توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القرار إيراني والأسد مع منظمة «خائنة»!

  مصر اليوم -

القرار إيراني والأسد مع منظمة «خائنة»

بقلم - صالح القلاب

باستثناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» فإنّ الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الأخرى كلها كانت بمثابة تدخل أنظمة عربية، والبعض يقول وغير عربية، في شؤون الفلسطينيين، فحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقضها وقضيضها، ورغم هذا الاسم الطنان والرنان، فإن المحزن حقاً وفعلاً أنها قد استخدمت كورقة لحسابات إقليمية، والبعض قد تجاوز الحدود ويقول ودولية، وهذا في حقيقة الأمر صحيحٌ، وهو واقع الحال.
والمعروف أنّ الرئيس السوري بشار الأسد وعلى طريقة والده حافظ الأسد لا يعتبر أنّ الفصائل الفلسطينية، ربما باستثناء حركة «فتح»، مقاومة فلسطينية، بل إنها مجرد كيانات وفصائل لا عمل لها، وإنها قد وُجدت بالأساس من أجل تدخل بعض الأنظمة العربية في شؤون الشعب الفلسطيني... وبالطول والعرض!!
وهنا فإنّ المفترض أنه معروفٌ أيضاً أنّ الرئيس بشار الأسد وعلى طريقة والده حافظ الأسد كان يعتبر الفصائل الفلسطينية، باستثناء حركة «فتح»، أنها مجرد أوراق للتدخل في الوضع الفلسطيني، وحقيقة أن هذا الأمر كان صحيحاً وواضحاً ومعروفاً، وأنّ معظم الحضور العربي في اجتماعات منظمة التحرير وفصائلها لم يكن حضوراً لاجتماع فصائل فلسطينية، وإنما كان حضوراً لممثلي فصائل أنظمة عربية، وبخاصة الأنظمة التي تصر على أنها يسارية وأنها ماركسية ولينينية.
وهكذا وعلى سبيل المثال وليس الحصر، فإنّ الرئيس السوري كان يعتبر ولا يزال أنّ حركة المقاومة الإسلامية تنظيمٌ طعن سوريا وخذلها بل وخانها، والعياذ بالله، لكنه كان مضطراً للتعاطي معها وقبولها تحت ضغط إيران، دولة الولي الفقيه، عليه، إذْ إنّ المعروف أن طهران هذه قد باتت تعتبر أنها المسؤولة، إنْ لم يكن عن كل التنظيمات العربية، فمعظمها، وفي مقدمتها التنظيمات الفلسطينية.
والمؤكد أنّ الرئيس السوري لا يزال مضطراً لـ«استعمال» حركة المقاومة الإسلامية، رغم أنه يعتبرها منظمة خذلته، والعياذ بالله، وذلك استجابة للضغط الإيراني... فإيران قد أصبحت هي كل شيء بالنسبة لهذه الأمور التي هي في غاية الضرورة والأهمية، وذلك نظراً لأنّ الواقع العربي لم يعد هو الواقع السابق، والأمور جميعها قد تغيرت عن الأمور السابقة كلها.
وعلى سبيل المثال، فإنّ قرار عودة حركة المقاومة الإسلامية إلى سوريا، التي كان نظام الأسد يعتبرها تنظيماً مرفوضاً و«خائناً» و«معادياً» ورجعياً، كان قراراً إيرانياً اتخذته دولة الولي الفقيه خلافاً لرغبة الرئيس السوري... بل رغم إرادته، وهذه مسألة لا تزال متواصلة ومستمرة حتى الآن، وذلك طالما أنّ طهران تعتبر نفسها أنها الدولة الأقوى في الشرق الأوسط كله.
فمصلحة إيران قد أصبحت مقدمة على كل شيء، وهي النافذة الوحيدة لكل شيء... وهكذا فإن قرار عودة حركة المقاومة الإسلامية إلى سوريا، خلافاً لرغبة الرئيس بشار الأسد، بل رغم إرادته قد كان قراراً إيرانياً... فالقرارات قد باتت كلها لها، وما على الرئيس السوري الذي يشعر أن أنفه يلامس غيوم السماء إلّا السمع والطاعة... فحركة التاريخ ليست ثابتة، والعالم دائم التغير باستمرار.
إنّ ما كان يريده بشار الأسد، وعلى طريقة والده، هو الابتعاد «عن الشر»... لكن، وكما يقال، فإنه ليس في اليد أي حيلة، فالقرار في يد الولي الفقيه، وطهران قد باتت هي التي تحلُّ وتربط في بعض دول هذه المنطقة، وهكذا فإنه على دمشق العاصمة الأموية أنْ تبارك وتؤيد ما يصدر من دولة الولي الفقيه.
ولذلك، فإنّ «حماس» هذه، التي لا تزال توصف في دمشق بأنها تنظيمٌ إرهابي، لأنها تعتبر جناحاً «عسكرياً» لـ«الإخوان المسلمين»، قد اضطر بشار الأسد للقبول بها... فالقرار في هذه المرحلة هو قرار إيران، وقرار الولي الفقيه الذي قراره في حقيقة الأمر في طهران، ولا يمكن الإخلال به بأي شكل من الأشكال.
وبالطبع، فإنّ تركيا التي باتت تلعب دوراً رئيسياً قد أصبحت تتحكم في كثير من القضايا في هذه المنطقة، وهكذا فإنّ حركة المقاومة الإسلامية «حماس» قد باتت ممنوعة من أي عمل عسكري على الأراضي التركية، وعلى غيرها، ومن الأفضل لها أن تعود إلى واقعها السابق كحركة «إخوانية» لا علاقة لها بالعمل الفدائي وبالمقاومة الفلسطينية.
وحقيقة أنّ الواقع في هذه المنطقة لم يعد هو الواقع السابق، وأنّ القوى الحالية لم تعد هي القوى السابقة، وأن المعطيات السياسية والاقتصادية جميعها قد تغيرت، وأنّ الأحزاب الحالية لم تعد على ما كانت عليه، وأنّ هذه الأجيال لم تعد لها في حقيقة الأمر أي علاقة مع الأجيال السابقة.
حتى في أوروبا، فإنّ المجتمعات الحالية لم تعد لها أي علاقة بالمجتمعات القديمة، وحكاية «الغول والعنقاء والخلُّ الوفي» لم يعد لها أي أثر، ولم تعد موجودة، وعليه فإنه لا عنقاء ولا خل وفي... والأجيال الصاعدة بالتأكيد لا تعرف شيئاً عن هذه الأمور، ولم تعد لها أي علاقة بهذه اللغة وكل هذا، مع العلم أنّ من خط الشيب شعر رؤوسهم باتوا يجدون أنفسهم غرباء عن هذا الواقع المستجد، وأن من تقدمت بهم الأعمار باتوا يجدون أنفسهم غرباء في هذه المجتمعات الجديدة... وغرباء عن هذه المجتمعات وقيمها.
ولهذا، فإنّ الشبان العائدين إلى قرى آبائهم وأجدادهم قد باتوا يجدون أنفسهم غرباء عن قراهم ومجتمعاتهم، وما يتحدث عنه الآباء والجدود لا يفهمونه، وبعضهم عندما يسمعون ثغاء الماعز في الليل يظنون أن وحوشاً وذئاباً وضباعاً قد جاءت لتهاجمهم، ولا بد من هروب سريع من هذه الكهوف ومن بيوت الشعر التي كان قد عاش فيها أجدادهم وآباؤهم... وأنهم عندما يقال لهم إنّ العشاء في هذا المساء هو «الرشوف» فإنهم «يفرطون» من الضحك... وينقلبون على أقفيتهم!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرار إيراني والأسد مع منظمة «خائنة» القرار إيراني والأسد مع منظمة «خائنة»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon