توقيت القاهرة المحلي 00:33:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واقع عربي مأزوم... وحراك سياسي جديد

  مصر اليوم -

واقع عربي مأزوم وحراك سياسي جديد

بقلم - صالح القلاب

لقد بات معروفاً، بل مؤكداً، أنّ المنطقة اليوم، أي منطقة الشرق الأوسط، تشهد حراكاً سياسياً واسعاً وديناميكياً، تقف في القلب منه المملكة العربية السعودية، بوصفها الدولة المحورية الأولى في المنطقة، والأكثر استشعاراً لهموم العرب ومصالحهم والتحديات التي تواجههم في هذا العالم المتغير.
لقد عانت هذه المنطقة طويلاً من عدم الاستقرار والصراع على أكثر من جبهة، وشهدت تدخلات لا تُحصى كانت وللأسف على حساب المصالح العربية، وعلى حساب سيادة دول عربية وتشريد الملايين وانتعاش الإرهاب والتطرف، وإنه قد آن الأوان لتجد هذه المنطقة استقرارها والبحث لها عن دور في هذا العالم المضطرب يضمن مصالح الأمة العربية ويعيد اللُّحمة إليها بعد أن توزعت «أيدي سبأ» لسنوات طويلة، كما يقال.
وإنّ سوريا التي بقيت تشكّل حلقة رئيسية في المسيرة العربية الطويلة لا تزال لم تنهض من كبوتها لا بل من كبواتها، حيث يستمر النزاع والاستنزاف الداخلي فيها منذ عام 2011، وبات لا بد من انتهاء هذه الأزمة وإعادة لمّ شمل السوريين ووضع حد للصراع في هذا البلد الذي كان يشكّل حلقة رئيسية فاعلة في السلسلة العربية!
إنَّه من المؤكد أنه إنْ لم تكن سوريا مستقرة فإنه لن تكون هذه المنطقة مستقرة... وإذا لم يتم حل المشكلة السورية فإن الأوضاع ستزداد سوءاً، ويجب أن يكون هناك حل لها كي لا تنتقل هذه العدوى إلى دول هذه المنطقة كلها.
وهنا فإن التساؤل الذي يتردد منذ فترات طويلة هو: أليس بالإمكان التعاطي مع هذه المسألة المهمة بعد كل هذه السنوات الطويلة... أليس بالإمكان التعامل مع دمشق للمساهمة في تسوية هذه الأزمة بعد كل هذه السنوات الطويلة؟!
لا شك أنَّ الحراك السياسي الواسع الذي تقوده المملكة العربية السعودية وتتصدره جهودها الخيّرة يحاول أن تجيب عن هذا التساؤل، وتسعى من خلاله إلى عودة اللُّحمة للأمة العربية وحل أزماتها التي استنزفت خيراتها واستقرارها، وهي خطوة وحراك يجب أنْ يقابَل بخطوات إيجابية من جميع الأطراف الأخرى، وعلى رأسها الحكومة السورية، التي عليها إعادة لمّ شمل شعبها والتوافق على مقاربات سياسية تُنهي هذه الأزمة الداخلية من جذورها.
لا بد من القول الآن إنّ الأعين تتَّجه إلى القمة العربية المقبلة في الرياض في أيار مايو (أيار) القادم، حيث من المفترض، بل من المطلوب أن تكون ناجحة وقادرة على لمّ الشمل العربي وإعادة اللُّحمة له، فحجم التحديات والأزمات الذي تواجه البلاد العربية اليوم كبير ويحتاج إلى تقارب عربي وتنسيق وعلاقات مستقرة.
وفي هذا المجال، من الضروري الإشارة إلى تصريحات صدرت مؤخراً عن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والتي قال فيها: «إن هناك حواراً لعودة سوريا للحضن العربي»، مشيراً إلى أنه «يوجد إجماع على أن الوضع في سوريا ليس مقبولاً».
ولا تزال وسائل الإعلام تتناقل الأخبار عن وجود اتصالات بين الحكومتين السعودية والسورية لإعادة ترسيم العلاقات القنصلية بين البلدين الشقيقين، وبما يصبّ كما بات متوقعاً في إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، والتي قُطعت منذ عام 2011، حيث ترافق هذا الانقطاع مع تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية أيضاً بعد اندلاع الثورة السورية.


ويجيء هذا الحراك السعودي ضمن منظور أشمل ترتئيه المملكة في سياستها الخارجية، وبعد فترة قصيرة من الاتفاق السعودي - الإيراني الذي جرى بوساطة صينية كذلك فإنّ حراك السعي لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية وتطبيع العلاقات العربية معها، بما فيها السعودية، يترافق مع حراك مهم آخر تقوده وتتوسط فيه روسيا، وهو فتح خطوط حوار وتوافقات بين سوريا وتركيا على إنهاء ملف الخلافات بين الطرفين، وهو ما يسهم أيضاً في إعادة الاستقرار لهذه المنطقة وإطفاء الكثير من اشتعالاتها ونيرانها.
محاولات التقريب بين تركيا وسوريا التي تسعى إليها روسيا، وصلت إلى مستويات متقدمة، حيث من المقرر أن يكون قد عُقد لقاء رباعي بين وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا في موسكو (الثلاثاء) لبحث ملفات الخلافات بين سوريا وتركيا والسعي للتوافق على حلها.
إن الواقع العربي اليوم خطير ومليء بالتحديات والمشكلات من شتى الأصناف والتلاوين، وإنه لا بد من مقاربات وتوافقات جديدة تعيد لمّ الشمل وترسم العلاقات وتمكّن العرب من العودة لأخذ مكانهم الحقيقي والطبيعي في هذا العالم الذي لا يعترف إلا بالأقوياء.
إنه لا يمكن بقاء الوضع على ما هو عليه، حيث إن استمرار أزمات الدول العربية دون حلول ينذر بمستقبل أخطر، والعياذ بالله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واقع عربي مأزوم وحراك سياسي جديد واقع عربي مأزوم وحراك سياسي جديد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 00:33 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
  مصر اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 06:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon