توقيت القاهرة المحلي 11:08:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب وإيران... وضرورة الاصطفاف إلى جانب السعودية

  مصر اليوم -

العرب وإيران وضرورة الاصطفاف إلى جانب السعودية

بقلم:صالح القلاب

ما تقوم به إيران هو بمثابة حرب «مكشوفة» ضد العرب والأمة العربية، وإلا فما معنى أن تتدخل هذا التدخل كله «عملياً» في أمور العرب كلها، وأن تبادر إلى فرز مبكر مذهبي وطائفي؛ وعلى أساس مرجعية الولي الفقيه الذي هو ليس رئيس دولة؛ وإنما «مرشد عام» تعدّ توجهاته وقراراته ملزمة للشيعة كلهم ليس في هذه المنطقة فقط؛ وإنما في العالم بأسره... وحتى في أفغانستان وفي الشرق والغرب وكل مكان؟!
وهذا من الواضح والمؤكد أنه قد جاء بوشصفه تمزيقاً مذهبياً وطائفياً للعالم العربي وللأمة العربية، حيث إن إيران قد باتت تسيطر وتهيمن حتى على العراق وسوريا؛ الدولتين اللتين كانتا قوميتين وبعثيتين، وإنها الآن غدت تُلْحِقُ بالولي الفقيه في طهران إلحاقاً مذهبياً كلَ العرب الذين باتت «تحتل» دولهم. وحقيقة؛ فإن الحديث في هذا المجال يطول كثيراً ولا نهاية له في المدى المنظور وفي الفترات البعيدة الطويلة.
كان العرب الطيبون قد انفتحوا، كما هو معروف، على نظام بشار الأسد، وعلى اعتبار أن سوريا هي قلب العروبة النابض، وأنه لا يجوز تركها للذين باتوا «يتناهشونها»، وهذا بالطبع ينطبق على العراق؛ بلاد الرافدين، لكن هذا «الانفتاح» ما لبث أن اصطدم بحقائق الأمور، حيث إن التدخل الإيراني المذهبي السافر قد انكشف على حقيقته، وإن دولة الولي الفقيه باتت تحتل احتلالاً واضحاً ومكشوفاً بلدين عربيين رئيسيين؛ وحيث إن القرارات في هذين البلدين باتت ليست لأهلهما؛ وإنما لـ«آية الله العظمى» الذي باتت الولاية الحقيقية والفعلية له في العديد من الدول العربية.
والمشكلة هنا هي أن دولة عربية كسوريا؛ القطر العربي السوري، ومثلها العراق بلاد الرافدين، قد أصبحت ولاية مذهبية إيرانية، وأن المفترض أن هذا الذي جرى في الأيام الأخيرة قد قطع الطريق القومية والعربية على الذين حاولوا احتضان نظام بشار الأسد؛ هذا الذي؛ حتى بعدما حدث كل هذا الذي حدث مؤخراً، لا يزال يرفع فوق جبل قاسيون شعار «أمة عربية واحدة... ذات رسالة خالدة».
ولعل الموجع حقاً والمثير لتساؤلات كثيرة هو أن إسرائيل قد بادرت لإلحاق هضبة الجولان السورية بها؛ ومن مشارف دمشق في الشرق وحتى شواطئ بحيرة طبريا في الغرب، ومن دون أن يحرك نظام بشار الأسد ساكناً، ومع الأخذ في عين الاعتبار أن بعض الانفتاح العربي على هذا النظام قد دفع بالرئيس السوري إلى بعض «الهمهمات» الخافتة التي لم تهز حتى شعرة واحدة في رأس بنيامين نتنياهو ولا في رؤوس الذين باتوا يحكمون دولة العدو الصهيوني.
وعليه؛ فإنه عندما تسكت دولة الولي الفقيه عن هذا الاحتلال الإسرائيلي الإلحاقي لهضبة الجولان السورية؛ ومن مشارف دمشق حتى شواطئ بحيرة طبريا، وعندما يغمض «آية الله العظمى» عينيه عن هذا كله؛ فإنه يعني أن هناك تبادل منافع سياسية بين الإسرائيليين إيران «الخامنئية» التي دأبت على ملء هذه المنطقة ضجيجاً بأنها ستقذف بالأعداء الصهاينة في مياه البحر الميت وفي مياه بحيرة طبريا... والبحر الأبيض المتوسط.
وهكذا؛ فإن ما بات مؤكداً وواضحاً هو أن هناك تفاهماً بين إسرائيل ودولة الولي الفقيه، وأنه مقابل سكوت الإسرائيليين عن كل هذا التدخل الإيراني السافر في شؤون العرب، وعن سيطرة إيران «الخامنئية» على كل هذه الدول العربية التي باتت تسيطر عليها، فإن هناك كل هذا الصمت الإيراني عن تمدد إسرائيل الدبلوماسي وغير الدبلوماسي في هذه المنطقة التي من المفترض أنها كانت ولا تزال تشكل مجالاً حيوياً لإيران الشاهنشاهية وقبل وبعد ذلك... وحتى الآن... والبعض يقول: وحتى يوم القيامة.
إنه ما كان من الممكن أن تصمت الإيران عن ضم إسرائيل لهضبة الجولان السورية لو لم يكن هناك تفاهم على ألا يحرك الإسرائيليون ساكناً إزاء «توغل» دولة الولي الفقيه في هذه الدول العربية التي باتت تتوغل فيها، وهذا قد ثبت وبكل وضوح خلال الأيام الأخيرة؛ حيث إن التدخل الإيراني في سوريا قد تجاوز الحدود كلها، وإن هذا كله قد جرى من دون أن يحرك بشار الأسد ساكناً ومن دون أي ردود اعتراضية من قبل العديد من دول الصخب والضجيج القومي.
وإن هذا من المفترض أنه يعني أن نظام بشار الأسد قد خرج من هذه المعادلة الشرق أوسطية نهائياً، وأنه عندما يكون كل هذا الصمت المريب إزاء ما تقوم به إيران من تدخل سافر في شؤون سوريا وفي شؤون دول عربية أخرى، فإن هذا يعني أن هناك تفاهماً إيرانياً - إسرائيلياً على كل هذا الذي يجري في هذه المنطقة... وإلا؛ فما معنى أن يصمت الإسرائيليون هذا الصمت كله عن أن تصبح لـ«حزب الله» (اللبناني)!! قوة قوامها أكثر من 90 ألف مقاتل يتبعون الولي الفقيه في طهران؟
وهذا يعني أنه لا بد من إعادة النظر في الأوضاع العربية الراهنة، وأنه يجب أن يكون هناك اصطفاف عربي فعلي وجدي إلى جانب المملكة العربية السعودية وهي تقوم عملياً وفعلياً بمواجهة هذه التحديات كلها، والمفترض أن يكون هناك إدراك أن هذه المواجهة المحتدمة في اليمن ليست عملياً وفعلياً مع «الحوثيين»؛ وإنما مع إيران التي باتت تتطلع إلى ما وراء البحر الأحمر وإلى مضيق باب المندب وإلى بحر العرب... وهذا يعني أن دولة الولي الفقيه باتت دولة محتلة... وهنا؛ فإن هناك من يقول إن مثلها مثل العدو الصهيوني... إسرائيل... والله أعلم!! والتي تحاول أن يكون لها وجود فاعل في بعض الدول العربية الأفريقية.
ولذلك، ومرة أخرى، فإنه يجب أن يكون هناك اصطفاف عربي فعلي، ولو بالحدود الدنيا، خلف المملكة العربية السعودية، فأوضاع هذه المنطقة ليست مريحة على الإطلاق... والاختراق الإيراني لهذه المنطقة العربية قد تجاوز الحدود كلها... وهذا يعني أنه يجب أن يتذكر العرب «الساهون... واللاهون» ذلك المثل العربي القديم القائل: «أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض»!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب وإيران وضرورة الاصطفاف إلى جانب السعودية العرب وإيران وضرورة الاصطفاف إلى جانب السعودية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon