراراً إيرانياً بالتخلص من كل الذين يرفضون ويقاومون السيطرة الإيرانية على بلاد الرافدين!!
إن إيران هذه لا تسيطر الآن على العراق وحده وإنما على خمس دول عربية أخرى من بينها سوريا ولبنان واليمن، إن ليس كله، والواضح أن هذا الزحف الإيراني لن يتوقف وأنه سيتواصل حيث إن هناك صمتاً تجاهه من قبل البعض اللهم باستثناء المملكة العربية السعودية ومعها بعض «دولنا» الأخرى التي هي «قومية» قولاً وفعلاً!!
إنه غير معقول أن تترك إيران هذه التي ترى أن من حقها أن تسيطر على هذه المنطقة وصولاً حتى إلى بعض الدول العربية الأفريقية لتستهدف هذا الوطني العراقي الطيب، رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، الذي تخشى من أن يبقى كخنجر في الخاصرة الإيرانية وهكذا فإنها لن تتردد في أن تتخلص منه، وهذا أنه لن يكتفي من الغنيمة بالإياب وأنه لن يضع رأسه بين الرؤوس ويقول يا قطاع الرؤوس ويتحول إلى أداة إيرانية مثله مثل كثيرين من الذين باتوا لا يحلقون لحاهم ليس لقناعة منهم ولكن لتجنب شر المدعو إسماعيل قاآني الذي من الواضح أنه ومعه كثيرون غيره باتوا يحلمون باستعادة أمجاد فارس القديمة!!
وهنا فربما أن بعض العرب الذين يضعون في هذا المجال «رجلاً في الفلاحة ورجلاً في البور»، كما يقال «قد يقولون ويتساءلون: «وما لكم وإيران» وهي دولة متداخلة معنا ومجاورة للعرب على مدى حقب التاريخ القريب والبعيد.. وحقيقة أن هذا صحيح لو أن إيران، التي هي دولة الولي الفقيه، قد اتبعت مواقف وسياسات الشاه رضا بهلوي ومن هم قبله على الأقل ولو أنها لم تحول الإسلام وتحول المسلمين إلى معسكرين مذهبيين: «معسكر سني ومعسكر شيعي» وهذا في حقيقة الأمر لم يحدث إلا في بعض اللحظات المريضة وفي فترات سيئة ومرتبكة من التاريخ.
لقد كان على هؤلاء أن يدركوا ويعرفوا أن المستفيد من شطر المسلمين وعلى هذا النحو إلى معسكرين متقابلين هو: «العدو الصهيوني» وهو الدولة الإسرائيلية التي باتت فعلياً وعملياً تحتل فلسطين كلها ومن ضمنها وبالطبع «القدس الشريف»، أي المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة أيضاً ومسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتي تحتل هضبة الجولان السورية وباتت تسرح وتمرح في هذه المنطقة العربية كلها ومعها تركيا التي أصبحت تتغلغل في سوريا وتعتبر أن شرق البحر الأبيض المتوسط بحيرة عثمانية والتي تمادت كثيراً في التدخل في ليبيا هذه الدولة العربية التي كان عنوانها ولا يزال هو المجاهد الكبير عمر المختار.
كان الاعتقاد أن آية الله الخميني، الذي كان قد عاد من «نوفل لوشاتو» بطائرة فرنسية في فبراير (شباط) 1979 سيرفع راية «الجهاد» لتحرير القدس الشريف ومعها هضبة الجولان ذات الموقع الاستراتيجي المهم والمطلة على بحيرة طبرية التاريخية من جهة الشرق... وهذا هو ما جعل بعض الدول العربية المعنية إلى «دفع» ياسر عرفات للذهاب مسرعاً إلى طهران وإن المعروف أنه قد اكتفى من الغنيمة بالإياب وعاد بطائرة إماراتية وأنه قد نقل إلى العرب المعنيين: «ما لا يسر الصديق ولا يغيظ العدا»!!
وعليه فإن أول ما فعلته إيران الخمينية والخامنئية بعد ذلك هو أنها قد بادرت إلى شرخ المسلمين إلى كتلتين متواجهتين ومتصادمتين؛ كتلة «شيعية» وكتلة «سنية»، وحقيقة أنها ورغم وقوف تيار من أبناء هذه الطائفة الأخيرة ضدها إلا أنها قد تمكنت من تحقيق كل هذا الذي حققته وحيث إنه قد أصبحت هناك كتلة ليست مذهبية وإنما قبل هذا «سياسية» تضم، كما يتردد ويقال، ست دول عربية هي وللأسف العراق، عراق هارون الرشيد، وسوريا، قلب العروبة النابض، وأيضاً لبنان الذي باتت تسيطر عليه إيران من خلال ميليشيا حسن نصر الله التي هي في حقيقة الأمر قوات إيرانية «قلباً وقالباً»، كما يقال وأن هذا الذي يعتبر أنه قائدها قد قال إن عددها هو مائة ألف من المقاتلين.
والمعروف هنا هو أنه ولأول مرة في التاريخ، البعيد والقريب، التي ينقسم فيها المسلمون على هذا النحو وعلى هذا الأساس وذلك رغم انقساماتهم السياسية الكثيرة وأن تصبح بغداد العباسية وأيضاً ودمشق الأموية تابعتين إلى إيران مما يعني أننا سنكون بانتظار صراع تاريخي طويل وذلك إن لم تنتصر القوى الخيرة ومن بينها منظمة «مجاهدين خلق الإيرانية».
ولعل ما يجب التأكيد عليه في هذا المجال هو ضرورة عدم استدراج بعض الدول العربية إلى مواجهة عسكرية مع إيران، فهذه مسألة أكثر من ينتظرها هو إسرائيل، والبديل هنا هو هذه المعارضة الإيرانية الممثلة بـ«مجاهدين خلق» وهو الشعب الإيراني المكافح حقاً، وحقيقة أنه لم يعد يحتمل هذه الطغمة المستبدة التي أعادت هذا البلد العظيم إلى سنوات سابقة وإلى أسوأ مما كانت عليه الأمور في بعض الحقب التاريخية السيئة والرديئة.
وكذلك ومرة أخرى فإن المطلوب هو تجنب أي مواجهة عسكرية عربية مع إيران وترك هذه المهمة للشعب الإيراني بكل ملله ونحله ودعم قوى المعارضة الإيرانية وتنظيماتها وفي مقدمتها «مجاهدين خلق» وأنه إذا كان «لا بد مما لا بد منه» فيجب ترك هذه المسألة للأشقاء العراقيين وفي مقدمتهم الأشقاء «الشيعة» ومعهم إذا كان هذا بالإمكان الأكراد بقيادة مسعود البارزاني الذين كانوا وما زالوا يذوقون الأمرين على أيدي فرق وأتباع إيران «التوسعية» الخمينية... والخامنئية!!
ثم وفي النهاية فإنه يجب تجنب أي مواجهة عسكرية بين إيران «الخمينية» و«الخامنئية» وأي من الدول العربية وترك هذه المهمة المقدسة فعلاً إلى الشعب الإيراني وتنظيماته المسلحة التي، وكما تمت الإشارة إليه، في مقدمتها منظمة مجاهدين خلق الإيرانية بقيادة المجاهدة حقاً مريم رجوي التي هي تقدم بالفعل مثالاً للمرأة الإيرانية... ثم إن ما تجب الإشارة إليه مجدداً ومرة أخرى هو أن هذا البلد قد كان ولفترة طويلة جزءاً من الدولة الإسلامية «العربية» وأن ما يجمع العرب بها أكثر كثيراً مما يبعدهم عنها.. وهكذا وعندما تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل أن تبتلى بما استجد بعد عام 1979 فإن مرحلة عظيمة ستكون بانتظار هذه المنطقة الاستراتيجية التي سيكون لها دورها الحضاري في العالم كله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران «الخمينية» وترك مواجهاتها للشعب الإيراني إيران «الخمينية» وترك مواجهاتها للشعب الإيراني



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon