توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب... وهذا الواقع والمصالح المشتركة!

  مصر اليوم -

العرب وهذا الواقع والمصالح المشتركة

بقلم - صالح القلاب

غير متوقَّع أن ينظر الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، «بعين الودّ» إلى المملكة العربية السعودية؛ فعين ودِّه محجوزة «بالطبع» للمرشد الإيراني، علي خامنئي، الذي استغرب كيف أنه يمكن لأناس طبيعيين أن ينظروا بعين الود والمحبة إلى الرياض ويتوجهوا بالعداء للجمهورية الإيرانية... وإلى طهران الخمينية!!
وهنا، فإنه غير متوقَّعٍ أن ينظر حسن نصر الله بعين الود إلى المملكة العربية السعودية؛ فعين «وده» وأختها هما للولي الفقيه في طهران... ولأتباعه في كل مكان، وبالطبع، فإن هؤلاء الأتباع غير مقصود بهم أتباع المذهب الشيعي الإسلامي الذي له التقدير كله... وأيضاً المحبة والاحترام.
إنه ما كان على «الشيخ» حسن نصر الله، أن يهبط بالعمامة السوداء إلى هذا المستوى، وأن يقول إنه لا يمكن النظر إلى المملكة العربية السعودية بعين الود... فعين الود بالنسبة إليه مصابة بـ«الحَوَل الشديد»، وهي لا ترى إلا من زاوية عين المرشد علي خامنئي.
ومشكلة حسن نصر الله، الذي كان عليه تقديراً للعمامة السوداء ألا يتهم مَن ينظرون بعين الود والمحبة إلى المملكة العربية السعودية، هذه الدولة التي بقيت يدها ممدودة بالعطاء لكل المحتاجين، مسلمين وغير مسلمين، وفي أربع رياح الكرة الأرضية.
والمستغرب أن حسن نصر الله، هذا الذي يقول إنه لا يمكنه النظر بعين الود إلى المملكة العربية السعودية، كلّ همِّه مركز على صحة المرشد الإيراني علي خامنئي... وهذا مع أنه غير صحيح أن إيران هذه ليست لديها أي أطماع بنفط الرافدين العراقي.
وهنا، فإنه لا يحقّ لهذا المعمم بالعمامة السوداء أن يقول وبالفم الملآن إنه لا يحق للدنيا أن تقوم ولا تقعد لأجل فتاة ماتت في ظروف غامضة، وذلك مع أن الكل يعرف أنّ هذه الفتاة لم تمت في ظروف غامضة، وأنها (أي الشابة مهسا أميني) قد أوقفتها ما تُسمّى شرطة الأخلاق، التي ليس لديها من الأخلاق حتى ولو مقدار قيد أنملة، كما يُقال.
والمفترض هنا أنه ما كان على حسن نصر الله أن يستغل العمامة السوداء، وأن يبرر هذه الجريمة ويدافع عنها ويقول: لقد قامت الدنيا أمام فتاة إيرانية ماتت في ظروف غامضة.
وبالطبع، فإنّ هذه الفتاة الإيرانية لم تكن مجهولة، ولم تمت في ظروف غامضة، وعلى الإطلاق، حيث إنّ المؤكد أن حسن نصر الله من المفترَض أنه يعرفها معرفة أكيدة.
ما كان على حسن نصر الله أن يزوغ ببصره بعيداً، وأن يغطي بعمامته السوداء أذنيه وعينيه وقلبه أيضاً، وأن يدّعي، وهو معمم، أنّ هذه الفتاة الإيرانية قد ماتت في ظروف غامضة!!
والمعروف أنّ هذه الشابة، مهسا أميني، قد أوقفتها شرطة الأخلاق (وأي أخلاق؟) التي تقول إنها معنية بتطبيق القواعد الإسلامية الإيرانية بسبب مظهرها... وبالطبع غير معروف أي مظهر هذا الذي يتحدثون عنه!!
والغريب... لا، بل المستغرب، أنّ حسن نصر الله الذي من المفترض أنه يدافع عن الحق قد اعتبر أن هذه الفتاة قد ماتت في ظروف غامضة، وأنّ شرطة الأخلاق المعنية بتطبيق القواعد الإسلامية في إيران قد أوقفتها بسبب مظهرها!!
لقد كان على حسن نصر الله، هذا الذي يغطّي رأسه بعمامة سوداء، أن يقف مع الحق ويدافع عنه، وألا يقول إنه قد تم استغلال حادثة غامضة (وأي غامضة؟)، وإنه قد تم إنزال الناس إلى «الشوارع»...!! «لقد نزل... ألفٌ... ألفان من أجل مشكلة... والبعض منهم قد مارس الشغب... واعتدى وقتل».
إن هذه الحادثة لم تكن غامضة على الإطلاق، كما قال وادّعى الأمين العام لـ«حزب الله»، اللبناني حسن نصر الله، هذا ما غيره، الذي يبدو أن أشقاءه وقادته الإيرانيين قد كلفوه مهمة استهداف المملكة العربية السعودية التي قال عنها الأمين العام لـ«حزب الله» إنه لا يمكن النظر إليها بعين الود.
وهنا فيقيناً أن الكل يعرف، أي القاصي والداني، أنّ المقصود هو استهداف المملكة العربية السعودية؛ فقد تساءل حسن نصر الله، الذي من المفترض أن القيم اللبنانية المنفتحة على الجميع؛ الأصدقاء، وغير الأصدقاء، هي قيمه، وألا يقول في خطاب تلفزيوني «مجلجل»: «كيف يمكن لأناس طبيعيين أن ينظروا إلى السعودية بعين الود والمحبة وهي تتوجه بالعداء للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي فعلت كل شيء لتحرر العراق»... والحقيقة أنها قد فعلت كل شيء لتدمير هذا البلد العربي الذي له مكانة راسخة لدى كل أبناء الأمة العربية.
ولذلك، ومع التقدير والاحترام للشعب الإيراني، فإنّ المعروف أن الأنظمة الإيرانية المتلاحقة، ومن بينها بالطبع هذا النظام المُعمَّم القائم الآن، تُكنّ للعرب عداءً وكرهاً شديدين، وحتى لأبناء المذهب الشيعي منهم، وهذا ما يُفسِّر كل ما نراه الآن، وكان حتى في العهد الشاهنشاهي، وفي هذا العهد المعمّم، وفي العهود كلها السابقة واللاحقة.
والمؤكد أنّ المقصود بهذا هو هذه الأنظمة المتلاحقة، حيث إن الشعب الإيراني هو شعبٌ شقيقٌ، وما يجمعه بالأمة العربية أكثر كثيراً مما يبعده عنها... وهنا بالطبع فإن تركيز القوى الداعمة لكل هذه التوجهات بإمكانه أن يجعل المستقبل العربي - الإيراني مستقبلاً واعداً، وعلى أساس المصالح المشتركة، ووفقاً لمعطيات هذه المرحلة التاريخية الراهنة القائمة على التداخل بين الشعوب وفقاً لمصالحها الموحدة.
والمؤكد هنا أن هذه المعطيات الحالية هي معطيات مصالح، وأنّ ذلك الماضي السيئ قد تجاوزته حركة التاريخ، وأن الشعوب والأمم قد باتت مصالحها مشتركة وموحدة... وأنه لم يعد هناك ذلك التناحر بين هاتين الأمتين الشقيقتين؛ الأمة العربية والأمة الإيرانية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب وهذا الواقع والمصالح المشتركة العرب وهذا الواقع والمصالح المشتركة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon