توقيت القاهرة المحلي 06:30:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل تخلصت من عرفات ورابين ومن العملية السلمية!

  مصر اليوم -

إسرائيل تخلصت من عرفات ورابين ومن العملية السلمية

بقلم : صالح القلاب

الآن وقد أصبحت عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية متعثرة، وبات الإسرائيليون يواصلون التضييق على موظفي المسجد الأقصى الفلسطينيين، واستدعاءهم للتحقيق، ومنع أي ترميم فلسطيني في المدينة المقدسة، واتباع أساليب متعددة للقيام بعمليات تهجير لتوطين الإسرائيليين في القدس العربية، فإن هذا يعني أن ما سميت «عملية السلام» باتت بعيدة جداً، وإنه خلافاً لبعض المحاولات الأميركية، وأيضاً المصرية والأردنية، فإن عمليات التوطين حتى في المناطق الإسلامية المقدسة مستمرة، ولم تتوقف، رغم المطالبات المتواصلة فلسطينياً وعربياً بتطبيق القرارات الدولية... وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي!!
وخلافاً لادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفْتالي بنيت، بالحرص على عدم انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية، لا بل وتقديم دعم مالي إسرائيلي لها، فإن المقصود هنا هو تفادي حل الدولتين الذي تتمسك به حتى الولايات المتحدة، والذي تطالب به معظم دول العالم، وهذا إن ليس كلها، وعليه فإنه بات واضحاً أن الإسرائيليين وبما يعتبر يسارهم، وبالطبع يمينهم، ضد قيام دولة الفلسطينيين المنشودة... اللهم باستثناء حزب «ميرتس» الذي يعتبر يسارياً، والذي يرى البعض أن «يساريته» مجرد تمثيلية مكشوفة وإنها غير صحيحة!!
لكن ورغم «التشكيك» بحقيقة موقف حزب «ميرتس» هذا، فإن هناك، إنْ إسرائيلياً وإنْ عربياً وأيضاً وإنْ على الصعيد الدولي، من يعتبره بالفعل حزباً يسارياً، وأن موقفه من الاحتلال الإسرائيلي ومن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي جدي، وأنه مع حل الدولتين على حدود عام 1967 ومع عاصمتين في المدينة المقدسة عاصمة فلسطينية وعاصمة إسرائيلية، ثم وأكثر من هذا فإن هناك من يشير إلى أنه في حملته الانتخابية الأخيرة قد أعلن أنه يتبنى عملية السلام العربية.
وهنا فإن المعروف أن ما هو الأهم من «ميرتس» هذا هو أن جنرال الجيش الإسرائيلي إسحق رابين، الذي كان قد حقق انتصاراً عام 1967 على العرب وعلى الجبهات الثلاث قد تحول إلى داعية سلام فعلي، ويبدو أنه قد وصل إلى هذه القناعة بعد انتصاره في هذه الحرب مباشرة، ويذهب البعض إلى أنه قد أخذ هذا القرار بينما كان يجلس على «درج» الأماكن المقدسة وحيداً في القدس الشريف، والمعروف هنا أنه كان قد خاض معركة عملية السلام لاحقاً مع مصر ومع المملكة الأردنية الهاشمية، ويبدو أنه قد حاول أيضاً مع سوريا التي بقيت تتمسك بمواقفها «الرفْضية» رغم اقتراب الاحتلال الإسرائيلي لاحقاً من دمشق... العاصمة السورية.
ولذلك فإن رابين هذا الذي كان قد انتقل بقناعاته من الحرب إلى السلام قد دفع الثمن غالياً في عام 1995 خلال مهرجان خطابي «سلْمي» فيما يسمى ميدان «ملوك إسرائيل»، وحيث إن «شاباً» إسرائيلياً متطرفاً مدفوعاً من قبل قوى اليمين الإسرائيلي قد أطلق النار عليه بينما كان شمعون بيريس يقف إلى جانبه وكانت إصابته قاتلة، وذلك في حين أن هذا القاتل واسمه إيجال أمير قد اعتبر بطلاً قومياً، وأنه لم يبقَ في السجن إلا لفترة محدودة وقصيرة.
وهكذا فإن رئيس وزراء إسرائيل الخامس والجنرال الإسرائيلي المنتصر في حرب عام 1967 قد دفع ثمن انتقاله بقناعته من الحرب إلى السلام، وأن الإسرائيليين عندما قتلوه فإنهم قد قتلوا العملية السلمية، وهذا هو ما يحصل الآن في القدس، وحيث إن صحيفة «يديعوت أحْرونوت» الإسرائيلية قد كشفت النقاب عن مخطط يميني حكومي إسرائيلي يهدف إلى إدراج مستوطنات الضفة الغربية على لائحة ما يُسمى «الأولوية القومية»، وقد قالت هذه الصحيفة إن وزير شؤون الأديان الإسرائيلي قد وقع على مخططات جديدة لإقامة المزيد من «الكنس اليهودية» في هذه المستوطنات وأيضاً والمجالس المحلية الإسرائيلية.
وهنا أيضاً وخلافاً لكل ما يعوّل عليه بعض الفلسطينيين، فإن مقرباً من رئيس الحكومة الإسرائيلية نفْتالي بنيت، قد قال بعد لقاءٍ مع هذا الآنف الذكر: «إنه لا عملية سلام جارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإن هذا لن يحصل إطلاقاً»، مما يعني أنه لا قيمة لأي لقاءات بين كبار المسؤولين الإسرائيليين والرئيس محمود عباس (أبو مازن) ومن بينهم وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، وأنه لا قيمة أيضاً لا لحزب «ميريتس» ولا لدعمه لحل الدولتين، وإنه فعلياً وعملياً لا ثقة وعلى الإطلاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأذكر هنا وقد كنت «شاهد عيان»، كما يُقال، إنه قد جرى حوار بين أبو مازن، أطال الله عمره، وبين أبو إياد (صلاح خلف)، رحمه الله، حول عملية السلام، وكان رأي الأول، أي محمود عباس، أنه ضد «الكفاح المسلح»، وبالطبع وهذا لأنه المكلف متابعة العملية السلمية، بينما كان رأي الثاني أنه مع الكفاح المسلح وإلى أن يكون هناك سلام فعلي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويبقى هنا أنه كما أن رابين قد دفع ثمن قناعته بعملية السلام غالياً، فإن ياسر عرفات (أبو عمار) قد دفع حياته هو أيضاً ثمناً لهذه العملية، وتجدر الإشارة هنا إلى أنني قد اتصلت به قبل انتقاله من رام الله إلى باريس للعلاج بيوم واحد، وكان جوابه عندما سألته عن صحته: «لقد قِدْروا عليّ... يا حبيبي»... وكان يقصد الإسرائيليين وحقيقة أن إسرائيل الرافضة للعملية السلمية قد تخلصت من الرئيس الفلسطيني، كما تخلصت من إسحق رابين، ولذلك فإنه لا سلام إطلاقاً على المدى المنظور، وأن من يفعل في القدس (العربية) كل هذا الذي يفعله لا يريد سلاماً وإنما يريد «استسلاماً» فلسطينياً، وإنه لا دولة فلسطينية إطلاقاً في الفترة الراهنة... بل «سلطة» تسمى: «وطنية» من أجل إراحة ضمائر بعض الفلسطينيين!!
ولذلك فإن المؤكد في النهاية أن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) يعرف هذا كله أكثر كثيراً من غيره، إنْ فلسطينياً وإنْ عربياً، لكنه ومع ذلك يراهن على بعض المتغيرات القريبة، وحيث إن كل ما يهمه هو أن الشعب الفلسطيني يجب أن يبقى يتمسك بوطنه، وأن مسيرته النضالية يجب أن تبقى متواصلة، وإن هؤلاء المحتلين مثلهم مثل «الصليبيين» في تلك الفترة التي باتت منسية وبعيدة، وإذْ إنه لا بد من أن يأتي ذلك اليوم الذي سيرحلون فيه من وطن الفلسطينيين... ويعودون إلى بلدانهم، وهذا ليس مجرد أحلام وأمنيات وهمية وإنما حقائق يعرفها المؤرخون وتعرفها كتب التاريخ ويعرفها كبار المسؤولين الإسرائيليين أكثر كثيراً من غيرهم!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تخلصت من عرفات ورابين ومن العملية السلمية إسرائيل تخلصت من عرفات ورابين ومن العملية السلمية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon