توقيت القاهرة المحلي 10:54:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لم يتعلمه بنيت من التجارب اليهودية!

  مصر اليوم -

ما لم يتعلمه بنيت من التجارب اليهودية

بقلم:صالح القلاب

لم يتعرض أي شعب إلى مذابح وتصفيات جسدية كما تعرض له اليهود في عهد هتلر والفترة النازية، حيث إن الرايخ الألماني، كما هو معروف، قد انهمك ببذل أقصى جهوده لإفناء ما كان يعدّه العدو اليهودي، ولم تصل التصفيات في هذا المجال إلى مئات الألوف وفقط، بل إلى الملايين، وهذا ما كان قد اعترف ببعضه أدولف إيخمان نفسه في محاكمات القدس الشهيرة التي كان قد ادّعى فيها بأن ذاكرته معطوبة، وذلك في محاولة للتملص مما قام به من فظائع كانت قد أثبتتها الوثائق التاريخية، ثم وإنه قد اعترف هو نفسه بما ارتكبه من جرائم وإفناء وذبح ملايين اليهود الذين كانوا قد تعرضوا لتصفيات دموية بربرية... لأنهم يهود بقوا يُطاردون في العديد من الدول الأوروبية.

وهنا، فإن المقصود من هذا الاختصار الذي قد شكّلت حقائقه الفعلية مجلدات ضخمة وطويلة باتت مركونة على رفوف المكتبات، ليس في القدس وحدها، وإنما في العديد من الدول الأوروبية، وفي مقدمتها ألمانيا التي غدت موحدة، لا هي شرقية ولا غربية، وهذا من المؤسف أنّ هناك بعض الألمان والأوروبيين من أصبحوا يتناسونه ويغضون النظر عنه وينظرون إليه بعيون حولاء تتعمد ألا ترى حقائق الأمور... ولا تعترف بكل هذه المعطيات التاريخية.
ولذلك؛ وبما أنه من الضروري تجاوز، إنْ ليس كل فبعض، هذه الجرائم التي هناك من يرى أنها مع عوامل الزمن لا بد من أن تصبح نسياً منسياً، لكن المشكلة في هذا المجال هي أنه قد أصبح هناك من يتلاعبون بحقائق ومعطيات حركة التاريخ هذه، ويقلبون الأمور رأساً على عقب، حيث إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت وهو اليهودي، الذي من المفترض أنه يعرف أن أهله كانوا قد أُبيدوا كلهم على أيدي النازيين القتلة والمجرمين، وذلك على اعتبار أنهم يهود فقط كانت قد تمت إبادة الملايين منهم على أيدي النازيين، قد تجاوز هذا كله بعدما أصبح رئيس وزراء إسرائيل وبات يتصرف وكأنه ليس يهودياً، وكأن لا علاقة له بهذا الماضي الدموي المرعب ولا علاقة له بأهله الذين تمت إبادتهم على يد هتلر في المرحلة النازية التي كانت من أبشع ما مرت به مسيرة التاريخ!
والمشكلة هنا هي، أن نفتالي بنيت هذا الذي من الواضح أنه يحرص على أن «يتعبّط» نجمة داود السداسية لأسباب ودوافع انتخابية، ويبدو أن هذا ليس في مصلحته انتخابياً، قد تناسى، لا، بل إنه وربما لا يعرف تلك المجازر المرعبة التي كان قد تعرض لها اليهود في العهد النازي، في عهد أدولف هتلر وأتباعه... وأيضاً في عهد أدولف إيخمان هذا المجرم الذي كان الإسرائيليون، وهذا من حقهم، قد اختطفوه عندما كان متنكراً في الأرجنتين وتم إعدامه شنقاً في القدس في ليل الحادي والثلاثين من مايو (أيار) عام 1962 وتم إحراق جثته... ونثر رماده في البحر الأبيض المتوسط... خارج ما يعدّ المياه الإقليمية الإسرائيلية!
والمعروف أنّ محاكمة هذا النازي المجرم الذي هو أدولف إيخمان لم تكن محاكمة عادية، لا، بل إنها قد كانت بمثابة استعراض لتاريخ دموي وإجرامي، حيث إن أحد شهود تلك الجرائم والمذابح النازية الرهيبة فعلاً كان قد روى أن ضحايا النازيين كانوا «يوقفون» في صف مرصوص وجنباً إلى جنب وبأعداد هائلة، وأنهم كانوا يُجبرون على أن يبقوا واقفين حتى وفاتهم وهم يمسكون بأيدي بعضهم بعضاً.
إنّ المقصود بهذا كله، هذا الذي تتضمنه مجلدات متورمة كثيرة، هو أنّ هناك من اليهود الإسرائيليين من قد أغمضوا عيونهم عن هذه الحقائق التاريخية كلها، لا، بل إن بعضهم وعندما أصبحوا في مواقع المسؤولية العليا، ومن بينهم رئيس الوزراء الحالي نفتالي بنيت لم يأخذوا هذه الوقائع التاريخية المرعبة والمريرة والدموية بعين الاعتبار وباتوا يسيئون لأبناء الشعب الفلسطيني... وهذه مسائل باتت معروفة وبات يندد بها ويتبرأ منها الكثيرون من اليهود الإسرائيليين الذين قد قرأوا التاريخ النازي بعيون غير حولاء وبنظرات صحيحة!
لقد كان على رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، أنْ يتذكر هذا كله، وأنه بدل أن يصبّ جام غضبه على الفلسطينيين كما كان «النازيون» قد صبّوا جام غضبهم على أجداده اليهود وألقوا بهم في السجون والمعتقلات، أن يتذكر هذا الماضي كله وأن يتعامل مع أبناء الشعب الفلسطيني المواطنين الأساسيين ليس كمعاملة هتلر والمجرمين النازيين مع أبناء الشعب اليهودي الطيب الذي لم يتعرض شعب على مدى سنوات التاريخ كله كما تعرض له والذي كان يساق إلى ميادين الإعدامات والذبح ليس بالألوف وفقط وإنما بالملايين... وهذا من المفترض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا يتذكره ويعرفه تمام المعرفة.
ثم، وإنه على اليهود، الذين لا بد أنهم قد اطلعوا على ذلك التاريخ المرعب عندما كانوا - لأنهم يهود - يساقون إلى ساحات الذبح والإعدام ليس بالألوف وفقط، بل بالملايين، ألا يتعاملوا مع الفلسطينيين، أهل المكان والأرض كما كان هتلر والنازيون يتعاملون معهم... والمؤكد أنّ تلك الفترة التاريخية كانت فترة مخزية ورهيبة.
إنه على نفتالي بنيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبل أنْ يفعل كل هذا الذي يفعله ضد أهل القدس الأساسيين وضد الشعب الفلسطيني بصورة عامة أنْ يتذكر أنه يهودي، وأنّ اليهود في عهد هتلر في تلك المرحلة النازية الدموية التي باتت بعيدة جداً، وأنّ عليه ألا يتعامل مع الفلسطينيين كما كان الألمان «الهتلريون» يتعاملون مع «اليهود» بتلك الطرق المرعبة؛ وذلك لأنهم يهود وأنهم ليسوا «بشراً» ولا مواطنين، ويجب التخلص منهم بتلك الطرق النازية الإرهابية.
ولذلك؛ فإنه على الإسرائيليين، واليهود تحديداً، أن يقفوا ضد كل هذا الذي يفعله نفتالي بنيت الذي خلافاً لكل هذا التاريخ الإجرامي والمخيف الذي كان تعرض فيه اليهود للمذابح والويلات والحرق بالنيران، ها هو يفعل كل هذا الذي يفعله بالشعب الفلسطيني صاحب الأرض وصاحب الحق... وصاحب كل شيء في هذا الوطن التاريخي الذي هو في حقيقة الأمر وطنه الذي لا وطن له غيره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لم يتعلمه بنيت من التجارب اليهودية ما لم يتعلمه بنيت من التجارب اليهودية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon