توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بين هتلر ونتنياهو... وألمانيا النازية وإسرائيل!

  مصر اليوم -

ما بين هتلر ونتنياهو وألمانيا النازية وإسرائيل

بقلم : صالح القلاب

ليس جديداً ألا تكون هناك قضية واحدة فقط، بل قضايا كثيرة ومتعددة، وهذا بعدما سيطر العثمانيون على هذه المنطقة، وقبلهم «الصليبيون» وكل الغزاة الذين كانوا قد اجتاحوا هذه البلاد أو مرّوا بها، وبالطبع آخر المآسي هي الاحتلال البريطاني الذي هو مَن جاء باليهود الذين أصبحوا صهاينة، وأقام لهم دولة في فلسطين باتت تحتل كل هذا الذي تحتله... حتى باتت تضع يدها على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف، وتتمدد في الضفة الغربية كلها... وترفض في عهد بنيامين نتنياهو الاعتراف للشعب الفلسطيني بأي حقوق فعلية فيما احتل من أرضه عام 1967.

لقد كانت البدايات في هذا كله أن ذلك الديكتاتور المجرم أدولف هتلر كان قبل هزيمته التاريخية وانهيار ألمانيا النازية ينوي إبادة يهود بلاده، ومن تصل يده إليهم في بعض الدول الأوروبية. ومن دفع ثمنه في حقيقة الأمر هو الشعب الفلسطيني الذي أقام البريطانيون في وطنه فلسطين هذه الدولة الإسرائيلية التي بات أحد قادتها بنيامين نتنياهو الذي يتفجر دموية وعنصرية.

والسؤال الذي يتردد منذ سنوات طويلة هو؛ ما ذنب الشعب الفلسطيني حتى يدفع هذا الثمن الذي دفعه؟! ولماذا لم تُعِد بريطانيا العظمى اليهود الذين كان من الممكن أن تتم إبادتهم على أيدي النازيين إلى بلادهم بعد هزيمة أدولف هتلر وانهيار الدولة النازية؟!

لقد كانت بريطانيا قبل «انكماشها» على هذا النحو «الإمبراطورية» الأكثر نفوذاً في العالم كله، وكان بإمكانها إعادة اليهود إلى وطنهم الألماني بعد هزيمة أدولف هتلر وانهيار الدولة النازية، وحقيقة أن بريطانيا تلك المرحلة، التي باتت متقدمة جداً، قد ارتكبت خطيئة تاريخية عندما «لملمت» اليهود من الغرب الأوروبي ومن كل بقاع الدنيا وأقامت لهم هذه الدولة الصهيونية التي هي فعلياً وعملياً باتت تحتل فلسطين كلها، من البحر إلى النهر، وفوقها هضبة الجولان السورية، حتى مشارف دمشق... العاصمة الأموية!

وهنا بالطبع، قد لا تجوز محاكمة أحداث بأثر رجعي؛ إذ إنه من غير الممكن الآن إعادة اليهود إلى ألمانيا وإلى البلدان التي «استجلبوا» منها، سواء في عهد الإمبراطورية البريطانية، أو بعد ذلك... لكن يبقى أنه من حق الفلسطينيين الذين باتوا مشتتين في جميع ربوع الأرض أن يعودوا على الأقل إلى ما احتل من وطنهم في عام 1967، وأن تكون لهم دولتهم المنشودة، وعاصمتها القدس الشرقية، المقابلة للقدس الغربية، التي بات هناك اعتراف عربي وفلسطيني بأنها عاصمة الدولة الإسرائيلية!

والمعروف أن اليهود، قبل أن تكون هناك هذه الحركة الصهيونية، وقبل أن يدفع الشعب الفلسطيني ثمن جرائم أدولف هتلر وبطشه الدموي بيهود ألمانيا، ومن دون أي ذنب ارتكبوه، وقبل أن تجود بريطانيا العظمى بما لا تملكه وتقيم في فلسطين دولة «صهيونية» على حساب أهلها التاريخيين، لم يكونوا غرباء، وبخاصة في الديار العربية التاريخية... وأنهم كانوا مثل غيرهم جزءاً أساسياً من أهل هذه المنطقة... حيث «الدين لله والوطن للجميع».

ثم إنه قبل أن يكون هناك أدولف هتلر، وقبل أن تكون هناك ألمانيا النازية، كان وجود اليهود في هذه المدن الكبرى التاريخية التي أصبحت عواصم عربية كوجود المسلمين والمسيحيين، وكان بعضهم قد انخرطوا في الحركات القومية التي كانت قد تصدت لكل الغزاة الذين كانوا قد استهدفوا ما أصبح يسمى «الوطن العربي»، وحقيقة أن هذا قد حصل في دمشق وفي بغداد وأيضاً في القاهرة... وكثير من باقي الحواضر العربية، في مشرق ما أصبح يوصف بأنه الوطن العربي... وفي مغربه.

وهكذا، فإنّ يهود ذلك الزمان الذي بات غابراً كانوا عملياً وفعلياً يهوداً عرباً وكانوا جزءاً من قبائل ذلك الزمان العربية وكان بينهم «فحول» الشعراء وقادة القبائل، مثلهم مثل المسلمين، بعد بزوغ الشمس الإسلامية، وأيضاً مثل مسيحيي هذا الوطن العربي... الذين كانت أدوارهم رئيسية في هذه المنطقة العربية... وحقيقة، أن هذه الأدوار لا تزال مستمرة ومتواصلة حتى الآن... والمعروف أن كثيراً من رموزهم كانوا وما زالوا رواد التنظيمات والحركات القومية العربية، مثل الدكتور جورج حبش وميشيل عفلق... وغيرهما.

لا يمكن الآن اقتلاع اليهود الذين كان البريطانيون قد جاءوا بهم من ألمانيا ومن كل حدب وصوب إلى فلسطين، التي هي الوطن التاريخي للشعب الفلسطيني، وأقاموا لهم هذه الدولة التي باتت تحتل وتهيمن على كل وطن الفلسطينيين وعلى أجزاء من سوريا... وتتطلع إلى مزيد من هذا التمدد في هذه المنطقة، وباتت هناك سفارات إسرائيلية في كثير من الدول العربية، وباتت هناك سفارات عربية في إسرائيل.

ولذلك؛ وما دام أنه قد أصبحت هناك هذه المستجدات كلها، وأصبح هناك تعامل مع الإسرائيليين في هذه المنطقة، على أساس أنهم جزء منها، فإنه على قوى الشعب الإسرائيلي المؤثرة والفاعلة أن تضع حداً لكل هذا الذي يفعله كل من على شاكلة بنيامين نتنياهو ومَن هم معه وأن تستبدل بمجموعته «العنصرية» من لديهم الاستعداد لتحويل إسرائيل، بحدود ما قبل عام 1967، إلى إحدى دول هذه المنطقة، على أن تكون هناك دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب الدولة الإسرائيلية.

وهكذا، فإنه يجب أن يدرك «العقلاء» الإسرائيليون أن حركة التاريخ لا يمكن أن تبقى تسير في اتجاه واحد، وأنّ هذه المنطقة التي بقيت مسرحاً للمواجهات التاريخية لا يمكن أن تستقر وتهدأ ما لم تتوقف إسرائيل عن تطلعاتها التمددية هذه، وما لم تعترف للشعب الفلسطيني بحقه في أن تكون له دولته الوطنية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بين هتلر ونتنياهو وألمانيا النازية وإسرائيل ما بين هتلر ونتنياهو وألمانيا النازية وإسرائيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon