توقيت القاهرة المحلي 00:33:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبواب الحروب المفتوحة!

  مصر اليوم -

أبواب الحروب المفتوحة

بقلم - صالح القلاب

ما كان متوقعاً أن يذهب العالم في القرن الحادي والعشرين إلى كل هذه الاهتزازات والحروب المتصاعدة، والمفترض بدل هزِّ القبضات العسكرية أنْ يكون هناك استقرار، وأنْ يكون التركيز على التعاون الاقتصادي وعلى فتح أبواب الجامعات لكلِّ سكان الكرة الأرضية، وإذْ إنه بدل هذا كله قد بات هذا القرن الجديد يهتزُّ كقصلة في مهبِّ الرياح العاتية... فالاقتتال قد بات يدقُّ أبواب الكرة الأرضية كلها بما في ذلك الأبواب الأوروبية!
الآن، هناك عُقدة؛ لا بل أزمة، اسمها «تايوان»... عُقدة غير معروف كيف سيكون حلها، وبالطبع فإنّ هذه ليست العُقدة الوحيدة التي تشكّل أزمة هائلة قد تنفجر في أي لحظة.
وماذا عن المنطقة؟ وما معنى أن نرى كل هذا الذي نراه ليس في السراديب المظلمة وإنما وفي وضح النهار؟! وما معنى أن تكون هناك كل هذه الاعتداءات من العدو الصهيوني... نعم العدو الصهيوني وليس غيره... والتحدي لكل القوانين والشرعية الدولية؟
وهنا فإنّ ما يوجع القلوب بالفعل هو أنّ يقف العالم مكتوف الأيدي أمام ما يرتكبه هذا العدو الصهيوني وألا يعدّ ذلك مرفوضاً، فما معنى أن يحصل كل هذا الذي يحصل وأنْ يقوم «الأعداء» الصهاينة بكل ما يقومون به... وسط هذا الصمت والتواطؤ الدولي؟
والمعروف، لا بل المؤكد، أنّ المسجد الأقصى بالنسبة إلى العرب والمسلمين تصل مكانته إلى أهم مقدساتهم الإسلامية، لكن مع ذلك فإن التحدي قد وصل إلى أنّ الجماعات اليهودية المتطرفة قد نشرت إعلاناً في بلدة القدس القديمة تُغري فيه القاطنين قرب الأقصى بتخزين قرابينهم مقابل أجر مادي... ودأبت على دعوة أنصارها للتجمع على أبواب الأقصى عشية أحد أعيادهم وذبح قرابينهم.
ثم وللمزيد من المواجهة والتحدي فإن «15» حاخاماً يهودياً متطرفاً قد أرسلوا كتاباً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير ما يسمى «الأمن القومي»، يطالبون فيه بالسماح بذبح «القربان» داخل المسجد الأقصى... والإعلان لاحقاً عن جوائز مالية مجزية لمن ينجح في ذبح قربانه في المسجد الأقصى.
ويقيناً إن هذا تحدٍّ مكشوف ومواجهة فعلية وحقيقية... وهنا فإن الأكثر تحدياً هو أنّ «جماعات الهيكل المزعوم» و«حركة نعود للجبل» رصدت مبالغ مجزية للمستوطنين الذين يحاولون ذبح «قربان» في المسجد الأقصى المبارك خلال عيد الفصح اليهودي.
والأكثر خطورة هنا وفي هذا المجال هو أنّ الإسرائيليين يحاولون جعل المسجد الأقصى قضية متنازعاً عليها، وحقيقةً إنّ هذه المسألة قد أصبحت مسألة «كسر عظم» كما يقال، وإنّ هذه المسألة بالنسبة إلى المسلمين والعرب عموماً مسألة كسر عظم فعليّ وحقيقيّ، وإنّ كل ما يريده الإسرائيليون هو جعل المسجد الأقصى مسألة متنازعاً عليها... وهذا بالتأكيد غير ممكن على الإطلاق، فالقدس قد بقيت، وعلى مدى حركة التاريخ، جوهرة عربية للمسلمين وأشقائهم المسيحيين... وإنّ هذه مسألة لا يمكن التفريط فيها سواءً أطال الزمان أم قصر!
إنّ ما تقوم به حكومة المتطرفين الصهاينة التي تقود إسرائيل إلى حتفها المحتوم، تجاه المسجد الأقصى من اقتحامات وتدنيس يومي، واعتداءات شنيعة على المرابطين والمصلين في الحرم القدسي يصب النار على الزيت، ويمكن أن يحوّل هذا الصراع مع هذا السرطان الاستيطاني إلى حرب دينية لا تُبقي ولا تَذَر، وهذا بالتأكيد ليس في صالح أحد ولا في صالح العالم الذي يقف متفرجاً على ما تفعله الإسرائيل هذه ضد أحد أقدس مواقع المسلمين.
تدفع إسرائيل اليوم المنطقة كلها إلى الانفجار، بل تضعها على فوهة بركان يغلي، ورغم ما تعانيه داخلياً من انقسام وصراع شديد واستقطابات تُلهب الشارع وتهدد بقاء هذا الكيان الهش، فإنها لا تتردد في التصعيد سواء في القدس الشريف أو في الضفة الغربية المحتلة؛ استيطاناً وقتلاً واقتحامات وقضماً للأراضي، وإطلاقاً لأيدي المتطرفين والمستوطنين وعتاة اليمين الذين وجدوا نفوذهم داخل حكومة نتنياهو... لا بل إنها تُلقي التهديدات يميناً وشمالاً بفتح جبهات وحروب في الغرب وضد قطاع غزة... وأيضاً شمالا تجاه لبنان... بينما تواصل تهديداتها بعزمها ضرب إيران، لتكتمل الدائرة الجهنمية وتشتعل المنطقة بالحروب والدمار.
كأنَّه لم يعد يكفي هذا العالم اليوم الحرب الطاحنة الدائرة في أوكرانيا والتهديد بتصعيدها إلى حرب عالمية ثالثة، لن تكون الصين هي الأخرى ببعيدة عنها... لتأتي إسرائيل، محراك الشر الأول في هذا العالم كما يقال، لتتوعد ويسيل الزبد من فمها، وهي تهدد بإحراق المنطقة وإشعال الحروب والدمار فيها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبواب الحروب المفتوحة أبواب الحروب المفتوحة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 14:30 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
  مصر اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 06:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon