توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يد الفلسطينيين أعلى من يد الإسرائيليين

  مصر اليوم -

يد الفلسطينيين أعلى من يد الإسرائيليين

بقلم:صالح القلاب

لا بد لموازين القوة أن تتغير، ويمكن القول، وبكل تأكيد، إن يد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) قد أصبحت هي العليا، وأن يد أكبر مسؤول إسرائيلي قد أصبحت هي الدنيا، وأنه وعلى عكس ما كانت عليه الأوضاع في فترة سابقة فإنّ الإسرائيليين، رغم كل ما يبدونه اليوم من جبروت وتطرف، هم من باتوا يستجدون القربى والتقارب من الفلسطينيين والعرب، فحركة التاريخ لم تعد على ما كانت عليه، والأمور قد تغيرت كثيراً، وواقع اليوم لم يعد هو واقع الأمس القريب، والمعروف أن حركة اليوم هي غير حركة الأمس، وأنّ أي لحظة تاريخية هي غير اللحظة التي سبقتها!
لقد كان الفلسطينيون يطرقون باب «المندب» ليجدوا إسرائيليين يطبِّعون معهم، ويتفاوضون معهم لإحلال السلام الحقيقي... والعادل أيضاً... ولم يكونوا يجدون مثل هؤلاء الإسرائيليين، لكن هذه الأمور ما لبثت أن انقلبت رأساً على عقب، وأصبح الإسرائيليون هم من يبحثون عن فلسطينيين يقبلون بالتطبيع معهم... فبعد أن كان تم رفع شعار: «المصالحة»، وأن محمود عباس (أبو مازن) قد بات يبدي استعداداً للقاء بنيامين نتنياهو وفي أي مكان يريده، أصبح نتنياهو هو من يبدي استعداده للقاء والتقاء أبو مازن في أي مكان يريده... وفي الليل أو النهار.
والمؤكد هنا هو أنّ الأمور في هذا المجال قد طرأت عليها متغيرات متعددة وكثيرة، وأن أيدي الإسرائيليين، قد أصبحت هي الدنيا، وأن يد الشعب الفلسطيني قد تحولت إلى اليد العليا، فصمود الشعب الفلسطيني وكفاحه متواصلان؛ دفاعاً عن أرضه وحقوقه، وإسرائيل تغرق بمتطرفيها وانقساماتها، وهكذا فإنه عندما يقول ويعلن نتنياهو أنه على استعداد للقاء الرئيس محمود عباس في أي مكان يريده، فإن هذا يعني بالفعل أن المعادلات قد تغيرت، وأن أيدي الفلسطينيين قد أصبحت هي العليا وأن أيدي الإسرائيليين قد أصبحت هي الدنيا... وأن الحركة الصهيونية قد أصبحت حركة مرفوضة حتى لدى غالبية أبناء الشعب اليهودي.
وعليه، فإن «الصهاينة»، الذين يزدادون تطرفاً ويمينية في المجتمع الإسرائيلي اليوم، قد باتوا يشعرون بأنهم قد أصبحوا مرفوضين من قبل العالم كله، وأنهم لم يعودوا مقبولين حتى من أنفسهم، وهذا ما يجعل نتنياهو يبدي استعداده للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أي مكان يريد... فَيدُ صاحب الحق قد أصبحت هي العليا... ويد الظالم والمحتل قد تحولت لأن تكون هي الدنيا.
ولذلك، وعلى الرغم من حجم الإجرام الذي تمارسه وتقترفه حكومة اليمين الصهيوني المتطرفة هذه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وهي حكومة باتت تضم عتاة التطرف وتحاول أن تجر نتنياهو وراءها في تفجير المنطقة كلها، فإن يد الشعب الفلسطيني هي الأعلى بالفعل، حيث بات هذا الشعب العظيم هو من يمسك بالأوضاع كلها، رغم ما يعانيه من جرائم يقاومها بصدوره العارية وبقوة الحق، وأن إسرائيل قد تحولت إلى دولة ضعيفة بائسة منقسمة تأكلها الخلافات الداخلية، ولن يطول الزمن حتى تستجدي التفاهم مع الشعب الفلسطيني، وبأي شروط يريدها... ويقيناً فإنّ هذه هي مسيرة التاريخ الفعلية والحقيقية... وهذا وإن طال الزمان أم قصر!!
وعليه، فإنه على المحتلين الصهاينة أن يدركوا ويعرفوا أنّ حركة التاريخ ليست لمصلحتهم، وأن محتلين كثراً قد مرّوا بفلسطين لكنهم ما لبثوا أن غادروها مهزومين مدحورين وهم لا ينظرون وراءهم... ولذلك فإنّه على من لا يريد من «الصهاينة» أن يتعايش مع الشعب الفلسطيني... فإن عليه أن يغادر من حيث جاء، وأن دنيا الله واسعة جداً في هذا المجال.
لم يكن هناك أبداً تفكير فلسطيني أو عربي بترحيل من جاء من اليهود «المسالمين» إلى فلسطين، فهؤلاء قد كانوا موجودين في الوطن العربي كله، وكانوا يُعامَلون وكأنهم أبناء وطن، ومثلهم مثل العرب، ومثل كل من جاء وافداً ولاجئاً من أربع رياح الكرة الأرضية القريبة والبعيدة.
لقد كان الوطن العربي في السابق وفي اللاحق يستقبل كل وافد من ديار الكرة الأرضية القريبة والبعيدة، وهذا ينطبق على أقطار الوطن العربي كلها... لكن ما جعل الأمور تنتهي إلى هذا الصراع في فلسطين الذي قد بات محتدماً هو أن الإسرائيليين قد جاءوا إلى هذه البلاد «فلسطين» ليسوا مجرد وافدين وفقط... لا بل قد جاءوا إليها محتلين أرادوا رمي الشعب الفلسطيني وراء حدود بلادهم.
وهكذا، فإنّ اليهود الصهاينة قد جاءوا إلى فلسطين، وطن الشعب الفلسطيني، وأحد أقطار الأمة العربية، غزاةً محتلين، وهذا هو واقع الحال الآن، حيث إنّ ما يريدونه ويسعون إليه الآن هو ابتلاع فلسطين كلها، ومن البحر إلى النهر، وحقيقة أنّ الصهاينة هم من نظروا إلى الوطن العربي كله نظرة المحتل والمُستعمر.
وعليه، فإنه لا سبيل لأيّ تفاهم مع صهاينة يصرون على احتلال ونفي الشعب الفلسطيني، وعدم الاعتراف بحقوقه الوطنية المشروعة والتاريخية في أرضه ووطنه. فالصهيونية حركة استعمارية، وهي عندما تنظر إلى فلسطين على أنها وطنٌ إسرائيليٌ ومن البحر إلى النهر، فإنها بذلك ستقضي على نفسها بالزوال، فلا سبيل للتعايش أو التفاهم معها، ليس فقط فلسطينياً، بل عربياً أيضاً.
على الإسرائيليين الذين باتوا يشعرون بأزمة إسرائيل ومجتمعها وانقساماته وتفتته أن يضغطوا حقاً وحقيقة على الحركة الصهيونية والصهيونيين المتطرفين؛ للتراجع عن احتلالهم للضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية المحتلة، وباقي الأراضي العربية المحتلة، وعليهم أن يسلموا بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية بإقامة دولته ونيل حريته، وأن يعيشوا، أي هؤلاء الإسرائيليين، بسلام مع جيرانهم الفلسطينيين، وأن يلفظوا من بين ظهرانيهم كل هؤلاء المتطرفين والمتعصبين وعتاة المجرمين الصهاينة، الذين يحكمون على إسرائيل، إن هم بقوا المتحكمين في القرار، بالزوال والاندثار، فالحق والمستقبل هما للشعب الفلسطيني والأمة العربية، والاحتلال والاستيطان إلى زوال... وإلى غير رجعة كما يقال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يد الفلسطينيين أعلى من يد الإسرائيليين يد الفلسطينيين أعلى من يد الإسرائيليين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon